مقتل مفتي دمشق في هجوم إرهابي

الشيخ محمّد عدنان الأفيوني كان من أبرز رجال الدين المقربين من الرئيس السوري ولعب دورا محوريا في إبرام وتطبيق اتفاقات التسوية التي أبرمتها الحكومة مع الفصائل المعارضة.
مقتل الأفيوني يخترق هدوء العاصمة السورية
دمشق لم تشهد عمليات إرهابية منذ 2018 إلا في حوادث نادرة
الشيخ الافيوني ثاني أبرز شخصية دينية يتم اغتياله بعد اغتيال البوطي

دمشق - قُتل مفتي دمشق وريفها الشيخ محمّد عدنان الأفيوني الذي يعتبر من كبار العلماء في سوريا اليوم الخميس إثر انفجار عبوة ناسفة بسيارته غرب دمشق، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ووزارة الأوقاف.

ويخترق هذا الاعتداء الإرهابي الهدوء الذي تشهده دمشق منذ نحو عامين من استعادة القوات النظامية السيطرة على محيط العاصمة التي لم تشهد هجمات إلا نادرا من جماعات إسلامية متطرفة.

وقالت وكالة 'سانا' إن مقتله جاء "جراء استهداف سيارته بتفجير إرهابي غادر مساء اليوم في بلدة قدسيا" في ريف دمشق. وذكرت وزارة الأوقاف أن "عبوة ناسفة كانت مزروعة" في السيارة.

ونعت الوزارة الأفيوني (66 عاما) ووصفته بأنّه "من كبار علماء سوريا والعالم الإسلامي" وهو المشرف العام على "مركز الشام الدولي الإسلامي لمواجهة التطرف".

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الأفيوني كان من أبرز رجال الدين المقربين من الرئيس السوري بشار الأسد. ولعب دورا محوريا في إبرام وتطبيق اتفاقات التسوية التي أبرمتها الحكومة مع الفصائل المعارضة والمقاتلة في ريف العاصمة.

وسبق للأسد أن أدى في 12 سبتمبر/ايلول 2016 صلاة عيد الأضحى في جامع سعد بن معاذ في مدينة داريا في ظهور علني نادر حينها، بعد نحو ثلاثة أسابيع من سيطرة الجيش السوري على المدينة إثر اتفاق مع الفصائل المعارضة فيها بعد حصارها لأكثر من أربع سنوات.

وأمّ الأفيوني الصلاة حينها. وقال أمام الأسد والمصلين "داريا بمثالها الحي تنادي كل السوريين، ليس أمامكم إلا المصالحة وترك القتال".

ولم تتبن أي جهة مقتل الأفيوني. وبات من النادر أن تشهد دمشق حوادث مماثلة بعدما تمكنت القوات الحكومية منذ العام 2018 من السيطرة على أحياء في العاصمة كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، كما على الغوطة الشرقية التي شكلت لسنوات أبرز معاقل الفصائل المعارضة قرب دمشق.

وأصبحت تحركات التنظيم المتطرف محدودة واقتصرت معظم هجماته أو مواجهاته مع القوات السورية وحلفائها في منطقة البادية حيث ينشط مسلحوه على شكل مجموعات.

والأفيوني هو ثاني أبرز رجل دين يتم اغتياله بعد اغتيال الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي (84 سنة) بتفجير انتحاري في جامع الإيمان في حي المزرعة بدمشق في العام 2013.

وأدى التفجير حينها إلى مقتل وإصابة العشرات بينهم حفيد الشيخ البوطي وجرح العشرات أغلبهم طلاب العلم كانوا يحضرون درسا دينيا في الجامع، وفق ما ذكرت وسائل الإعلام السورية الرسمية حينها.

وأدانت دمشق والمعارضة وهيئات إسلامية في العالم اغتيال البوطي حينها والذي كان مثار جدل بسبب معرضته للثورة السورية وتأييده للنظام.