مقتل 40 جنديا سوريا خلال هجوم للفصائل المسلحة في إدلب

هيئة تحرير الشام تصعد في محافظة إدلب التي تسيطر على معظم أجزائها وتحاول اختراق نقاط تمركز لجيش النظام السوري بعد أيام من اتفاق روسي تركي على وقف إطلاق النار.

إدلب (سوريا) - قتل 40 جنديا سوريا وأصيب 80 آخرون، جراء هجوم شنه مسلحون في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.

ونقلت وكالة "إنترفاكس" عن  وزارة الدفاع الروسية أن نحو 40 جنديا سوريا قتلوا وأصيب 80 آخرين، في الهجوم الذي وقع أمس الأربعاء وشارك فيه حوالى 200 مسلح على مواقع متقدمة للجيش السوري.

وأضافت الوزارة أنه تم قتل نحو 50 من المسلحين المشاركين في الهجوم.

واتهم مصدر عسكري الفصائل بالتصعيد، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

وقال المصدر "أقدمت التنظيمات الإرهابية المسلحة فجر اليوم الخميس على تصعيد ميداني جديد عبر هجوم عنيف نفذه مسلحو جبهة النصرة (...) باتجاه قواتنا المتمركزة في جنوب وجنوب شرق إدلب"، مشيراً إلى اشتباكات مستمرة بعدما تمكنوا من "اختراق بعض نقاط تمركز الجيش".

وقالت "سانا" إن مسلحين فجروا عربات مفخخة لاختراق نقاط تمركز للجيش في إدلب "تحت غطاء ناري كثيف".

وإدلب آخر منطقة لا تزال في قبضة المعارضة وتسيطر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) على الجزء الأكبر منها ومناطق محاذية لها في غرب حلب وشمال اللاذقية وشمال حماة، كما تنتشر فيها فصائل أخرى أقل نفوذاً.

وتشهد محافظة إدلب ومناطق محاذية لها، والتي تؤوي ثلاثة ملايين شخص نحو نصفهم من النازحين، منذ كانون الأول/ديسمبر تصعيداً عسكرياً لقوات النظام وحليفتها روسيا يتركز في ريف إدلب الجنوبي وحلب الغربي حيث يمر جزء من الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن "تشهد المنطقة قصفاً جنونياً تشنه الطائرات الروسية"، مشيراً إلى مقتل خمسة مدنيين من عائلة واحدة بينهم ثلاثة أطفال في مدينة سراقب وثلاثة آخرين بينهم طفلان في بلدة أرنبة في ريف إدلب الجنوبي.

وبعد أسابيع من القصف العنيف، أعلنت روسيا في التاسع من الشهر الحالي التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أكدته تركيا لاحقاً، إلا أنه لم يستمر سوى لبضعة أيام فقط.

وتُكرر دمشق نيتها استعادة كامل إدلب ومحيطها.

والجمعة الماضي، دعت واشنطن كل من روسيا ونظام الأسد لاحترام ااتفاق وقف إطلاق النار في إدلب.

وأعربت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس في بيان "عن حزن بلادها إزاء الأنباء الواردة من إدلب وسقوط مزيد من الضحايا المدنيين في المنطقة بين عشية وضحاها".

وأضافت أورتاغوس "خرق آخر للهدنة، والمزيد من المدنيين الأبرياء يدفعون الثمن، ندين هذا العنف بأقوى العبارات، ومرة أخرى ندعو روسيا ونظام الأسد لوقف هذه الهجمات الوحشية".

ومنذ سيطرة الفصائل الجهادية والمقاتلة على كامل المحافظة في العام 2015، تصعد قوات النظام بدعم روسي قصفها للمحافظة أو تشن هجمات برية تحقق فيها تقدماً وتنتهي عادة بالتوصل إلى اتفاقات هدنة ترعاها روسيا وتركيا.

وسيطرت قوات النظام خلال هجوم استمر أربعة أشهر وانتهى بهدنة في نهاية آب/أغسطس على مناطق واسعة في ريف المحافظة الجنوبي، أبرزها بلدة خان شيخون الواقعة على الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق.