مقتل 16 جنديا تركيا وأكثر من مئة مرتزق في ليبيا

أردوغان يعترف بمقتل عدد من الجنود الأتراك الذين أرسلهم إلى ليبيا دعما لحكومة الوفاق بعد أن نفى في السابق مشاركتهم في المعارك.

طرابلس - أعلن مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي خالد المحجوب عن مقتل 16 عسكريا تركيا خلال مشاركتهم بالعمليات العسكرية في ليبيا، متوعدا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "بالمزيد".

وقال المحجوب في تصريحات صحفية اليوم الأحد إن "16 قتيلا من الجيش التركي سقطوا على أيدي القوات المسلحة الليبية حتى الآن، بالإضافة إلى 105 من المرتزقة الذين جاءت بهم تركيا إلى ليبيا.

وأضاف المحجوب "نعد الرئيس التركي بالمزيد"، مشيرا إلى إن المستشارين والعسكريين الأتراك الذين كانوا يقودون طائرات مسيرة، يتواجدون في أكثر من موقع في مصراتة وسرت وغيره من المدن الليبية.

وأمس السبت، أقر أردوغان بسقوط "عدد من القتلى في الجانب التركي في ليبيا"، مشيرا إلى أن محاربة جيش بلاده لقوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في ليبيا "ليست مغامرة" ولا "خيارا عبثيا".

وكان الرئيس التركي قد كشف مطلع فبراير الجاري أن تركيا أرسلت 35 جنديا إلى ليبيا دعما لحكومة الوفاق بطرابلس لكنهم لن يشاركوا في المعارك. في وقت أكدت فيه تقارير عن وصول المئات من المرتزقة التابعين للفصائل السورية المدعومة من أنقرة إلى طرابلس عبر مطار إسطنبول لدعم المليشيات التي تقاتل في صفوف حكومة الوفاق.

وكانت صحيفة لوفيغارو الفرنسية قد توقعت الجمعة أن يدخل الجيش الليبي في مواجهة عسكرية مباشرة مع "الغزو التركي" في حال فشل مفاوضات جنيف لوقف إطلاق النار.

وقالت لوفيغارو تحت عنوان "إذا فشلت المحادثات.. حفتر سيواجه الغزو التركي" إن مهمة المبعوث الأممي الخاص لدى ليبيا غسان سلامة ستكون عسيرة، بعد اعتراف أردوغان بمقتل جنود أتراك في معارك طرابلس. 

واستشهدت في تقريرها بتصريحات حفتر التي أكد فيها عدم إمكانية نجاح محادثات جنيف إلا في حالة انسحاب المرتزقة السوريين والأتراك من بلاده. 

ونددت عدة دول غربية وعربية بالتدخل العسكري التركي في ليبيا منذ إعلان أردوغان ذلك في خطوة أججت الصراع أكثر في البلاد التي تعاني من الفوى منذ 2011، حيث اتهم أردوغان بنقل عناصر من داعش والقاعدة ومسلحين متشددين موالين لأنقرة من سوريا للقتال في ليبيا وتهديده لأمن المنطقة بأسرها.

وكان مصدر أمني ليبي قد كشف في وقت سابق أن قائد القوات التركية في ليبيا الجنرال خليل سويسال قُتل خلال قصف الجيش الليبي أهدافًا في ميناء طرابلس الأسبوع الماضي، مشيرًا إلى أن القصف أسفر أيضًا عن مقتل ضابط تركي ومترجم سوري.

وأكدت مصادر ليبية أن قصف الجيش الليبي لمستودع الأسلحة في ميناء طرابلس ألحق أضراراً جسيمة بالعتاد العسكري الذي أرسلته تركيا لصالح قوات حكومة فائز السراج، وأودى بحياة 6 ضباط أتراك، كان من بينهم الجنرال خليل سوسيال وآخر برتبة عقيد في المخابرات العسكرية التركية يدعى (أكخان) الذي كان يشرف على تسليم الأسلحة لحكومة الوفاق.

ويواصل الجيش الوطني الليبي عملياته ضد الميليشيات والإرهابيين لتحرير طرابلس من قبضتهم، حيث قالت مصادر ليبية أن حكومة الوفاق في حالة استنفار قصوى بسبب تقدم قوات حفتر نحو مدينة زوارة التي تبعد حوالى 100 كيلومتر غرب طرابلس،  والقريبة من معبر راس الجدير الحدودي مع تونس.

وأفادت وكالة 'اجانزيا نوفا' الإيطالية أن مصادرها رصدت تعزيزات كبيرة لقوات الجيش الوطني الليبي قرب مدن الوطية والعجيلات وصبراتة وصورمان الواقعة غرب العاصمة الليبية طرابلس.

وفي نفس السياق أعلنت الغرفة الأمنية لمدينة زوارة التابعة لحكومة الوفاق حالة النفير العام. وطالبت في بيان نشرته على صفحتها في فيسبوك بالتجهيز للمواجهة استعدادا لعملية عسكرية يمكن أن يطلقها الجيش الليبي في هذه المنطقة.