مقتل 6 جنود من الجيش السوري في أول اشتباك مباشر مع القوات التركية

أردوغان يقول غن تركيا ستعمل بمفردها على إخراج وحدات حماية الشعب من شمال شرق سوريا إذا لم تف روسيا بالتزاماتها بموجب اتفاق سوتشي.

دمشق - قتل ستة من عناصر قوات النظام السوري في مواجهات اندلعت اليوم الثلاثاء، لأول مرة مع القوات التركية والفصائل السورية الموالية لأنقرة في شمال شرق سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقتل خمسة عسكريين من قوات النظام "بقصف مدفعي" للقوات التركية وفق المرصد، فيما "أعدم" آخر من طرف الفصائل الموالية لتركيا، خلال مواجهات في بلدة الأسدية جنوب مدينة رأس العين قرب الحدود السورية-التركية، بحسب المرصد.

والاشتباكات العنيفة التي اندلعت الثلاثاء بين قوات النظام السوري والقوات التركية في شمال شرق سوريا هي الأولى منذ بدء الهجوم التركي في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر ضد وحدات حماية الشعب الكردية.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن القوات التركية شنّت صباحاً قصفاً مدفعياً على قوات النظام ووقعت "اشتباكات بالرشاشات" على أطراف قرية الأسدية قرب الحدود مع تركيا.

وأشار إلى أن هذا "أول صدام مباشر بين الطرفين" منذ إطلاق أنقرة هجومها لإبعاد المقاتلين الأكراد عن حدودها.

وفتح الأكراد قنوات اتصال مع دمشق وحليفتها روسيا بعد بدء الهجوم التركي عليهم في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر. ويجري نتيجة ذلك انتشار لقوات النظام في نقاط حدودية عدة.

وفي الأسابيع الأخيرة، وقعت مواجهات متفرقة بين قوات النظام والفصائل السورية الموالية لأنقرة المشاركة في الهجوم التركي.

وتوقف الهجوم منذ أن توصلت روسيا وتركيا في 22 تشرين الأول/أكتوبر إلى اتفاق يقضي بانسحاب القوات الكردية لنحو 30 كيلومتراً على طول الحدود التركية البالغة 440 كيلومترا خلال 150 ساعة، رغم تواصل المعارك المتفرقة في مدينة رأس العين الحدودية.

ويتعيّن على الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود السوري بموجب الاتفاق الذي تم توقيعه في سوتشي، "تسهيل انسحاب" قوات سوريا الديمقراطية، التي تعد الوحدات الكردية عمودها الفقري، مع أسلحتها من المنطقة الحدودية، خلال مهلة 150 ساعة تنتهي الثلاثاء.

الاتفاق الذي أُبرم قبل أسبوع بين أردوغان وبوتين ينص على أن تعمل قوات حرس الحدود السورية والشرطة العسكرية الروسية على إخراج القوات الكردية وأسلحتهم من منطقة بعمق 30 كيلومترا جنوبي الحدود التركية السورية مساء اليوم الثلاثاء

وسينتشر مكان قوات سوريا الديمقراطية "حرس الحدود السوري"، الذي سبق أن انتشر في مناطق عدة كانت خارجة عن سيطرته منذ سنوات.

وينصّ الاتفاق الروسي التركي أيضاً على انتشار القوات الروسية في المنطقة الحدودية، وقد سيّرت موسكو دورياتها الأولى هذا الأسبوع.

وسيطرت تركيا والفصائل الموالية لها على مناطق كانت تحت سيطرة الأكراد، مستوليةً على منطقة بطول 120 كلم على الحدود منذ بدء عمليتها العسكرية في شمال سوريا.

وقال وزير الدفاع خلوصي أكار الثلاثاء إن وحدات حماية الشعب الكردية لم تنسحب بالكامل بعد من منطقة في شمال شرق سوريا تقول أنقرة إنه يتعين على مقاتلي الوحدات تركها، وذلك قبل بضع ساعات من حلول الموعد النهائي لانسحابهم.

ويزور وفد روسي تركيا حاليا لإجراء محادثات بشأن الدوريات الحدودية والوضع الأمني الأشمل في شمال شرق سوريا.

وقال أكار إن نحو ألف من مقاتلي وحدات حماية الشعب ما زالوا في مدينة منبج الحدودية وهناك ألف مقاتل آخرون في تل رفعت القريبة.

وتقع المدينتان إلى الغرب من القطاع الذي تريد تركيا تحويله إلى "منطقة آمنة" لكن من المفترض أن تخرج القوات السورية والروسية وحدات حماية الشعب منهما.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا ستعمل بمفردها على إخراج وحدات حماية الشعب من شمال شرق سوريا إذا لم تف روسيا بالتزاماتها بموجب اتفاق سوتشي.

وأصبحت روسيا، الحليفة الوثيقة للرئيس السوري بشار الأسد، القوة الأجنبية الرئيسية في سوريا وزاد نفوذها على نحو أكبر بانسحاب القوات الأميركية من شمال شرق البلاد.