مقتل 4 أمنيين إيرانيين في هجوم مسلح في غمرة انتفاضة الأقاليم
طهران - قتل أربعة من قوات الأمن الإيرانية التابعة للحرس الثوري اليوم الاثنين في هجوم مسلح نفذته مجموعة في جنوب شرق إيران قبل أن تلوذ بالفرار إلى باكستان، في حدث يأتي في خضم احتجاجات لم تهدأ منذ 16 سبتمبر/أيلول الماضي وفي أحد أكثر المناطق التي شهدت مواجهات دامية بين قوات الأمن والمحتجين.
وأوردت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا) اليوم الاثنين النبأ لكنها لم تقدم مزيدا من التفاصيل مكتفية بالقول إن نيران قوات الأمن أجبرت المهاجمين على الفرار إلى داخل الأراضي الباكستانية.
وجدّ الهجوم في سروان في إقليم سيستان-بلوخستان. وشهد هذا الإقليم بعضا من أكثر الاضطرابات دموية خلال الاحتجاجات التي اجتاحت إيران. كما تشتبك قوات الأمن مع مهربين للمخدرات بشكل متكرر في تلك المنطقة.
وذكرت الوكالة الإيرانية نقلا عن بيان صادر عن الحرس الثوري أن ثلاثة من القتلى من أفراد الباسيج، وهي ميليشيا تتبع الثوري الإيراني تم تشرها على نطاق واسع لمواجهة الاحتجاجات.
وجاء في بيان الحرس الثوري "التواجد القوي والنيران الكثيفة للمدافعين عن الأمن أديا إلى هروب عناصر الجماعات الإرهابية إلى الأراضي الباكستانية"، في إشارة لمرتكبي الهجوم.
ويضم إقليم سيستان-بلوخستان الذي يغلب الفقر على سكانه، أقلية البلوخ وهي جماعة عرقية سُنية في إيران تشكو كثيرا من المعاملة التميزية التي تتبعها السلطات المتمثلة في رجال دين من الأغلبية الشيعية.
وتقول مصادر محلية إن الممارسات القمعية والتهميش والتمييز بحق الأقليات في إيران، ساهم في توتير الأجواء وفي تشكل مجموعات مسلحة متمردة رفضا للوضع القائم وللانتقام لـ"المظلومين" والعوائل التي استهدفتها السلطات أو أعدمت العشرات من أبنائها بذريعة الانتماء لمنظمات إرهابية.
وشهدت زاهدان عاصمة الإقليم بعض أكثر الاضطرابات دموية خلال موجة من الاحتجاجات في أنحاء البلاد خرجت بعد وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني وهي محتجزة لدى شرطة الأخلاق، إذ قتلت قوات الأمن 66 على الأقل في حملة قمع في 30 سبتمبر/أيلول وفقا لما ذكرته منظمة العفو الدولية.
والشهر الماضي زار وفد يمثل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي المنطقة معربا عن الحزن وواعدا بحلول، على ما ذكرت وسيلة إعلام رسمية حينها.
من جهة أخرى، ذكرت وكالة إرنا الاثنين أن أربعة رجال دين شيعة أصيبوا بجروح بعدما هاجمهم مجهولون مسلحون بـ"آلة حادة" في مدينة قم جنوب طهران. وتلقى اثنان منهما العلاج في المكان في حين نقل الاثنان الآخران إلى المستشفى لكن يتوقع خروجهما سريعا.
ونفذت إيران حكم الإعدام برجلين أدينا بتهمة ارتكاب أعمال عنف ضد عناصر من القوى الأمنية على ارتباط بالاحتجاجات الحاصلة.
وشنق مجيد رضا رهناورد (23 عاما) علنا بعدما حكم عليه بالإعدام في مشهد في شمال شرق البلاد لإدانته بتهمة قتل عنصرين من الباسيج طعنا بسكين على ما ذكر موقع "ميزان اونلاين" التابع للسلطة القضائية الأسبوع الماضي.
وقبل أربعة أيام على ذلك أعدمت إيران محسن شكاري (23 عاما) بعد ما أدانته بتهمة إصابة عنصر من قوى الأمن. وكانت هذه أول حالة إعدام يعلن عنها مرتبطة بأحد المشاركين بالاحتجاجات.
وشكلت الاضطرابات والمظاهرات التي شارك فيها إيرانيون من شتى الأطياف وطالبوا بسقوط المؤسسة الحاكمة، أكبر تحد لرجال الدين الحاكمين للجمهورية الإسلامية منذ تأسيسها في 1979.
ونفذت جماعة مسلحة من البلوخ تسمى جيش العدل هجمات من قبل على قوات أمن إيرانية في المنطقة. وتقول السلطات الإيرانية إن الجماعة تعمل انطلاقا من ملاذات آمنة في باكستان.
وتقول وكالة نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) إن 502 من المحتجين و62 من قوات الأمن قُتلوا حتى 18 ديسمبر/كانون الأول خلال المظاهرات التي اندلعت في أعقاب مقتل مهسا أميني.