مكعبات الليغو ترسم روبوتات في مخيم الزعتري

في إطار برنامج 'مختبر الابتكار'، فتيات يحولن مكعبات الليغو إلى روبوتات تقوم بمهام أساسية وتوزع المطهر بصفة تلقائية لتجنب التلامس ومنع تفشي كورونا.

عمان - في مخيم الزعتري مترامي الأطراف في صحراء شمال الأردن، تقضي فتيات ساعات النهار، يحنين ظهورهن على أجهزة كمبيوتر، ويحولن مكعبات الليغو إلى أجهزة إنسان آلي (روبوت).
هؤلاء الشابات يعملن في إطار برنامج "مختبر الابتكار" الذي تديره المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ويهدف إلى تزويد الشباب في المخيم بالمهارات التقنية والعملية اللازمة لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات اليومية التي تواجهها مجتمعاتهم.
وباستخدام مكعبات اللوغو ومحركات صغيرة وأجهزة استشعار، تقوم المجموعة بتركيب إنسان آلي يؤدي مهام أساسية مثل التقاط الأشياء ورفعها.
وقالت ميس أبو دبوس (16 عاما) إن الانضمام إلى المختبر كان أحد أفضل التجارب التي مرت بها منذ وصولها إلى المخيم قبل أكثر من سبع سنوات.
وأضافت "تجربة من أروع التجارب إلي مرت علي هون بالمخيم. ليش لأنه أني اشتغلت مع فريق على إشي متطور في عصرنا.. إشي كتير حلو إنه اشتركت بمسابقات.. تعلمت علم جديد إلي هو علم البرمجة.. وحاليا نحن عم نتوسع فيه.. فعلا من أروع التجارب إلي مرت علي بالمخيم وأهم إشي إلي اكتسبته إلي هو فريقي".

وشارك الفريق في بطولات للإنسان الآلي (الروبوت) على المستوى الوطني، ووقع عليه الاختيار للمشاركة في البطولة العربية المفتوحة للروبوت في مصر، لكنها تأجلت إلى وقت لاحق بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
ومن بين اختراعاتهم الهامة نموذج روبوت يقوم بتوزيع المطهر تلقائيا لتجنب التلامس ومنع تفشي فيروس كورونا.
يستخدم التصميم أجهزة استشعار لوضع المطهر في اليد التي تقترب منه، وتجنب الملامسة الجسدية وبالتالي تقليل خطر العدوى.
وقال ياسين الحريري وهو لاجئ سوري ومدرب في مجال تصميم الروبوت "المركز بيستقطب كتير طلاب.. طلاب ووفود وهيك، فيعني اللمس يصير عندك هون كتير حالات، فقلنا ليش ما نقلل اللمس. واحد مصاب مثلا لا سمح الله، ولمس العلبة وقت ما يعقم، بكون هو نقل الفيروس على العلبة، لما بدو ييجي واحد ثاني بده يتعقم بكون أخد الإصابة وبجوز ينقلها لواحد ثاني، فقلنا ليش ما نعمل روبوت عن طريق حساسات ومحركات إنه يمنع لمس العلبة".
وتقول رانيا البرغش وهي لاجئة سورية عمرها 14 عاما "أنا ما كنت أعرف على الكمبيوتر، بس لما سجلت بالروبوتات عرفت كيف أبرمج وتعلمت عليه أكثر، صار عندي مثل دورة كمبيوتر بس عرفت هاد الشي إلي عالمي أكثر، يعني وسع عقلي أكثر كمان".
ويعيش في مخيم الزعتري ما يقرب من 76 ألف لاجئ سوري، أكثر من 40 ألفا منهم أطفال.
وسجل الأردن حتى الآن 1218 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، بما في ذلك تسع وفيات. ولم يتم تسجيل عن أي حالة في مخيم الزعتري.