مناورات عسكرية إسرائيلية تحاكي حربا شاملة على حدود لبنان

الجيش الإسرائيلي يبدأ أكبر مناوراته العسكرية منذ ثلاثة عقود وتستمر شهرا لتشمل تدريبات كل الوحدات بمحاكاة سيناريوهات قتال مختلفة وطوارئ.
حزب الله عند أعلى درجة تأهب منذ عام 2006 بعد بدء المناورات الإسرائيلية

تل أبيب - أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد أنه بدأ أكبر مناوراته العسكرية منذ ثلاثة عقود، بمحاكاة "شهر الحرب" بهدف التحضير للقتال في العديد من المناطق العسكرية.

ووفقا لتقارير إعلامية ستشمل التدريبات التي أطلق عليها اسم "عربات النار" وتستمر شهرا، تدريب الجنود وجنود الاحتياط من كل الوحدات وسيناريوهات قتال وطوارئ.

وجاء في بيان الجيش أن المناورات ستحاكي سيناريوهات مختلفة لأوضاع بالغة الخطورة من أجل تحسين استعداد القوات الإسرائيلية للحرب على عدة جبهات على "ساحة معركة ديناميكية ومتغيرة".

وتأتي التدريبات العسكرية وسط تصاعد التوترات في المنطقة، وينظر إلى الوضع على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان وسورية بأنه قابل للاشتعال بوجه خاص في الوقت الراهن.

إلى ذلك كشفت مصادر لبنانية أن حزب الله استدعى بعض عناصره إلى الجنوب ورفع جهوزيته إلى 100 بالمئة للمرة الأولى منذ حرب يوليو/تموز من عام 2006 ، وذلك بالتزامن مع انطلاق المناورات العسكرية إسرائيلية.

ونقل موقع "النشرة" الإخباري اللبناني عن مصادر خاصة القول إن "حزب الله رفع الجهوزية في الجنوب، وفي القنيطرة على مختلف الجهات والتشكيلات والتصنيفات العسكرية، وعمد إلى حجز بعض العاملين معه واستدعاء بعض القوات، ورفع نسبة الجهوزية منذ ليلة السبت/الأحد إلى 100 بالمئة، وهذا الأمر لم يحدث منذ حرب يوليو/تموز 2006".

وذكرت المصادر أن "المناورة تحاكي حربا كبرى على إسرائيل عند الحدود الجنوبية والشمالية لفلسطين مع جبهة سيناء والجبهة الداخلية، بالإضافة إلى تعرض إسرائيل لكم هائل من الصواريخ يتم إطلاقها من قبل قوى المقاومة، بالتزامن مع تحركات احتجاجية قد تندلع في مناطق الضفة الغربية والجبهة الداخلية".

وتعود آخر مواجهة كبيرة بين اسرائيل وحزب الله إلى 2006 وأسفرت خلال أكثر من شهر من القتال عن سقوط أكثر من 1200 قتيل في الجانب اللبناني معظمهم من المدنين، و160 قتيلا في الجانب الاسرائيلي غالبيتهم من العسكريين.

وتأتي المناورات الإسرائيلية مع تصاعد التوتر في القدس بعد قيام مستوطنون يهود بعمليات إخلاء تعسفية لفلسطينيين من منازلهم واعتداءات إسرائيل المتصاعدة ضد الفلسطينيين في القدس الشرقية.

ومساء يومي الجمعة والسبت، أسفرت اعتداءات إسرائيلية على المصلين الفلسطينيين مع أداء عشرات الآلاف من صلاتي العشاء والقيام بالمسجد الأقصى احتفالا بليلة القدر، عن إصابة نحو 300 شخصا، بحسب "الهلال الأحمر" الفلسطيني.

وتحسبا لأحداث القدس أجرى وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس السبت، تقييما للوضع بحضور عدد من قادة الجيش والأجهزة الأمنية، تقرر على إثره الموافقة على خطة رئيس الأركان أفيف كوخافي رفع حالة التأهب العسكري.

وفي وقت سابق من السبت قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه "في أعقاب التوترات في القدس والاشتباكات العنيفة في الحرم القدسي يوم الجمعة، أمر رئيس الأركان بتعزيز القوات والإجراءات والاستعداد لتصعيد محتمل".

وتأتي تحركات الجيش الإسرائيلي على الحدود مع لبنان وسوريا بعد أيام من مناورات عسكرية بالذخيرة الحية استغرقت 3 أسابيع في مرتفعات الجولان السوري المحتل، تحاكي مواجهة على جبهتي سوريا ولبنان، وشملت كافة تشكيلات الجيش.