ملك الاردن يدعو القادة السياسيين الى نبذ السياسة

الملك عبدالله الثاني متحدثا عن المنطقة العربية: الموارد الطبيعية التي كنا نعتمد عليها لتحمينا، لم تعد تكفي الآن، يجب أن نضع خلافاتنا جانباً وأن ندرك أن خصومات الأمس لم تعد تعني شيئاً.

عمان – اعتبر العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني ان على قادة الدول تنحية السياسة والشعبوية جانبا اذا ارادوا النجاح في مواجهة وباء كورونا، قائلا ان "خصومات الأمس لم تعد تعني شيئاً" الان.
ومنذ بدء ظهور المرض في ديسمبر/كانون الاول في الصين، تجاوز عدد الإصابات المؤكّدة بفيروس كورونا حول العالم ثلاثة ملايين إصابة، 80% منها في أوروبا والولايات المتّحدة.
وقال العاهل الاردني في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست ان فيروس كورونا "تهديد يواجه كل قائد حول العالم، ولكن إذا أردنا التغلب عليه، فعلينا أن نقوم بما قد يتعارض مع ما اعتدنا عليه".
وأضاف "علينا أن نضع السياسة والسعي إلى الشعبية جانباً، كما يتعين علينا أن نقوم بعكس ما أمرنا به الطبيب، علينا أن نتقارب وأن نعمل معاً. ولمواجهة هذا التهديد الأوحد، علينا أن نوحّد هدفنا وتركيزنا لتصبح غايتنا بقاء وسلامة البشرية في كل مكان".
ودعا العاهل الاردني الى ما اسماها "اعادة ضبط العولمة على النحو الصحيح"، بهدف "الوصول إلى التكامل في عالمنا من جديد، بحيث يكون هدفنا المحوري هو تحقيق المنفعة لشعوبنا". 
وقال العاهل الاردني الذي ذكر في بداية المقال انه الاطول حكما بين القادة العرب في الوقت الراهن "لنعترف في إعادة ضبط العولمة بأن بلداً واحداً بمفرده، لا يُمكن له أن ينجحَ، لأن إخفاقَ بلدٍ واحد هو إخفاقُنا جميعاً".
وقال ان "هذا يعني إعادة ضبط عالمنا وأنظمته، علينا إعادة تشكيل المؤسسات الدولية وبناء مؤسسات جديدة أينما دعت الحاجة. والأردن على أتم الاستعداد للبناء على تجربته في مبادرة اجتماعات العقبة للمساعدة في هذه الغاية كيفما استطاع، فالتهديدات لا تأتي فرادى، وعليه، فإن الحلول لا يمكن أن تكون كذلك".
وفيما يخص العالم العربي، قال الملك عبدالله الثاني "إننا لا نملك خياراً سوى العمل معا للتخفيف من حدة أثر هذه الجائحة علينا جميعاً، إذ إنّ الموارد الطبيعية التي كنا نعتمد عليها لتحمينا، لم تعد تكفي الآن، علينا أن نضع خلافاتنا جانباً وأن ندرك أن خصومات الأمس لم تعد تعني شيئاً في مواجهة هذا التهديد المشترك، علينا أن نستغل مواطن قوتنا وموارد كل بلد لنشكّل شبكة أمان إقليمية تحمي مستقبلنا المشترك.