ملف الهجرة ضمن مباحثات بين تونس وموريتانيا وكينيا

الحشاني وولد الغزواني يبحثان كيفية ايجاد الحلول لظاهرة الهجرة غير النظامية عبر مقاربة قارية شاملة تحت مظلة الاتحاد الإفريقي.

تونس - بحثت تونس مع موريتانيا وكينيا الثلاثاء قضايا الهجرة غير النظامية وتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات حيث تواجه الدولة التونسية مخاطر عديدة متعلقة بهجرة الأفارقة جنوب الصحراء والتي باتت تؤرق الحكومة وتثير مخاوف بشأن التوطين.
وتأتي المباحثات خلال لقاءين منفصلين أجراهما رئيس الحكومة التونسية أحمد الحشاني مع الرئيسين الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، والكيني ويليام روتو، على هامش افتتاح القمة الأولى الكورية الإفريقية في سيؤول، وفق بيانين منفصلين لرئاسة الحكومة التونسية.
وقالت رئاسة الحكومة التونسية إن لقاء الحشاني والغزواني (رئيس الاتحاد الإفريقي) "مثل مناسبة متجددة للإشادة بعراقة ومتانة علاقات الأخوة بين البلدين، وتأكيد حرصهما على تطوير التعاون بين البلدين الشقيقين". مضيفة أن "الطرفين بحثا كيفية ايجاد الحلول لظاهرة الهجرة غير النظامية، عبر مقاربة قارية شاملة تحت مظلة الاتحاد الإفريقي ".
وتعتبر موريتانيا معبرا رئيسيا للمهاجرين الأفارقة، إذ تحولت مدينة نواذيبو (أقصى الغرب) خلال السنوات الأخيرة إلى وجهة مفضلة للراغبين في العبور إلى أوروبا والولايات المتحدة.

بينما تشهد تونس تصاعدا لافتا بوتيرة الهجرة غير النظامية إلى أوروبا، خصوصا باتجاه سواحل إيطاليا، على وقع تداعيات الأزمات الاقتصادية والسياسية في البلد ودول إفريقية أخرى، لا سيما جنوب الصحراء.
وشهدت العديد من المحافظات خاصة محافظة صفاقس في الجنوب اشتباكات بين المهاجرين غير الشرعيين وقوات الامن وسط مخاوف من التوطين فيما يؤكد الرئيس قيس سعيد أنه لا مجال لانتهاك السيادة الوطنية فيما يتعلق بملف الهجرة.
وتحدثت تقارير امنية عن تورط بعض المهاجرين غير الشرعيين في الانتماء للعصابات الإرهابية مثل بوكو حرام إضافة لعصابات الجريمة المنظمة والاتجار بالبشر.
وقد اثارت الزيارات المتكررة لرئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني مخاوف بشأن توطين المهاجرين الافارقة جنوب الصحراء فيما تؤكد الحكومة ان الازمة يجب معالجتها بطريقة أخرى من خلال إعادة المهاجرين الى بلدانهم.
وطالبت جهات في تونس بضرورة فتح حوار مع الجارة الجزائر خاصة وأن المهاجرين يأتون عبر حدودها قادمين من دول جنوب الصحراء.
وفي بيان ثان، قالت رئاسة الحكومة التونسية إن "الحشاني أكد خلال لقائه روتو استعداد تونس لمزيد تطوير علاقات التعاون مع كينيا في مختلف المجلات على غرار التعليم العالي، والصحة والرقمنة".

وأوضح أن "انعقاد أول لجنة مشتركة كبرى بين البلدين مستقبلا سيكون فرصة لتعزير التعاون الثنائي بين البلدين، وخلق ديناميكية اقتصادية مستدامة".
ونقل البيان عن الرئيس الكيني قوله إنه يتطلع "للارتقاء بمستوى التعاون مع تونس في شتى المجالات".
وأكد "ضرورة التشاور والتنسيق بين البلدين في إطار الاتحاد الافريقي لمعالجة القضايا المشتركة، على غرار سبل مكافحة التغير المناخي".
والاثنين قالت حكومة تونس في بيان إن الحشاني يترأس الوفد التونسي المشارك في أول قمة كورية-إفريقية، والتي تنعقد تحت شعار "المستقبل الذى نصنعه معًا: النمو المشترك والاستدامة والتضامن"، وتحتضنها العاصمة الكورية سول.