مكافحة الهجرة وتأمين الحدود في مقدمة مشاورات بين سعيد وتبون والمنفي

القادة الثلاثة يتفقون على مناقشة القضايا السياسية والبحث في قضايا اقتصادية واجتماعية.
الجزائر تقوم بمناورة من وراء القمة الثلاثية في خضم خلافاتها مع المغرب

تونس - أعلن قادة تونس والجزائر وليبيا في ختام اجتماع تشاوري استضافته العاصمة التونسية الإثنين أنّهم اتّفقوا على العمل سوياً لمكافحة مخاطر الهجرة غير النظامية وتوحيد مواقفهم وخطاباتهم بشأن هذه الظاهرة فيما يأتي اللقاء بعد مباحثات جرت بين الرئيس التونسي قيس سعيد ورئيس الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني.
وبدعوة من سعيد شارك الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي في هذا اللقاء التشاوري الأول الذي عُقد في القصر الرئاسي بقرطاج في الضاحية الشمالية لتونس العاصمة.
وفي نهاية الاجتماع صدر بيان ختامي مشترك أعلن فيه القادة الثلاثة أنّهم "اتّفقوا على تكوين فرق عمل مشتركة تُعهد لها أحكام تنسيق الجهود لتامين حماية أمن الحدود المشتركة من مخاطر وتبعات الهجرة غير النظامية وغيرها من مظاهر الجريمة المنظّمة".

وأضاف البيان الختامي الذي تلاه وزير الخارجية التونسي نبيل عمار أنّ القادة الثلاثة اتّفقوا أيضاً على "توحيد المواقف والخطاب مع التعاطي مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة المعنية بظاهرة الهجرة غير النظامية في شمال البحر المتوسط والدول الأفريقية وجنوب الصحراء".
كما أكّد القادة الثلاثة على أهمية تنظيم هذه اللقاءات التشاورية بشكل دوري، ليس فقط لمناقشة القضايا السياسية بل أيضاً للبحث في قضايا اقتصادية واجتماعية. ولم يُدعَ المغرب ولا موريتانيا للمشاركة في هذا الاجتماع الذي يمهّد لتشكيل هيئة على المستوى المغاربي ما يثير كثيرا من التساؤلات حول الدور الجزائري المشبوه.
وكان القادة الثلاثة اتفقوا على هامش قمة الغاز بالجزائر في مطلع آذار/مارس على "عقد لقاء مغاربي ثلاثي، كل ثلاثة أشهر، يكون الأول في تونس بعد شهر رمضان".
ويومها بحث القادة الثلاثة "الأوضاع السائدة في المنطقة المغاربية وضرورة تكثيف الجهود وتوحيدها لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية بما يعود على شعوب البلدان الثلاثة بالإيجاب".
وردّاً على تلك المبادرة، اتهمت وسائل إعلام مغربية الجزائر بمحاولة "تشكيل تحالف مغاربي ضد المملكة" واعتبرتها "مناورة من الجزائر حتى لا تبدو انها معزولة وسط جيرانها". ودافع وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف عن هذه المبادرة، معتبراً أنّها تأتي لملء فراغ، في حين أن اتحاد المغرب العربي الذي أنشئ قبل 35 سنة يرقد "في الإنعاش" و"لا يقوم بأي نشاط" لكن هذه التصريحات لن تقنع الجانب المغربي الذي خبر المناورات الجزائرية.
من جهته أكد الرئيس عبدالمجيد تبون في لقاء صحافي بداية نيسان/أبريل أنّ "هذا التكتّل ليس موجهاً ضدّ أيّ جهة كانت" وأنّ "الباب مفتوح لدول المنطقة" و"لجيراننا في الغرب" أي المغرب في محاولة للحد من الانتقادات.
وتمّ تأسيس اتّحاد المغرب العربي في مراكش سنة 1989 سعياً إلى تعزيز الروابط السياسية والاقتصادية بين المغرب والجزائر وموريتانيا وتونس وليبيا، على شكل الاتحاد الأوروبي.
وبعد بدايات موفقة ونشاطات كثيفة، جُمّد كلّ شيء بسبب التوتر المستمر في العلاقات بين الرباط والجزائر، وخصوصاً بسبب النزاع في الصحراء المغربية حيث تتهم الجزائر بالوقوف وراء التصعيد ضد الرباط بدعم جبهة بوليساريو وتهديد الوحدة الترابية المغربية. ولم يعقد أيّ اجتماع قمة لهذا الاتحاد منذ 1994.
ونجح المغرب في الترويج لمبادرة الحكم الذاتي دوليا وهو ما اثار حفيظة وغضب السلطات الجزائرية من النجاحات الدبلوماسية المغربية غير المسبوقة.