ملتقى النقد الأدبي لبيت الشعر بالمفرق يعود من بوابة الجامعة الأردنية
نظم "بيت الشعر" بمدينة المفرق بالتعاون مع قسم اللغة العربية – كلية الآداب في الجامعة الاردنية، "ملتقى النقد الأدبي الثاني" في مدرج رم، بمشاركة كوكبة من النقاد الأردنيين، وبحضور مدير البيت فيصل السرحان ورئيس قسم اللغة العربية بالجامعة الدكتور عبدالله المانع، وأدار مفردات اليوم الأول للملتقى وسط حشد كبير من الشعراء والأكاديميين والطلبة والمهتمين الناقد الدكتور سالم الدهام مدير الدراسات والنشر في وزارة الثقافة الأردنية.
واشتمل حفل الافتتاح على كلمة مدير بيت الشعر بالمفرق فيصل السرحان جاء فيها: إنّه لشرفٌ كبير أن يقام ملتقى النقد الأدبي الثاني في الجامعة الأردنية، وأن يتم التنسيق بشأنه مع قسم اللغة العربيّة بكليّة الآداب في الجامعة، والأمل يحدونا إلى مشاركات أكبر لبيت الشعر- المفرق مع كّل الجامعات الأردنية والمؤسسات والهيئات الثقافيّة والجهات المهتمة بهذا الموضوع.
وأشار السرحان بأن الملتقى يجيء ونحن نحتفل باليوم العالمي للغة العربيّة، ومن الجميل أن تشاركنا الجامعة الأردنيّة في نشاطات بيت الشعر- المفرق الذي أنشئ كأول بيت شعر عربي ضمن مبادرة كريمة للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى لاتحاد دولة الإمارات العربيّة المتحدة، حاكم الشارقة، فهي تحيّة احترام وشكر وتقدير لصاحب المبادرة بعد سبع سنوات من إنشاء بيت الشعر في المفرق.
وكما ألقى الدكتور المانع كلمة أشاد فيها بالشراكة ما بين كلية الآداب وقسم اللغة العربية فيها، ومشيدا بدور البيت واهتمامه باللغة العربية حيث يأتي هذا المؤتمر متزامنا مع الاحتفال بيوم اللغة العربية العالمي.
وكانت الورقة الأولى للناقدة الدكتورة منتهى الحراحشة التي حملت عنوان: "الزمن وحركة الضمائر في نماذج من الشعر الأردني" وتناول بحثها تسع قصائد من الشعر الأردني لتسعة شعراء، هم: "عرار شاعر الأردن، حبيب الزيود، تيسير الشماسين، علي طه النوباني، علي الفاعوري، رند الرفاعي، عارف الهلال، عمر أبو الهيجاء، ونضال القاسم" وهم من أزمان مختلفة؛ لدراسة قصائدهم أسلوبيا من جهة طريقة البناء الزمني، وحركية الضمائر داخل النص الشعري، على اعتبار أن الاختيارات الزمانية والمحمولات الضميرية هي من ركائز البناء الأسلوبي الذي يستمد قوته واستمراريته النصية من مقدرة الشاعر نفسه على تنظيم الجمل والصور الشعرية بجعلها منفتحة على بعضها البعض بجملة الروابط الضميرية والاتصال الزمني الذي يستمر من الجملة الأولى في النص وحتى نهايته.
وأشارت د. الحراحشة بأن بحثها سار وفق أدبيات المنهج الوصفي التحليلي، كما اعتمد أيضا على المنهج الأسلوبي ونحو النص في بعض المواضع، وتوصل البحث إلى أن البناء الأسلوبي للقصيدة يستمد واقعيته من عنصر الزمان الذي يؤطر العمل الإبداعي ويجعله ممكن الحدوث، بينما يستمد قوة عباراته وتماسكها من حركة الضمائر والإحالات التي تنتظم الجمل، وباجتماع هذين العنصرين تُبنى بنية الخطاب ويكتمل المعنى ويتضح للمتلقي.
من جانبه قدم الناقد الدكتور أنور الشعر درس في ورقته "الزمن المهيمن في الشعر الأردني المعاصر بين الزمن الداخلي والزمن الخارجي": "أزرق مما أظن" للشاعر علي الفاعوري انموذجا" حيث رأى إن الشاعر الفاعوري وظف الزمن بأبعاده الثلاثة: الماضي والحاضر والمستقبل تقنية للتعبير عن رؤيته للإنسان والكون والحياة، واستخدام الأساليب اللغوية والنحوية المناسبة لكل منها للوقوف على الزمن المهيمن في قصائد المجموعة، مؤكدا أن الزمن المهيمن نسبيًا في قصائد هذه المجموعة هو الزمن الحاضر، ويدل ذلك على أن تفكير الشاعر الفاعوري كان مشغولًا في الزمن الحاضر وتداعياته وقت كتابة هذه القصائد.
أما الناقد الدكتور حسام العفوري قدم دراسة بعنوان: "الإحساس النفسي بالزمن، وانعكاسه على السيرورة الزمنية للنص" مشتملا بحثه على نماذج مختارة من الشعر الأردني.
حيث درس بحثه نماذج من الشعر الأردني في إطار سياقات الإحساس النفسي بالزمن، وانعكاسه على السيرورة الزمنية للنص، من خلال الزمن الذي يتمثل بـ: الليل والظلمة والنهار والفصول الأربعة وغيرها، مثلاً، والانفعال أو الإحساس النفسي، من مثل: الخوف والرهبة من الموت والفقر والفراق، الغضب، الفرح، الكره، الغيرة، الحسد، الحزن، الندم، الخزي، الزهو، الكبر، الحياء. وانعكاسه على السيرورة الزمنية، أو الامْتِداد وَالتَطَوُّر، أو المُسَلْسَل، أو الحَرَكَة المُتَتَالِية على حركة الأشياء، أو الطفولة والشباب والكهولة والشيخوخة. وكذلك التغيرات الفسيولوجية تحدث أثناء الانفعال في داخل الجسم: من مثل: شدة دقات القلب حين يتملك الإنسان الخوف من أمر ما.
الورقة الأخيرة في الجلسة كانت للدكتور الناقد إبراهيم الكوفحي تحدث في ورقته حول "قصيدة الديوان.. مفهومها ودلالاتها قراءة في نماذج مختارة" أكد فيها أنها لا يخفى أنّ لعنوان الديوان أو المجموع الشعريّ الذي يكون من وضع الشاعر نفسه أهمّيةً بالغةً، إذ كان الشاعرُ لا يأتي بهذا العنوان من فراغٍ.
وقال: "ديوان عشيات وادي اليابس لعرار (مصطفى وهبي التل): أطلق اسم"عشيّات وادي اليابس"على مجموع شعر عرار، وهو اسمٌ من وضع الشاعر نفسه، ومن هنا يكتسب العنوان، بوجهٍ عام، قيمته الدلاليّة والفنيّة، لأنّ عنوان الديوان أو النصّ الشعريّ، إذا لم يكنْ من وضع المؤلّف، فإنه لا قيمة له من هذه الناحية البتّة، إذ أحياناً تكون بعض عناوين الدواوين الشعرية أو النصوص التي تنضمّ عليها من وضع الجامعين والمحقّقين أو دور النشر لهذا لا تكون لها اعتبارات فنية".