'ملكة الثلج' يلهم في كشف أكبر الألغاز الفلكية

فيزيائيون أميركيون يستعينون بفيلم الرسوم المتحركة لاكتشاف المادة السوداء غير المرئية التي تشكل أكثر من ربع الكون.
الفيزياء الفلكية تطلب مساعدة ملكة بقوة خارقة في صناعة الثلج
البحث عن المادة المظلمة عن طريق المياه فائقة البرودة

لندن - ألهم فيلم الرسوم المتحركة "ملكة الثلج" الذي أنتجته استوديوهات ديزني في العام 2013، الفيزيائيين لاكتشاف المادة السوداء التي لا تزال أحد ألغاز الفيزياء الفلكية المعاصرة حتى الآن.
يجمع علماء الفلك على أن المادة السوداء أو المظلمة أو الطاقة المعتمة كما تسمى أيضا، هي سر وجود الكون وتشكل معظم مادته، ولم تقترب أبحاثهم ومشاهداتهم وعمليات الرصد الفضائي منها إلا في العقدين الاخيرين.
الفيلم الهوليوودي الذي تدور قصته حول ملكة تمتلك قوة خارقة وفريدة من نوعها في خلق الجليد والثلج، يساعد باحثا أميركيا عزم على اكتشاف المادة التي ظلت يلفها الغموض لآلاف السنين، والتي يقول العلماء إنها سميت بهذا الاسم ليس لأنها بعيدة او غير مرئية، بل لأنها غير معروفة بشكل تام حتى الآن من حيث الخصائص الفيزيائية.
ذكر بيان صحافي صادر عن الجمعية الفيزيائية الأميركية، أن العالم ماثيو شايداجيز من جامعة ألباني بدأ في دراسة خصائص الماء الفائق البرودة عندما شاهد عملية صناعة الثلج في فيلم ديزني. 

المادة السوداء
مادة لا تمتص الطاقة ولا تعكس الضوء

ووفقا لموقع "مرصد المستقبل" الإماراتي أوضح شايداجيز أن "المحفز الأساسي في عملي هو البحث عن المادة المظلمة؛ وهي شكل من أشكال المادة التي نجزم بوجودها في الكون بسبب قدرتنا على ملاحظة آثارها غير المباشرة على الجاذبية. وتشكل هذه المادة جزءًا كبيرًا من الكون، لكننا لم نتوصل بعد إلى اكتشاف دليل مختبري مباشر وحاسم لا لبس فيه".
 وتدور فكرة البحث حول إيجاد أجزاء من الجليد بحجم الجسيمات الدقيقة داخل فقاعات صغيرة من المياه فائقة البرودة. 
ويبحث شايداجيز عن المادة المظلمة عن طريق إجراء الأبحاث على المياه فائقة البرودة التي يمكن حفظها في حالتها السائلة في درجات حرارة أقل من درجة حرارة التجمد، في حجرات أو حاويات خاصة محكمة الإغلاق.
توصل فريق شايداجيز إلى أن النيوترونات هي المسؤولة عن تجمد المياه فائقة البرودة فور الاصطدام بها، ما دفعهم للاعتقاد بأنهم توصلوا لطريقة جديدة للكشف عن المادة السوداء التي من المحتمل أنها تمتلك خصائص مشابهة للنيوترونات.
وعلى الرغم من أن فريق شايداجيز لم يتمكن من رصد أي مادة مظلمة، إلا نتيجة البحث الأولية ربما تساعد دراسات مستقبلية في فك غموض المادة غير المرئية التي تشكل 27% من الكون وتجمع بين المجرات، ولا يمكن رصدها إلا بتأثير قوة الجاذبية، لأنها لا تمتص الطاقة ولا تعكس الضوء.