ملك إسبانيا يلغي زيارته إلى سبتة ومليلية تجنبا لغضب المغرب

القصر الإسباني يتراجع عن إدراج مدينتي سبتة ومليلية ضمن أجندة زيارات الملك خوان كارلوس، بعد رفع حالة الطوارئ الصحية.

الرباط - ألغت الحكومة الإسبانية، زيارة كانت مرتقبة لعاهل البلاد الملك خوان كارلوس، إلى مدينتي سبتة ومليلية التابعتان لمدريد وتطالب الرباط باسترجاعهما، في خطوة وصفت بأنها جاءت لتجنب غضب المغرب.
وكانت صحف إسبانية، قد تناقلت الاثنين، خبر تراجع القصر الإسباني عن إدراج مدينتي سبتة ومليلية ضمن أجندة زيارات الملك، بعد رفع حالة الطوارئ الصحية.
وقالت إن سبتة ومليلية، كانتا ضمن برنامج زيارات العاهل الإسباني، حتى مساء الجمعة الماضي، قبل أن تتدخل الحكومة.
وأوضحت الصحف الإسبانية، أن إلغاء زيارة المدينتين الواقعتين شمالي المغرب، جاء لـ"تجنب رد فعل غاضب من الرباط".

وقال العمراني بوخبزة، أستاذ العلاقات الدولية وعميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية بمرتيل بالمغرب، إن "زيارة الملك الإسباني تكون بمبادرة من الحكومة، لأن الملك يسود ولا يحكم، والحكومة من تتحمل المسؤولية السياسية لتصرفات الملك".
وأضاف بوخبزة أن "السلطات المغربية سبق لها أن عبرت عن رفضها لزيارة خوان كارلوس إلى مدينة مليلية المحتلة، حدث ذلك عام 2007، وهي آخر زيارة لعاهل إسباني لإحدى المدينتين".
وأوضح الخبير المغربي أن "إعادة النظر في برمجة الزيارة، يندرج في إطار الرغبة في عدم تعكير صفو العلاقات الثنائية، التي تمر من مرحلة مهمة جدا".
وتابع أن "الحكومة الإسبانية تعي جيدا أهمية تثمين العلاقة بالمغرب، وعين العقل أن يتم إلغاء الزيارة، في الوقت الذي توضع جميع القضايا الخلافية جانبا".
وكانت آخر زيارة ملكية لعاهل إسباني إلى المدينتين في العام 2007، حيث وصفت زيارة الملك خوان كارلوس والملكة صوفيا آنذاك إلى مليلية بالخطوة "المتهوّرة"، وقد أعرب المغرب عن رفضه لها واعتبرها "مساسا باستقرار البلاد واستفزازا للشعور العام المغربي".
وتخضع سبتة ومليلية للنفوذ الإسباني رغم وجودهما أقصى الشمال المغربي، وتعتبر الرباط أن المدينتين تخضعان لاحتلال من إسبانيا التي شيدت جدارا بارتفاع 6 أمتار لمنع تدفق المهاجرين غير الشرعيين إليهما.

ويرفض الاتحاد الأوروبي اعتبار المدينتين جزءا من التراب الأوروبي، فيما يؤكد المغرب مسألة مغربية المدينتين وهي محلّ إجماع رسمي وشعبي.

وترجح مصادر دبلوماسية وسياسية أن الملك فيليب السادس لا يريد أن يكرر ما قام به والده في 2007 وأن يتسبب مرة أخرى في تشنج علاقات بلاده مع المغرب وحفاظا على علاقة الصداقة التي تجمعه بالعاهل المغربي الملك محمد السادس.

ولا يستبعد مراقبون رضوخ العاهل الإسباني في قوت سابق لضغوط أطراف يمينية للقيام بالزيارة الملغاة.