
'ملفات بيبي' تفضح فساد نتنياهو على الشاشات الكبيرة
القدس - تصدّرت تفاصيل الفيلم الوثائقي "ملفات بيبي" عناوين الاعلام الإسرائيلي وحازت اهتماما عربيا ودوليا هاما مؤخّرا، حيث كشف عن وثائق خطيرة من قضايا الفساد التي يجرى التحقيق فيها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بين 2016-2018.
ويعرض الفيلم المثير للجدل على مدى ساعتين تأثير فساد نتنياهو على قراراته السياسية وما تسببت فيه من ضرر على عملية السلام وعلى حقوق الانسان في فلسطين. كما يكشف عن حجة أن رئيس الحكومة الاسرائيلية يطيل أمد الحرب المدمرة في غزة، والتي أدت إلى أكثر من 40 ألف قتيل، لتجنب السجن المحتمل الناجم عن اتهامات الفساد، وفقا لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
والعمل من اخراج الأميركية أليكسيس بلوم وانتاج مشترك بين الأميركي الاسرائيلي الحائز على جائزة الأوسكار ألكس جيبني، وهو أميركي إسرائيلي والصحفي الإسرائيلي في قناة "13" رافيف دروكر. وحصل جيبني على التسجيلات المصورة عن التحقيقات في 2023 من الشرطة باعتبارها جزءا من الأدلة ضد فساد رئيس الوزراء الإسرائيلي.
ووفقا للفيلم الوثائقي الذي يثير غضب إسرائيل، تقدم محامي نتانياهو بطلب لتأجيل المحاكمة المقررة حاليا في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2024 ويستشهد المحامي بالحرب الجارية في غزة كسبب للتأجيل.
وتم تسجيل مقاطع فيديو الاستجواب من قبل الشرطة بين عامي 2016 و2018 قبل أن تقدم رسميا تهم الفساد ضد نتانياهو، التي تعتمد على مئات الساعات من التسجيلات التي سُرِّبت للمخرج. وتضمنت مقابلات لعدد من الشهود أبرزهم الشاهد الرئيس في القضية 1000 هداس كلاين وشاهد الدولة في القضية 4000 والمتحدث السابق باسم نتنياهو نير حيفتس ورئيس الشاباك السابق عامي أيالون ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت.
وتحدّث الشهود بشأن هدايا منتظمة لنتانياهو وزوجته في مقابل الحصول على خدمات من بينها تمديد الإعفاء الضريبي الذي استفاد منه ميلشان. ويزعم رئيس الوزراء أن تدخله غير المعتاد كان لصالح الدولة، وليس ميلشان.
كما تتضمن اللقطات أيضا رئيس الوزراء وهو يتطرق إلى مزاعم مفادها أنه وزوجته قبلا الشمبانيا باهظة الثمن والسيجار الكوبي والمجوهرات من المنتج الهوليوودي، أرنون ميلشان. ويُسمع نتانياهو وهو يقلل من شأن الشمبانيا والسيجار باعتبارهما مجرد هدايا من صديق، بينما ينكر معرفته بالمجوهرات.

وأثار خبر برمجة الوثائقي في مهرجان تورنتو السينمائي بكندا ليلة الاثنين والثلاثاء الكثير من الجدل وغضب نتنياهو الذي حاول تعطيل العرض ومنعه بالرجوع الى المحكمة المركزية في القدس.
ورغم محاولات التعتيم والتعطيل، استنادا لما ينص عليه القانون الإسرائيلي الذي يحظر نشر تسجيلات مرئية أو صوتية للتحقيقات إلا بإذن من المحكمة المختصة، تم عرض "ملفات بيبي" أمام جمهور متوتر وصاخب. وكان العديد منهم يحملون لافتات كتب عليها "أعيدوهم إلى ديارهم" و"صفقوا الآن"، في إشارة إلى الرهائن المحتجزين في غزة.
ولم تمنع المحكمة الإسرائيلية عرض الفيلم في المهرجان لا سيما على اثر رفض القاضي الإسرائيلي عوديد شاحام طلب عقد جلسة استماع من جانب واحد، في انتظار الرد تمهيدا للنقاش حول البث في إسرائيل.
وقالت الصحيفة البريطانية الثلاثاء إن الجمهور اطلع على مقاطع فيديو مسربة لاستجواب نتانياهو من قبل الشرطة لأول مرة في العرض الأول العالمي للفيلم التي تتضمن تسجيلات عن التحقيقات مع رئيس الوزراء وزوجته سارة ونجله يائير وأصدقاء نتنياهو ومقربيه بالإضافة إلى موظفي المنزل.
ولفت منتج العمل، وفق المصدر ذاته، أن القانون الإسرائيلي يمنح الخصوصية للأشخاص الذين تم تصويرهم في إجراءات رسمية، مما يجعل نشر اللقطات غير قانوني، مضيفا "إنه قانون خاص بالنسبة لإسرائيل ولكن لا يؤثر على بقية العالم".
وأوضح أنه تم عرض فيلم "ملفات بيبي" في تورنتو باعتباره عملا قيد التنفيذ، لأنه كان من الضروري مشاهدته بشكل عاجل بينما يستمر عدد القتلى في غزة في الارتفاع، وأيضا لأنهم يبحثون عن شركاء توزيع في سوق المهرجان، على أمل إصدار الفيلم في أسرع وقت ممكن ليراه العالم، حسب الصحيفة البريطانية.
وأعربت المخرجة بلوم عن خيبة أملها بعد العرض لأن الكثير من الأشخاص رفضوا التسجيل، مشيرة الى أنها كانت قد أجرت مقابلات مع رؤساء أركان سابقين ورؤساء شين بيت وآخرين في مناصب عليا تحت قيادة نتانياهو والذين تحدثوا معها لساعات عن أكاذيبه وفساده.
ونقلا عن وسائل اعلام، قالت المخرجة إن رئيس الحكومة الإسرائيلية يظهر في الفيلم كبطل تراجيدي على طريقة أبطال مسرحيات شكسبير أي البطل الذي يقع ضحية أفعاله"، مضيفة أن التحقيقات كشفت عن مدى شجعه وحبه للمال والهدايا لدرجة أنه أهمل شؤون الدولة.
وقال المنتج جيبني للجمهور بعد العرض "لم أر قط عمق الفساد الأخلاقي كما رأيت في هذا الرجل."