ملف عودة النازحين لشمال غزة يعرقل اتفاقا بين إسرائيل وحماس

المفاوضات لا تزال مستمرة في الدوحة رغم الحديث عن استدعاء إسرائيل لوفدها المفاوض والتجهيز لاجتياح رفح.
نتنياهو يمارس المناورات لاضعاف موقف حماس وفرض شروطه عليها

غزة - قالت هيئة البث الإسرائيلية الأربعاء إن المفاوضات غير المباشرة مستمرة بين إسرائيل وحركة حماس للتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار، فيما يتركز الخلاف الرئيسي بشأن عودة النازحين إلى شمالي قطاع غزة  فيما يأتي ذلك غداة تقارير إعلامية إسرائيلية الثلاثاء عن وصول المفاوضات إلى طريق مسدود، وأن تل أبيب استدعت وفدها المفاوض من العاصمة القطرية الدوحة.
ونقلت الهيئة عن مصادر إسرائيلية لم تسمها أنه "على الرغم من رد حماس السلبي على المقترح المتعلق بصفقة تبادل (للأسرى)، فإن المفاوضات مع الحركة مستمرة".
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع إن "الولايات المتحدة مستمرة في التواصل مع الوسيطين المصري والقطري". فيما أفاد مصدر أجنبي مطلع لم تسمه الهيئة بأن "نقطة الخلاف الرئيسية تتمحور حول عودة النازحين إلى شمالي قطاع غزة، لكن لا يزال بالإمكان التوصل إلى تسوية".
وتشير هذه المعطيات أن حكومة بنيامين نتنياهو التي هددت باجتياح رفح لإطلاق سراح الرهائن لا تزال تعول على ملف المفاوضات وذلك بعد التوتر مع الجانب الأميركي اثر رفض واشنطن استخدام حق النقض الفيتو لمنع صدور قرار بوقف اطلاق النار.
وأجبر القصف نحو مليوني فلسطيني على النزوح من مناطقهم في قطاع غزة، الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما، ويقطنه حوالي 2.3 مليون نسمة في أوضاع كارثية. ووفق مصدر إسرائيلي مطلع فإن "التوصل إلى حل وسط بشأن عودة النازحين كان ممكنا، غير أن الوفد (الإسرائيلي) لم يكن مفوضا بحسم المسألة".
والاثنين، حمَّلت حماس نتنياهو مسؤولية إفشال المفاوضات وقالت إنها أبلغت الوسطاء بتمسكها بالرؤية التي قدمتها في 14 مارس/آذار الجاري. وتتضمن هذه الرؤية 4 نقاط رئيسية هي: وقف إطلاق النار الشامل وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وعودة النازحين وتبادل حقيقي للأسرى.
ويدفع اليمين المتطرف في إسرائيل لمواصلة القتال واجتياح رفح التي تعج بالنازحين رغم التحذيرات الدولية من تبعات ذلك حيث طالب وزير المالية بتسئيل سموتريتش بالمضي في الهجوم رغم القرار الاممي معتبرا أن بلاده لا تحتاج الدعم الغربي للدفاع عن أمنها.
وقتل وأصيب عشرات الفلسطينيين، الأربعاء، في غارات إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة بقطاع غزة، فيما اقتحم الجيش الإسرائيلي مستشفى "ناصر" في خان يونس (جنوب) واعتقل عددا من الكوادر الطبية ونازحين وأمر البقية بمغادرة المستشفى والنزوح.
وأفاد مراسلون بأن الجيش الإسرائيلي اقتحم فجر الأربعاء مستشفى ناصر واعتقل عدداً من الكوادر الطبية والنازحين وأصاب آخرين بجروح، وأنذر البقية بإخلاء المستشفى والتوجه نحو منطقة "المواصي" غرب مدينة خان يونس.
ووفق شهود عيان فإن مئات النازحين كانوا يقيمون في مستشفى "ناصر" بعد أن بدأت منظمات إغاثية دولية في الأسابيع الأخيرة بإعادة تشغيله بعد اقتحامه الشهر الماضي من الجيش الإسرائيلي وتدمير أجزاء واسعة منه.
 

تصعيد اسرائيلي للضغط على حماس في المفاوضات
تصعيد اسرائيلي للضغط على حماس في المفاوضات

وفي 15 فبراير/شباط داهم الجيش المستشفى في عملية استمرت 10 أيام قتل خلالها عشرات النازحين والكوادر الطبية والمرضى داخل المستشفى واعتقل مئات النازحين ودمر وقصف مبان وأقسام مختلفة بالمستشفى، وفق وزارة الصحة بالقطاع.
ومنذ بدء حربها على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، تستهدف القوات الإسرائيلية بهجمات ممنهجة ومتواصلة المرافق الطبية والمستشفيات في مختلف مناطق القطاع، ما تسبب بتدمير المنظومة الصحية وكارثة إنسانية وتدهور في البنى التحتية.
وفي جنوب القطاع أيضاً، قتل 11 فلسطينياً وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة ضهير بمدينة رفح، فيما أصيب آخرون في غارة جوية استهدفت منزلاً لعائلة الحمايدة بالمدينة نفسها، حسب مصادر طبية فلسطينية.
ووفق شهود عيان، شنت الطائرات الإسرائيلية سلسلة غارات منذ فجر الأربعاء، على محيط مستشفى غزة الأوروبي والمستشفى الكويتي في رفح. كما ذكرت مصادر طبية ، بأن 3 فلسطينيين قتلوا وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي وإطلاق نار استهدف مجموعة من المدنيين شرق مخيم البريج، وسط القطاع. ودمرت الطائرات الإسرائيلية عدداً من أبراج "مدينة الأسرى" السكنية شمال مخيم النصيرات (وسط القطاع)، وفق الشهود.
وفي مدينة غزة التي تواجه أعنف هجمة برية إسرائيلية منذ بداية الحرب، قتل عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون في قصف جوي إسرائيلي استهدف بناية سكنية مكونة من 5 طوابق ومنزلاً لعائلة سكيك.
وأفاد الشهود بأن نحو 25 شخصا ما زالوا عالقين تحت أنقاض البناية القريبة من مجمع الشفاء الطبي الذي تقتحمه القوات الإسرائيلية وتحاصر المناطق المحيطة به منذ 10 أيام.
وسقط 8 قتلى وعدد من الجرحى في قصف إسرائيلي استهدف مدنيين فلسطينيين قرب معبر "كارني" شرق مدينة غزة، كما أفادت مصادر طبية.
وفي شمال قطاع غزة، قتل فلسطيني وأصيب آخرون بعد استهداف الجيش الإسرائيلي بالمدفعية مدنيين توجهوا إلى شرق بلدة بيت حانون لجمع أعشاب وخضروات لأكلها في ظل النقص الحاد في الغذاء.
وبالوقت ذاته، شنت الطائرات الإسرائيلية سلسلة غارات عنيفة على أراض زراعية في محيط منطقة دوار حمودة شرق بلدة جباليا، شمال القطاع.