مقتل 6 مدنيين بهجوم في عفرين
بيروت - تعيش مناطق شمال سوريا الخاضعة تحت سيطرة القوات التركية بين الحين والآخر على وقع تفجيرات دموية تسببت خلال الأشهر القليلة الماضية في مقتل عشرات المدنيين وجرح المئات، فيما تزعم تركيا منذ سيطرتها على تلك المناطق إنشاء منطقة آمنة "شديدة التحصين".
وفي أحدث حلقة من مسلسل التفجيرات العنيفة قُتل السبت ما لا يقل عن 6 مدنيين بينهم 3 أطفال في تفجير سيارة مفخخة بمدينة عفرين الواقعة تحت سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها في شمال غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتأتي التفجيرات المتوالية بمؤشرات تدل على التعثر التركي في شمال سوريا، رغم مزاعم أنقرة بقدرتها على السيطرة على الوضع وإعادة الحياة لمنطقة مضطربة أصلا منذ اندلاع الحرب بين المعارضة والنظام السوري في 2011.
وأفاد المرصد أن "متفجرات كانت مخبأة داخل السيارة" التي انفجرت، وأدت إلى مقتل ستة مدنيين بينهم ثلاثة، فيما أشار مدير المرصد رامي عبدالرحمن إلى إصابة 29 آخرين.
وسيطرت تركيا وفصائل سورية موالية لها إثر هجوم واسع شنته في أكتوبر/تشرين الأول 2019 على المقاتلين الأكراد، على منطقة حدودية بطول نحو 120 كيلومتراً بين مدينتي تل أبيض (شمال الرقة) ورأس العين (شمال الحسكة).
وكانت تركيا وفصائل موالية سيطرت في بداية 2018 على منطقة عفرين الواقعة شمال حلب.
ومذّاك تشهد تلك المنطقة تفجيرات بسيارات ودراجات مفخخة نادراً ما تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها. وغالباً ما تتّهم أنقرة المقاتلين الأكراد الذين تصنّفهم "إرهابيين" بالوقوف خلفها.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي قُتل 16 شخصاً بينهم ثلاثة جنود أتراك بعد انفجار سيارة مفخخة في بلدة رأس العين.
كما شهدت منطقة جنديرس بريف عفرين انفجارا مماثلا في 2 يناير/كانون الأول أسفر عن مقتل مدني وأصيب تسعة آخرون.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني انفجرت سيارة مفخخة قرب مخبز في عفرين، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 16 آخرين.
وتشير الاعتداءات المتتالية على مناطق تواجد الجنود الأتراك شمال سوريا إلى أن المقاتلين الأكراد مازالوا ينشطون في مناطقهم التي احتلتها القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها، ضمن مساعي الأكراد استنزاف القوى التركية في وقت تغرق تركيا فيه في أكثر من جبهة صراع وتعاني أزمات متناثرة.
وتعكس الهجمات المتوالية الهشاشة الأمنية شمال سوريا القابع تحت سيطرة القوات التركية العاجزة منذ تواجدها عن حماية المدنيين من تفجيرات مستمرة.
وتسعى تركيا إلى إقامة "منطقة آمنة" تعيد إليها جزءاً كبيراً من ثلاثة ملايين لاجئ سوري لديها.
وتواجه تركيا تحديات أمنية وأن الدعاية "للمنطقة الآمنة" تهتز على وقع هجمات دامية من حين إلى آخر، وسبق أن حذرت تقارير من أن التوغل التركي في شمال سوريا سيوقع بها في مستنقع يصعب الخروج منه.
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ العام 2011 تسبّب بمقتل أكثر من 387 ألف شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة، وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.