ملف تبادل السجناء يزيد مفاوضات فيينا النووية تعقيدا

بين نفي واشنطن وتأكيد طهران التوصل لاتفاق حول تبادل السجناء، يثير هذا الملف مجددا توترا إضافيا يثقل على مفاوضات فيينا النووية التي تزداد حظوظ عقد جولتها سابعة ضعفا.
واشنطن وطهران تتبادلان الاتهامات بالتنصل من عرقلة المفاوضات النووية
إيران تناور لتأجيل المفاوضات النووية حتى يتولى رئيسي منصبه
رئيسي كما خامنئي يخططان لتشدد أكبر في مفاوضات فيينا النووية

طهران - قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اليوم الأحد إن إيران تصر أنه تم التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة على تبادل السجناء وذلك بعد يوم من نفي واشنطن التوصل إلى اتفاق من هذا النوع.

وبين نفي واشنطن وتأكيد طهران التوصل لاتفاق حول تبادل السجناء، يثير هذا الملف مجددا توترا إضافيا إلى جانب تعثر مفاوضات فيينا النووية تزداد حظوظ عقد جولة سابعة من المحادثات السياسية غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، ضعفا وهي مفاوضات تقترب أكثر من حافة الانهيار مع اقتراب موعد تسلم الرئيس الإيراني المنتخب حديثا المتشدد إبراهيم رئيسي منصبه خلفا للإصلاحي حسن روحاني.

وقال المتحدث سعيد خطيب زادة في تغريدة "الشائن هو أن تنكر الولايات المتحدة الحقيقة البسيطة المتمثلة في التوصل إلى اتفاق بشأن مسألة المحتجزين بل وحتى بشأن كيفية الإعلان عنه".

وأضاف "تم الاتفاق مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في فيينا على تبادل الإفراج لدواع إنسانية عن 10 سجناء من كل من الجانبين وهذا الاتفاق لا يرتبط بالمفاوضات حول الاتفاق النووي (خطة العمل الشاملة المشتركة). إيران مستعدة لتنفيذ التبادل اليوم".

واتهمت الولايات المتحدة إيران أمس السبت ببذل محاولة "شائنة" للتملص من اللوم بخصوص المأزق الذي وصلت إليه المحادثات النووية ونفت التوصل إلى أي اتفاق على تبادل سجناء.

وقال كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي في تغريدة السبت إنه يتعين على الولايات المتحدة وبريطانيا الكف عن الربط بين تبادل السجناء والمحادثات النووية.

وتهدف المحادثات النووية إلى إحياء اتفاق عام 2015 بين إيران وست قوى كبرى والذي قلصت إيران بموجبه أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها. وتحلل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق في عام 2018 وأعاد فرض العقوبات على إيران.

وتجري اتصالات بين طهران وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن تبادل السجناء من أجل الإفراج عن إيرانيين محتجزين في سجون بالولايات المتحدة ودول أخرى بسبب انتهاكات للعقوبات الأميركية.

واعتقلت طهران العشرات من مزدوجي الجنسية وبينهم عدد من الأميركيين في السنوات الأخيرة معظمهم بتهمة التجسس.

واتهم نشطاء حقوقيون إيران بمحاولة استغلال الاعتقالات للحصول على تنازلات من دول أخرى، لكن السلطات الإيرانية ترفض هذا الاتهام.

وتوقفت الجولة السادسة من المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في فيينا في 20 يونيو/حزيران. وقال مسؤولون إيرانيون وغربيون إنه لا تزال هناك اختلافات كبيرة يتعين حلها.

وتقول إيران إن الجولة السابعة من المحادثات لن تُستأنف إلا بعد تولي الرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي منصبه في أوائل أغسطس/آب.

وقال مشرع من المتشددين، إن رئيسي الذي يدعم المحادثات سيتبنى شأنه في ذلك شأن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي "نهجا متشددا" في محادثات فيينا.

وأضاف مجتبى زنور لوكالة أنباء مهر الإيرانية شبه الرسمية "حكومة رئيسي لن تنسحب من محادثات فيينا، لكن المحادثات لن تستمر إلا إذا تم تأمين مصالح الشعب الإيراني. بايدن يحاول الإبقاء على نحو 517 عقوبة كما هي".