مقتل متظاهر عراقي وجرح آخرين بعد رفض جنازة رمزية لسليماني

جثمان أبومهدي المهندس الذي قتل مع سليماني في نفس الهجوم نُقل أيضا إلى إيران لإجراء فحص الحمض النووي له على أن يعاد إلى العراق لدفنه في النجف.

طهران - قتل متظاهر عراقي اليوم الأحد في مدينة الناصرية التابعة لمحافظة ذي قار جنوبي العراق، بعد أن منع متظاهرون اقتحام مناصري فصائل عراقية موالية لإيران ساحة الاحتجاج في المدينة بالسلاح حتى يتمكنوا من تشييع نعش رمزي لقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني الذي وصلت جثته إيران فجرا بعد يومين من مقتله في غارة أميركية ببغداد.

وأعلن مصدر أمني في الشرطة العراقية الأحد عن مقتل متظاهر وإصابة أربعة آخرون بجروح بإطلاق نار من قبل مشيعين لنعش رمزي لسليماني وسط مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار جنوبي البلاد.
وقال المصدر في قيادة شرطة المحافظة طلب عدم الإشارة لاسمه إن "مشيعين لنعش رمزي لقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس دخلوا ساحة الحبوبي المخصصة للمتظاهرين وهم يحملون الأسلحة".
وأوضح أن "المتظاهرين في ساحة الحبوبي رفضوا دخول مشيعي النعوش الرمزية كونهم يحملون أسلحة، وتطور الخلاف بين الطرفين"، مشيرا إلى أن "المسلحين من المشيعين أطلقوا الرصاص بإتجاه المتظاهرين مما أدى إلى مقتل متظاهر وإصابة 4 بجروح".
وتناقل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات لاشتباكات بين المتظاهرين وبعض عناصر الميليشيات وسط صوت الرصاص.

وقتل سليماني والمهندس إلى جانب 8 من قادة الحرس الثوري الإيراني والحشد العراقي في الغارة الجوية الأميركية قرب مطار بغداد غربي العاصمة فجر الجمعة.
وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية أن جثمان سليماني والمهندس وصلا إلى إيران فجر اليوم الأحد.

ونقل جثمان سليماني الذي يعد اليد اليمنى للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئ ومهندس العمليات السرية والعسكرية لطهران في الخارج، من العراق إلى مطار مدينة الأهواز الإيرانية.

 حيث نعش ملفوف بالعلم الإيراني يُجري إنزاله من طائرة مع عزف فرقة موسيقى عسكرية في مدينة الأهواز..

وبثت التلفزيون الإيراني الرسمي لقطات مصورة لنعش ملفوف بالعلم الإيراني يُجري إنزاله من طائرة مع عزف فرقة موسيقى عسكرية في الأهواز.

وأظهرت لقطات مصورة عرضها التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة أن آلاف المشيعين المتشحين بالسواد نزلوا إلى شوارع المدينة الواقعة جنوب غرب إيران، وأخذوا يضربون على صدورهم بأيديهم.

وقالت مصادر صحفية إيرانية إن الجثمان سينقل بعد ذلك إلى مدينة مشهد على أن يصل إلى طهران الاثنين.

ومن المقرر أن يتم دفن سليماني في مدينة كرمان جنوب البلاد بعد غد الثلاثاء.

وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية أن جثمان نائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس الذي قتل مع سليماني في نفس الهجوم نُقل أيضا إلى الأهواز.

وأعلن الحشد الشعبي أن جثمان المهندس سيتم إعادته إلى النجف جنوب بغداد بعد إجراء فحص الحمض النووي له في إيران.

وقال الحشد في بيان إن "تشابك الأشلاء" بين جثمان المهندس مع قتيل آخر من الحشد مع جثمان سليماني ومرافقيه "استدعى إجراء الفحص لأجسادهم في العاصمة الإيرانية طهران، بعدما تحولت إلى أشلاء من شدة تفجر الصاروخ الأميركي".

وأكد البيان أن "عملية فحص الحمض النووي بين الجثث سيستغرق أياما قبل العودة إلى العراق لإجراء عملية الدفن".

وأظهرت صور وفيديوهات من مكان العملية الأميركية قرب مطار بغداد جثثا اختلطت أشلائها وأظهرت إحدى الصور يد لجثة يظهر فيها خاتم كان يضعه قاسم سليماني في الصور التي التقطت له في الأشهر الأخيرة.

وتوعدت إيران والفصائل العراقية المسلحة الموالية لها في العراق ولا سيما كتائب حزب الله بالانتقام لمقتل سليماني والمهندس الذي جرى تشييعهما وقتلى الغارة الآخرين السبت في بغداد.
ويوجد نحو 5 آلاف جندي أميركي في العراق ضمن إطار التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش الإرهابي وينتشرون في عدة قواعد عسكرية عراقية لا سيما قاعدة عين الأسد الجوية في الأنبار (غرب)، وقاعدة بلد الجوية في صلاح الدين (شمال)، وقاعدة "كي وان" في كركوك.