مقتل 6 أشخاص في تجدد الاشتباكات بمخيم عين الحلوة

فتح وحماس تتفقان على الالتزام الكامل بتثبيت وقف إطلاق النار وتسليم المتهمين باغتيال القيادي أبوأشرف العرموشي.

بيروت - قتل 6 أشخاص وأصيب 15 آخرون إثر تجدد الاشتباكات اليوم الأربعاء بين حركة فتح وفصائل إسلامية في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان، وفق إعلام رسمي، بينما أعلنت فتح وحماس عن التوصل إلى اتفاق على الالتزام بتثبيت وقف إطلاق النار بالمخيم.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية في وقت سابق من اليوم الأربعاء إن تجدد الاشتباكات "تسبب في إصابة معين عباس المسؤول في حركة الجهاد الإسلامي وشخص آخر لم تكشف عن هويته".
وفي السياق كشفت الوكالة عن "انفجار قذيفة في الهواء فوق بلدة الغازية جنوب صيدا واختراق رصاص القنص مؤسسة تجارية عند كورنيش صيدا البحري (غرب)".
وكانت الاشتباكات تجددت بين حركة فتح وجماعة مسلحة تطلق على نفسها 'الشباب المسلم' بعد وقف هش لإطلاق النار في عدد من المحاور داخل مخيم عين الحلوة، وفق المصدر ذاته.
وتعد اشتباكات اليوم الأربعاء "خرقا جديدا لاتفاق وقف إطلاق النار" الذي تم التوصل إليه الاثنين الماضي، بعد اجتماع عقد بين مسؤولين فلسطينيين وآخرين تابعين للأمن اللبناني.

وأفاد بيان مشترك صدر بعد اجتماع وفدين من قيادة فتح وحماس في سفارة فلسطين اليوم الأربعاء بأنه تم الاتفاق على "الالتزام الكامل بتثبيت وقف إطلاق النار"

وذكر البيان أنه "تم التأكيد على قرار هيئة العمل الفلسطيني المشترك بتسليم المطلوبين المتهمين باغتيال اللواء أبوأشرف العرموشي ورفاقه وعبدالرحمن فرهود للقضاء اللبناني لاتخاذ ما يجب بشأنهم والتأكيد على قرار هيئة العمل الفلسطيني المشترك بتكليف القوة الأمنية المشتركة القيام بالواجب الموكل إليها".

كما اتفق الوفدان على "العمل لتسهيل عودة المهجرين إلى منازلهم وإخلاء المدارس بأسرع وقت من أجل إعادة إعمار ما لحق بها من أضرار بالسرعة القصوى والعمل بشكل مشترك لبلسمة جراح أبناء شعبنا والتخفيف من معاناته والاستمرار بالتنسيق مع الدولة اللبنانية ومؤسساتها كافة".

على صعيد آخر، زار وفد قيادي من حركة حماس برئاسة عضو المكتب السياسي موسى أبومرزوق اليوم الأربعاء عددا من المسؤولين اللبنانيين في العاصمة بيروت، لتأكيد "ضرورة عدم استخدام السلاح بين أبناء الشعب الفلسطيني على الإطلاق".
وقال أبو مرزوق في بيان "أجرينا اتفاقا ملزما مع حركة فتح يقضي بضرورة التشاور والتنسيق بين كافة الفصائل والقوى الفلسطينية حول الخطوات والإجراءات والسياسات المتعلقة بالشأن الفلسطيني في لبنان".
وشدد على أنه "تم التوافق على أن المسؤول عن الأمن في المخيمات الفلسطينية في لبنان يجب أن يكون قوة فلسطينية مشتركة، وليس فصيلا واحدا، فكل الفصائل مسؤولة عن المخيم".
واعتبر أبومرزوق أن "وقف إطلاق النار ضرورة وطنية بهدف الحفاظ على مخيم عين الحلوة، والوجود الفلسطيني في لبنان".
وفي السياق، عقد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي اجتماعا اليوم الأربعاء ضم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد وقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي.
وأعلن الأحمد، المشرف على الساحة اللبنانية في فتح، في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع، "الاتفاق على ضرورة حقن الدماء وتثبيت وقف إطلاق النار وتسليم المتورّطين في جريمة اغتيال قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء أبوأشرف العرموشي ورفاقه".
وتجددت الاشتباكات في عين الحلوة مساء الخميس واستمرت حتى الاثنين وأسفرت عن مقتل 6 أشخاص وإصابة نحو 60 آخرين، إضافة الى أضرار مادية في طالت مناطق سكنية خارج المخيم في مدينة صيدا.
وتاتي هذه التطورات بعد هدوء دام نحو شهر عقب مواجهات مسلحة نهاية يوليو/تموز الماضي، أدت حينها إلى مقتل 14 شخصا بينهم قائد قوات الأمن الوطني بالمخيم التابع لحركة فتح العرموشي و4 من مرافقيه.
ويعد مخيم عين الحلوة من أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، إلى جانب 11 مخيما آخر، حيث يقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في البلاد بنحو 300 ألف لاجئ.
ولا يدخل الجيش أو القوى الأمنية اللبنانية إلى المخيمات بموجب اتفاقات ضمنية سابقة، تاركين مهمة حفظ الأمن فيها للفلسطينيين أنفسهم، بينما يفرض الجيش اللبناني إجراءات مشددة حولها.