ملحمة كروية منتظرة بين الترجي والزمالك

فريق 'المكشّخة' يرصد إحراز لقبه الثاني في الكأس السوبر على حساب 'القلعة البيضاء' الباحث عن التتويج الرابع.

الدوحة - يلتقي فريقا الترجي التونسي والزمالك المصري الجمعة في قطر على لقب طال انتظاره لكليهما في الكأس السوبر الإفريقية لكرة القدم، في "بروفة" للمواجهة المرتقبة بين القطبين في الدور ربع النهائي لدوري الأبطال في الأسابيع المقبلة.

ويبحث الزمالك حامل لقب كأس الاتحاد (الكونفدرالية) عن لقب رابع في الكأس السوبر وأول منذ عام 2003، بينما يأمل الترجي في إحراز لقبه الثاني بعد تتويج يتيم عام 1995، ليواصل تزعم الكرة القارية بعد نيله لقب دوري الأبطال في الموسمين الماضيين.

ويأمل الترجي في تعويض خسارته 1-2 في مباراة الكأس السوبر 2019 أمام الرجاء البيضاوي المغربي، في مواجهة متجددة بين مدربه معين الشعباني، والمدير الفني الحالي للزمالك الفرنسي باتريس كارتيرون الذي قاد الرجاء لإحراز لقب الكأس السوبر العام الماضي في الدوحة أيضا.

وسيكون موعد الجمعة بين الفريقين على ستاد ثاني بن جاسم الذي يتسع لنحو 25 ألف متفرج، الأول من ثلاثة ستجمع بينهما في غضون ثلاثة أسابيع: فبعد الكأس السوبر، يلتقي الفريقان في نهاية الأسبوع الأخير من شباط/فبراير الحالي في ذهاب الدور ربع النهائي لمسابقة دوري الأبطال في مصر، على ان يخوضا لقاء الإياب بعدها بأسبوع في تونس.

ويحمل لقاء الجمعة الرقم 7 بينهما في المسابقة القارية الأم، حيث كان التفوق من نصيب الزمالك مرتين مقابل مرة للترجي، وانتهت ثلاث مباريات بالتعادل آخرها في دور المجموعات لدوري الأبطال 2005.

مشاغل الكاف

ويأتي لقاء الكأس السوبر بعد فترة عصيبة مر بها الاتحاد الإفريقي للعبة (كاف) برئاسة أحمد أحمد، ويبدو ان مفاعيلها لم تطوَ بالكامل بعد.

فتتويج الترجي بلقبه الرابع في دوري الأبطال والثاني تواليا، أتى بعد مد وجزر تواصلا على مدى أسابيع مع منافسه في الدور النهائي لنسخة الموسم الماضي، الوداد البيضاوي المغربي.

وانتظر فريق حي باب سويقة في العاصمة التونسية، حتى السابع من آب/أغسطس 2019 ليُحسَم اللقب رسميا لصالحه، بعدما توقفت مباراة الإياب في الدور النهائي على أرضه في 31 أيار/مايو بانسحاب الفريق المغربي اعتراضا على التحكيم، لاسيما تقنية المساعدة بالفيديو.

وبعدما تسلم الترجي الكأس في الملعب، عاد الاتحاد الإفريقي عن قراره، ودعا الى إعادة مباراة الإياب، في خطوة جمدتها محكمة التحكيم الرياضي (كاس)، قبل ان تعيد الهيئة القارية اعتبار الترجي فائزا باللقب.

ودخل الكاف في الأشهر الستة الماضية تحت مظلة الإشراف المباشر للاتحاد الدولي (فيفا)، من خلال تعيين الأمينة العامة للأخير السنغالية فاطمة سامورا مفوضة لإفريقيا في مهمة انتهت بنهاية كانون الثاني/يناير.

وبعد أيام من إعلان انجاز مهمة سامورا بـ "نجاح" مطلع شباط/فبراير، برزت في الأيام الماضية قضية تقرير مسرب عن المهمة التي أوكل الفيفا شركة "بي دبليو سي" للتدقيق المالي القيام بها في الكاف، ومن خلاصاته ان سجلات الأخير "غير جديرة بالثقة"، وان التدقيق المحاسبي غاب عن العام 2015 (في عهد الرئيس السابق الكاميروني عيسى حياتو)، وخلال أشهر في 2019 (في عهد أحمد الذي انتخب في آذار/مارس 2017).

ورد الكاف على هذه التقارير ببيان شديد اللهجة الأحد، أكد فيه ان "التغييرات الهيكلية التي قام بها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم لن تنحرف عن طريق التقارير المضللة في بعض وسائل الإعلام".

وحمل الاتحاد حياتو وعهده الذي امتد قرابة ثلاثة عقود، المسؤولية عن "أوجه قصور مهمة في جميع مستويات العمليات"، مؤكدا التزامه بالتغيير لكن مع اعتباره انه "لن يكون من الواقعي التظاهر بأن هذه التغييرات الهيكلية يمكن ان تحدث جميعها في غضون أسابيع".

ومن المقرر ان تجتمع اللجنة التنفيذية للكاف الجمعة في الدوحة لدراسة خريطة طريق لـ2020 و2021 "ستأخذ بعين الاعتبار جميع التوصيات".

مدرجات ممتلئة

لكن الأنظار ستكون متجهة الى المباراة التي تنطلق عند الساعة السابعة مساء بتوقيت الدوحة (16.00 بتوقيت غرينيتش)، لاسيما وان تذاكرها بيعت بالكامل، بحسب ما أعلن الاتحاد الإفريقي.

ولقي كل من الفريقين استقبالا صاخبا لدى وصوله الى مطار حمد الدولي، لاسيما من خلال رابطة مشجعي الزمالك في الدوحة، والمشجعين التونسيين الذين يحضرون بكثافة في العاصمة القطرية، في تكرار لمشهد رافق مشاركة الفريق الذهبي والأحمر في كأس العالم للأندية التي أقيمت في قطر في كانون الأول/ديسمبر 2019، وأنهاها الفريق في المركز الخامس.

وبقي مصير النسخة الثامنة والعشرين من الكأس السوبر معلقا الى حد كبير في الأسابيع الماضية، لاسيما بعد إعلان رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور بداية رفضه خوضها في العاصمة القطرية في ظل انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة (والرياض وأبوظبي والمنامة) مع الدوحة، منذ اندلاع الأزمة الدبلوماسية الخليجية في حزيران/يونيو 2017.

ورأى منصور المعروف بمواقفه المثيرة للجدل، ان فريقه يسافر للعب في "دولة معادية"، ملمحا الى ان لاعبيه سيرتدون قمصانا عليها صورة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال التمارين.

ويعول كارتيرون على عدد من اللاعبين البارزين في تشكيلته مثل طارق حامد والتونسي الفرجاني ساسي الذي سبق له الدفاع عن ألوان الترجي، بينما لم تحسم بعد مشاركة قائد الفريق محمود عبدالرازق "شيكابالا" على خلفية تعافيه من إصابة في الركبة تعرض لها مؤخرا.

في المقابل، يعول الشعباني على أسماء يبرز فيها قائد الفريق المدافع خليل شمام والمهاجمان طه ياسين الخنيسي والليبي حمدو الهوني، علما بأن تشكيلة الفريق شهدت تغييرات واسعة في الأشهر الماضية، آخرها رحيل المهاجم أنيس البدري الى نادي الاتحاد السعودي.