مقتل 4 جنود تونسيين في اعتداء إرهابي

وزارة الدفاع التونسية تعلن أن القتلى من قواتها سقطوا في انفجار لغم تقليدي الصنع في جبل مغيلة بمحافظة القصرين الحدودية مع الجزائر فيما يأتي الاعتداء في ظل أزمة سياسية واقتصادية هي الأسوأ.
مقتل الجنود التونسيين يأتي بعد فترة هدوء نسبي للاعتداءات الإرهابية
الأزمة السياسية ترخي بظلالها على أمن واستقرار تونس

تونس - أعلنت تونس اليوم الأربعاء مقتل 4 جنود في انفجار لغم أرضي بجبال المغيلة بمحافظة القصرين الحدودية مع الجزائر في أحدث اعتداء إرهابي بعد فترة هدوء، لكنه يأتي أيضا فيما تشهد البلاد أسوأ أزمة سياسية بين الرئاسة من جهة وحكومة هشام المشيشي المدعومة من حزام سياسي يشكل الإسلاميون عموده الفقري إلى جانب حزب علماني رئيسه قيد الاحتجاز بسبب شبهات فساد مالي.

وقال محمد زكري المتحدث باسم وزارة الدفاع التونسية اليوم الأربعاء إن الجنود الأربعة قُتلوا في انفجار "لغم تقليدي الصنع في جبل المغيلة بالقصرين" أثناء قيامهم بدورية في المنطقة.

وأوضح زكري أن المهمة التي كان يقوم بها الجنود "تأتي في إطار عملية لمكافحة الإرهاب تقوم بها القوات العسكرية غالبا في هذه المنطقة"، من دون أن يقدم معلومات إضافية حول أعمارهم. ولا تزال عمليات تمشيط القوات العسكرية متواصلة.

وأكد رئيس الحكومة هشام المشيشي في بيان نشرته رئاسة الحكومة على حسابها على فيسبوك أن العملية "لن تثنينا عن مواصلة جهودنا من أجل محاربة الإرهاب ودحره"، مؤكدا أنّها "تأتي لتذكّرنا أنّ بوصلتنا يجب أن تبقى دائما في اتّجاه حماية الوطن من كل الأخطار المحدقة به وتحقيق مصلحة شعبنا بعيدا عن كلّ التجاذبات والمشاحنات والمزايدات".

 

وتشهد البلاد أزمة سياسية حادة مع غياب الانسجام بين رئاستي الحكومة والبرلمان من جهة والرئاسة من جهة أخرى. وبرز الخلاف بعد تعديل حكومي أجراه رئيس الحكومة وصادق عليه البرلمان، بينما انتقده الرئيس التونسي قيس سعيّد بشدة. ولم يقسم الوزراء الـ11 الجدد اليمين الدستورية بعد أمام سعيّد.

وتخوض القوات العسكرية التونسية منذ 2012 حملات تعقب جماعات مسلحة تنتمي إلى خلية عقبة ابن نافع التابعة لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي.

وشن هذا التنظيم في 2014 هجوما على عسكريين وقتل 15 جنديا، وتلت ذلك سلسلة اعتداءات في البلاد.

ومنذ ثورة 2011 ، تواجه تونس تنامي حركات جهادية مسلحة خصوصا في المناطق الحدودية مع كل من الجزائر وليبيا.

وتحسن الوضع الأمني في البلاد في السنوات الأخيرة، لكن حالة الطوارئ لا تزال سارية.

ومنطقة المغيلة الجبلية القريبة من مدينة القصرين، معقل جماعة إسلامية متشددة يحاربها الجيش التونسي منذ أعوام.

ويقول دبلوماسيون أجانب يركزون على الأمن إن تونس تواجه تهديدا صغيرا، لكنه مستمر من المتشددين.

وإلى جانب خلايا متشددة متحصنة في المناطق الجبلية النائية ولم تنجح في تحقيق أي نجاح خارج معاقلها في الأعوام الماضية، يواجه البلد تهديدا ممن يتحولون إلى التشدد عبر الإنترنت.

وفي العام الماضي حاول متشددون مهاجمة السفارة الأميركية في تونس وقتلوا شرطيا عند نقطة أمنية باستخدام سترة مفخخة، وبعدها بشهور طعنوا اثنين من رجال الأمن في هجوم بسكين في مدينة سوسة.

وفي أكتوبر/تشرين الأول قتل مهاجر تونسي شاب ثلاثة أشخاص في كنيسة بفرنسا.

وفي كل مرة تشهد فيها تونس حالة انسداد سياسي بسبب صراعات لم تهدأ منذ استقالة رئيس الوزراء الياس الفخفاخ كرها بعد حملة قادتها حركة النهضة الإسلامية استنادا إلى وجود تضارب مصالح وشبهات فساد وتعيين الرئيس قيس سعيد لوزير الداخلية هشام المشيشي خلفا للفخفاخ، تبرز عمليات إرهابية وان كانت محدودة في حصيلتها مقارنة بالسنوات الماضية.

وتذهب الكثير من التفسيرات خاصة من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي وعدد من السياسيين، إلى أن ثمة أطراف سياسية تحرك آلة الإرهاب في تونس كلما كانت هناك انسدادات وخصومات بين القوى الحاكمة، لكن ما من دليل على تلك الفرضيات والتأويلات.

وتشهد تونس حالة من الاحتقان الاجتماعي والسياسي على خلفية أزمات آخذة في التفاقم في ظل برلمان منقسم وصراعات شبه يومية بين عدد كبير من نوابه وحكومة عاجزة عن معالجة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية ورئاسة محدودة الصلاحيات.