مقهى الفجيرة الثقافي يناقش المجموعة القصصية "كردم"

سلمى الحفيتي تفتتح محاور الجلسة بتقديم نبذة عن محمد فاضل العبيدلي وسارة مخلوف وحضورهما في عالم الأدب والثقافة،
الكاتب بين الحين والآخر تستدعيه حواسه كافة
قصص تحكي حال الكاتب

الفجيرة (الإمارات) ـ نظم المقهى الثقافي التابع لجمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية، جلسة حوارية ضمن فعاليات "زاد المعرفة"، ناقشت المجموعة القصصية "كردم" للكاتب والباحث البحريني محمد فاضل العبيدلي، بمشاركة القارئة الشابة سارة مخلوف، وأدارتها سلمى الحفيتي مديرة المقهى الثقافي، وذلك في مركز الكتب والتوثيق التابع لهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام.
وافتتحت سلمى الحفيتي نائبة المنسق العام لمهرجان قّيظ في الفجيرة، محاور الجلسة بتقديم نبذة عن المتحدثيْن وحضورهما في عالم الأدب والثقافة، ثم طرحت مجموعة من التساؤلات حول الخطاب القصصي للمجموعة "كردم" ووضوح الرؤيا في سردياتها، الذي يجعل القارئ أكثر تقبلاً للأحداث، فضلاً عن أسئلة حول القراءة وأهميتها في تنمية التفكير الإبداعي.
واستهل محمد العبيدلي الجلسة بقراءة مقتطفات من مجموعته القصصية "كردم"، ثم أوضح أنها تحتوي على مجموعة نصوص أدبية، تمثل عملاً يحكي قصصاً واقعية وأخرى من نسج الخيال وبعضها يحكي حال الكاتب، ومن تلك القصص "طيور الليل البيضاء"، التي تتضمن بناءً قصصياً يدور في 3 أزمنة مختلفة، وتجمع هذه المجموعة ما بين اللغة العربية الفصحى والعامية، كوسيلة في رأي الكاتب لتفادي الافتعال وجعل النصوص أكثر عفوية.
وقال العبيدلي: كنت أحلم على مدى شهرين متتاليين بشخصية "كردم"، ما أثار ريبتي ورغبتي في معرفة ما وراء هذا الحلم، ولكن كان النص الأدبي والرغبة في الكتابة عن هذه الشخصية، هو هدفي الأساسي الذي تفوّق على رغبتي بالبحث عن تفاصيل واقعية للحدث، أي أنني قبل أن أخوض في صميم التفسير قمت بكتابة هذه النصوص، التي يحمل مسماها قصة رجل في الحي يكبرنا سناً، عمل في مجال السفن وقد كان هذا الاسم يطلق على من يعمل في هذا المجال، ومع التكرار أصبح متداولاً كلقب عُرف به.
وأضاف: أنا لم أختر الكتابة عن شخصيات مجموعتي القصصية، بل كنت بمثابة أداة قدرية للكتابة عن حياتهم التي بها أحداث جديرة بالذكر والاهتمام، ومن ناحية أخرى، بعض كتاباتي الأخرى ضمن المجموعة، لجأت فيها إلى الخيال الأدبي، فالكاتب بين الحين والآخر تستدعيه حواسه كافة وتتركز مشاعره وتستثيره ذاكرته ليبحر عميقاً في عالمه الخاص ليعيش لحظة من الخيال الأدبي فيبدع، وأن في حياتنا مواقف جميلة قد تتغير مع تقدم العمر، إلا أن مخيلتنا وذاكرتنا تعتمد على مشاعرنا، فنحن نحاول أن نبرزها بجمالياتها التي إن كانت في الماضي لا تثير فضولنا، إلا أنها في الوقت الحالي هي ذكريات كان لها الأثر الجميل في حياتنا وأثرت فينا، فهي تستحق منا وقفة لاسترجاعها.
وبدورها، أوضحت القارئة سارة مخلوف، أن حب القراءة لديها، ورثته من والدتها التي كانت تشكل حافزاً لها، عبر إشراكها في معارض الكتاب المختلفة والأنشطة المتعلقة بالقراءة، ما نتج عن ذلك شغف ورغبة خاصة في اقتناء الكتب والإبحار في ميادينها، مضيفةً: رغم أن بيئتي كان لها أثر كبير في جعل شخصيتي اجتماعية، حيث كنت أشارك في الرحلات والمعسكرات الجامعية، لكنني في حب القراءة كنت شخصية منعزلة، فلم يتسن لي أن أحاط بمن يشاركونني اهتماماتي بالقراءة، فتكون لديَ نوع من العزلة الاجتماعية وسط الكتب والروايات والقصص المختلفة، التي كانت رفيقة دربي في مشواري.
وأشارت مخلوف، إلى أن كتب الأدب الفلسطيني والروايات كان لها النصيب الأكبر من اهتماماتها وميولها، فقرأت لغسان كنفاني ضمن المنهاج الجامعي، وأثارتها التحليلات العميقة وشرح التفاصيل والأحداث بأوجه مختلفة للقضايا المتنوعة ضمن المحتوى، ما ولّد لديها رغبة في الاستزادة من هذا النوع من الأدب، مؤكدةً أنه لابد من دعم القراءة والقرًّاء عبر تطوير المكتبات العامة وجعلها بيئة ملائمة للقراءة، باعتبارها وسيلة لتنمية الذات وتنمية المجتمع.