مناورات إيرانية في مضيق هرمز بحاملة طائرات أميركية مزيفة

صور الأقمار الصناعية تكشف نقل إيران لنموذج حاملة طائرات أميركية من طراز "نيميتز" إلى مضيق هرمز في تحرك يشير إلى تدريبات بحرية يقوم بها الحرس الثوري الإيراني.
تحركات الحرس الثوري تأتي بعد 3 أيام من اعتراض مقاتلة أميركية لطائرة ركاب إيرانية
واشنطن حذرت من أن إغلاق هرمز سيمثل تجاوزا "لخط أحمر"

طهران - أظهرت صور التقطتها الأقمار الصناعية أن إيران نقلت مجسما لحاملة طائرات أميركية إلى مضيق هرمز الاستراتيجي، مما يشير إلى أنها ستستخدم النموذج الذي يشبه السفينة كهدف للتدريب في مناورات حربية في قناة الشحن الواقعة في مدخل الخليج والحيوية بالنسبة لصادرات النفط العالمية.

وأصبح استخدام مجسمات سفن حربية أميركية سمة في بعض الأحيان لتدريبات الحرس الثوري الإيراني وقواته البحرية، مثلما حدث عندما أصابت صواريخ إيرانية نموذجا يشبه حاملة طائرات من طراز نيميتز في عام 2015.

وكثيرا ما تجري طهران، التي تعارض وجود قوات بحرية أميركية وغربية في الخليج، مناورات بحرية في المضيق الاستراتيجي الذي يمر خلاله نحو 30 بالمئة من إجمالي تجارة النفط لخام وغيره من السوائل النفطية التي تُنقل بحرا.

وتُظهر إحدى الصور التي التقطتها شركة تكنولوجيا الفضاء "ماكسار تكنولوجيز" التي يقع مقرها في الولايات المتحدة يوم 26 يوليو/تموز زورق هجوم سريعا يتحرك نحو نموذج حاملة الطائرات الأميركية في الممر المائي الاستراتيجي. وأظهرت صورة أخرى مجسمات لطائرات مصطفة على سطح الحاملة المزيفة.

ويتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة منذ عام 2018 عندما انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من اتفاق إيران النووي الذي أبرمته مع ست قوى دولية في 2015 وعاود فرض عقوبات عليها أدت لتراجع حاد في صادرات طهران من النفط.

وقال الحرس الثوري الإيراني في أبريل/نيسان إن طهران ستدمر سفنا حربية أميركية إذا تعرض أمنها للتهديد في المنطقة. وهدد مسؤولون إيرانيون مرارا بإغلاق مضيق هرمز إذا لم تتمكن بلادهم من تصدير النفط أو إذا هوجمت مواقعها النووية.

وحدثت مواجهات بين الحين والآخر بين الحرس الإيراني والجيش الأميركي في الخليج خلال السنوات القليلة الماضية. وقال مسؤولون أميركيون إن إغلاق المضيق سيمثل تجاوزا "لخط أحمر" وإن واشنطن ستتحرك لإعادة فتحه.

ال
تحركات الحرس الثوري الإيراني تهدد أمن المنطقة

ولا تستطيع إيران من الناحية القانونية إغلاق الممر المائي من جانب واحد لأن جزءا منه يقع في المياه الإقليمية العمانية. لكن السفن التي تبحر فيه تمر عبر المياه الإيرانية التي تقع تحت مسؤولية القوة البحرية للحرس الثوري الإيراني.

ودخلت حاملة الطائرات الأميركية "نيميتز" التي تحمل نفس اسم المجسم الذي تستخدمه إيران مياه الشرق الأوسط في أواخر الأسبوع الماضي من المحيط الهندي، ومن المحتمل أن تحل محل حاملة الطائرات "دوايت أيزنهاور" في بحر العرب. ولا يزال من غير الواضح متى أو إذا كانت السفينة الوهمية الإيرانية ستمر عبر مضيق هرمز أم لا.

وأمضت حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس أبراهام لينكون"، التي تم نشرها العام الماضي مع تصاعد التوترات بين واشنطن وطهران أشهرا في بحر العرب قبل التوجه عبر المضيق لتأتي الأسبوع الماضي حاملة الطائرات "أيزنهاور" عبر المضيق.

وتأتي التحركات الإيرانية بعد 3 أيام من اعتراض مقاتلة أميركية من طراز F-15 لطائرة إيرانية مدنية ضمن رحلة تابعة لطيران "ماهان" فوق سوريا.

يذكر أن وزارة الخزانة الأميركية وضعت شركة طيران "ماهان" الإيرانية على قوائم الإرهاب في ديسمبر 2011، بسبب توفيرها الدعم المالي والمادي والتكنولوجي لقوات الحرس الثوري.

ووفقًا للحكومة الأميركية، فقد نقلت شركة الطيران الإيرانية عناصر وأسلحة ومعدات وأموال تابعة للحرس الثوري إلى مواقع دولية لدعم الجماعات الإيرانية والميليشيات الإرهابية، كما تم استخدامها من قبل الحرس الثوري  لنقل الأفراد من وإلى سوريا وإيران للتدريب.