ملفات أمنية على جدول زيارة رئيس الحشد العراقي لدمشق

زيارة فالح الفياض لدمشق تتزامن مع وجود كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني في العاصمة السورية ومع انعقاد مؤتمر لإعادة اللاجئين السورين.
ميليشيات الحشد كان لها دور في حصار مسلحي داعش بين سوريا والعراق
وفد ايراني ينقل للأسد رؤية القيادة الإيرانية لحل أزمة اللاجئين السوريين

بغداد - يجري رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي فالح الفياض مباحثات مع الرئيس السوري بشار الأسد في العاصمة دمشق التي وصلها اليوم الأربعاء في زيارة رسمية تتزامن مع محادثات يجريها كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني علي أصغر خاجي مع القيادة السورية.

ويضم الحشد الشعبي فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران كان لها دور حاسم في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. وكانت تلك الفصائل رأس الحربة لاحقا في مواجهة مسلحي داعش بين الحدود العراقية السورية، فيما ترددت أنباء في السابق عن مشاركتها في القتال إلى جانب قوات النظام السوري.

وكان الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني الذي قتل في غارة أميركية إلى جانب نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس في الثالث من يناير/كانون الأول، مهندس عمليات الحشد والمشرف الفعلي على أنشطة الميليشيات الإيرانية متعددة الجنسيات في سوريا.

وذكر مكتب الفياض في بيان مقتضب أنه وصل في زيارة رسمية إلى دمشق للقاء الرئيس بشار الأسد من دون أن يقدم تفاصيل إضافية، إلا أن تزامن الزيارة مع زيارة كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني، تؤكد وجود تنسيق أمني بين طهران ودمشق وهيئة الحشد وأن كان مكتب الفياض أكد على الجانب الرسمي للزيارة أي أنه ممثل عن بغداد بصفته المسؤول عن الملف العراقي السوري في حكومة مصطفى الكاظمي.

ومنذ زمن حكومة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي (2014-2018) يشغل الفياض منصب مبعوث رئيس الوزراء إلى سوريا وأجرى عدة زيارات لدمشق منذ ذلك الوقت. ويرتبط البلدان بعلاقات وثيقة الصلة مع إيران التي تعد داعما رئيسيا لنظام الأسد.

والعراق من بين دول قليلة في المنطقة يرتبط بعلاقات رسمية مع نظام الأسد الذي يواجه عزلة دولية واسعة منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية قبل 9 سنوات.

وقال مصدر مسؤول في هيئة الحشد الشعبي، إن "زيارة الفياض تستمر ليوم واحد وتأتي في إطار استمرار التنسيق بين بغداد ودمشق على مختلف الأصعدة"، مضيفا أنه سيلتقي الأسد ويبحثان التطورات الأمنية والسياسية في العراق وسوريا والمنطقة".

ولم يتضح ما إذا كان الفياض سيلتقي بكبير مساعدي الخارجية الإيراني، إلا أن وجود كليهما في دمشق يشكل فرصة لبحث الملفات الأمنية وتداعيات المستجدات السياسية في الولايات المتحدة بعد إعلان فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية، على إيران ووكلائها في المنطقة ومن ضمنها الحشد الشعبي.

وذكرت الرئاسة السورية في بيان على صفحتها بفيسبوك اليوم الأربعاء أن الرئيس بشار الأسد التقى بعلي أصغر خاجي وأن اللقاء تمحور حول المؤتمر الدولي لعودة اللاجئين السوريين المقرر عقده في دمشق.

وأضافت أن الوفد الايراني برئاسة خاجي أطلع الأسد على رؤية إيران لهذا المؤتمر واستعدادها لتقديم أي دعم من الممكن أن يساهم في إنجاح المؤتمر وحل هذا الملف الإنساني.

وقالت إن الرئيس الأسد أكد أن المؤتمر سيكون خطوة جوهرية في المسار الذي تسير به الحكومة لإنهاء هذا الملف، خاصة أنه سيتيح تبادل الآراء والأفكار مع عدد من الأطراف الإقليمية والدولية".

وشدد الأسد بحسب بيان الرئاسة على "أن قضية اللاجئين هي قضية سورية، لكن حل هذه القضية لا يعتمد فقط على الحكومة السورية بل أيضا على مدى نزاهة بعض الدول التي تدعي أنها تدافع عن حقوق الإنسان ولكنها في الوقت نفسه لا تكترث للأحوال الصعبة التي عاشها اللاجئون طوال هذه السنوات وتعمل جاهدة من أجل تسييس هذا الملف والإبقاء عليهم خارج الأراضي السورية أطول فترة ممكنة" للضغط على سوريا.