ملف الهجرة غير الشرعية محور زيارة سعيّد إلى روما

الرئيس التونسي يستجيب لدعوة نظيره الإيطالي ويقوم بزيارة رسمية إلى روما لبحث التعاون الثنائي في مجالات عدة ومناقشة القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
قلق روما من تفاقم المهاجرين إلى أراضيها يدفعها لدعم الاستقرار السياسي والاقتصادي في تونس

روما - يبدأ الرئيس التونسي قيس سعيد الأربعاء، زيارة رسمية إلى إيطاليا تستمر يومين لبحث التعاون الثنائي وملفات إقليمية ودولية، إذا من المتوقع أن تتناول لقاءاته بنظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا ورئيس الوزراء ماريو دراغي ملف الهجرة غير النظامية، فيما تعهدت إيطاليا بتقديم الدعم الاقتصادي إلى تونس لكبح توافد المهاجرين.

وتسعى روما على ضوء قلقها من تفاقم ظاهرة الهجرة غير النظامية إلى دفع تونس نحو الاستقرار السياسي والاقتصادي للحد من وصول المهاجرين إلى أوروبا عبر أراضيها.

وقال بيان للرئاسة التونسية إن سعيد "غادر العاصمة التونسية متوجها إلى إيطاليا في زيارة رسمية تستمر يومين".

وكانت الرئاسة التونسية أصدرت الاثنين بيانا أعلنت فيه عن الزيارة، مشيرة إلى أنها "تأتي بدعوة من الرئيس الإيطالي"، مضيفا أن سعيد "سيلتقي بكل من ماتاريلا دراغي".

وأشار إلى أن الزيارة "ستمثل مناسبة متجدّدة لمواصلة بحث سبل تطوير آليات التعاون والشراكة بين تونس وإيطاليا في عدّة مجالات".

كما أن الزيارة بحسب البيان "ستعمل على المزيد من ترسيخ علاقات التشاور والتنسيق القائمة بين البلدين الصديقين وتعميق النقاش وتبادل وجهات النظر بشأن عدّة ملفّات إقليمية ودولية ذات الاهتمام المشترك".

ومنذ أشهر تتالت زيارات المسؤولين في البلدين للتشاور بشأن العديد من القضايا، لا سيما في مجال الهجرة غير النظامية.‎

وتشهد السواحل التونسية باستمرار انطلاق أفواج كبيرة من المهاجرين غير الشريعيين باتجاه إيطاليا وكثيرا من تحدث كوارث بغرق العشرات في عرض البحر.

ودفع تدفق آلاف المهاجرين غير الشرعيين العام الماضي، السلطات الإيطالية إلى التحرك، حيث قامت وزيرة الداخلية الإيطالية لوتشيانا لامورجيزي للقيام بزيارة إلى تونس.

وتشهد رحلات الهجرة على قوارب صغيرة انطلاقا من السواحل التونسية تحولا نوعيا بتدفق العائلات والشباب بشكل يومي على السواحل الإيطالية مع استقرار عوامل المناخ والإبحار.

وينشر الكثير من المهاجرين مقاطع فيديو توثق رحلاتهم في البحر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتتضمن في أغلبها شكاوي من البطالة والفقر وتدني الخدمات الصحية في تونس، لكن مهاجرين آخرين تقطعت بهم السبل في عرض البحر مع تواتر أنباء عن فقدان أثر لمراكب.

وتعد السواحل التونسية منطلقا لعشرات آلاف المهاجرين غير الشرعيين من التونسيين والأفارقة ممن يحلمون بحياة أفضل في القارة الأوروبية.

وفي يونيو/حزيران الماضي توفي أكثر من 45 شخصا في حادث غرق قارب بجزيرة قرقنة جنوب تونس، وهي أحدث كارثة تشهدها السواحل التونسية منذ حادثة الغرق الجماعية في ذات الفترة من العام 2018.