مقتل 20 مدنيا شمال مالي في هجمات الجيش على الاسلاميين

الضربات الجوية على أهداف للمتمردين في تنزاواتن تأتي بعد قتل عدد كبير من الجنود الماليين وتكبد فاغنر أكبر خسارة في أفريقيا.

باماكو – قال متمردو الطوارق إن 15 شخصا على الأقل بينهم أطفال، قتلوا في هجمات بطائرات مسيرة الأحد على بلدة تينزاواتن في شمال مالي، قرب موقع تعرض فيه الجيش ومجموعة فاغنر لضربة قوية الشهر الماضي.

وأفاد الانفصاليون في حصيلة أولية بمقتل 21 مدنيا بينهم 11 طفلا إضافة إلى سقوط عشرات الجرحى و"أضرار مادية كبيرة". وقالوا إن "جيش المجلس العسكري المالي والمرتزقة الروس من مجموعة فاغنر نفذوا عدة ضربات بطائرات مسيّرة أقلعت من بوركينا فاسو في تنزاواتن، على بعد أمتار من الأراضي الجزائرية".

وتابع المتحدث باسمهم محمد المولود رمضان في بيان "استهدفت الضربات في البداية صيدلية، تبعتها غارات أخرى استهدفت تجمعات بشرية قرب المكان الأول".

وأكد مسؤول في منظمة غير حكومية محلية "مقتل ما لا يقل عن 20 مدنيا، بينهم أطفال، بنيران طائرات مسيّرة الأحد". فيما قال مسؤول محلي متقاعد لوكالة فرانس برس إن هناك ما لا يقل عن عشرين قتيلا.

وقال متحدث باسم تحالف للمتمردين يحمل اسم الإطار الاستراتيجي الدائم للسلام والأمن والتنمية إن البلدة الواقعة بالقرب من الحدود الجزائرية تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة مرة أخرى الأحد.

ونفذت مالي ضربات جوية على أهداف للمتمردين في تنزاواتن وما حولها بعد وقت قصير من قيام المقاتلين الطوارق والإسلاميين بقتل عدد كبير من الجنود الماليين وآخرين من مجموعة فاغنر الروسية بالقرب من البلدة في يوليو/تموز.

وقد يكون القتال بالقرب من تينزاواتن في أواخر يوليو/تموز أكبر هزيمة تلحق بفاغنر منذ تدخلها قبل عامين لمساعدة المجلس العسكري في مالي على محاربة الجماعات المتمردة.

ففي المنطقة نفسها، أعلن الانفصاليون والجهاديون أنهم قتلوا عشرات من عناصر مجموعة فاغنر الروسية العسكرية والجنود الماليين خلال معارك بين 25 و27 تموز/يوليو.

وأقر الجيش المالي ومجموعة فاغنر بخسائر كبيرة من دون تقديم حصيلة دقيقة. وتعد هذه الهزيمة من الأكبر التي تتكبدها مجموعة فاغنر في إفريقيا.

وقال رئيس الوزراء المالي شوغيل كوكالا مايغا إن في "تنزاواتن، خسرنا معركة لكننا  لن نخسر الحرب ضد الإرهابيين أبدًا".

بدوره، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "الوقوف بحزم" إلى جانب باماكو بعد هذه الانتكاسة القاسية.

ورد الجيش المالي في الأيام التالية بغارات بطائرات مسيّرة على المنطقة أدت إلى مقتل العديد من المدنيين، ولا سيما عمال مناجم ذهب، من الأجانب.

وتحدث الانفصاليون عن "مقتل العشرات، معظمهم من الهوسا النيجريين والتشاديين".

وقال متمردو الطوارق إنهم قتلوا ما لا يقل عن 84 من مقاتلي فاغنر و47 جنديا ماليا. وقالت إحدى الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة إنها قتلت 50 من مقاتلي فاغنر و10 جنود ماليين.

وينشط الانفصاليون الطوارق ومسلحون إسلاميون مرتبطون بالقاعدة في شمال مالي.

وقال الجيش المالي إنه شن هجوما جويا بالتنسيق مع جيش بوركينا فاسو نُفذ في إطار آلية الدفاع الجماعي لاتحاد دول الساحل الذي تشكل مؤخرا ويضم الأنظمة العسكرية في بوركينا فاسو ومالي والنيجر.

وكانت الدول الثلاث أعلنت تشكيل اتحاد كونفدرالي جديد، بعدما انفصلت عن الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس) في وقت سابق من هذا العام.

وقرر المجلس العسكري في مالي بقيادة الكولونيل أسيمي غويتا تصعيد الخيار العسكري منذ عام 2022. وأقدم خصوصا على كسر التحالف القديم مع فرنسا والشركاء الأوروبيين، ليتحول عسكريا وسياسيا نحو روسيا.

وجعل المجلس الذي يتولّى السلطة في مالي منذ 2020، من استعادة السيطرة على كامل أراضي البلاد إحدى أولوياته.

وخسرت الجماعات الانفصالية المسلحة عدة مناطق في الشمال منذ عام 2023، بعد هجوم شنه الجيش المالي أدى إلى سيطرته على معقلها مدينة كيدال.

وأدى الهجوم في شمال البلاد إلى ادعاءات بحصول انتهاكات ارتكبتها القوات المالية وحلفاؤها الروس بحق مدنيين منذ عام 2022، وهو ما تنفيه السلطات المالية.

وأعلنت مالي السبت تعليق بثّ قناة "إل.سي.آي" الإخبارية الفرنسية لشهرين بعد أن عرضت وفقا لها برنامجا تضمن "اتهامات كاذبة" بحق الجيش المالي وحلفائه الروس.