مناورات عسكرية ضخمة في إسرائيل على وقع التوتر مع إيران

القدس - أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان الجمعة أن مقاتلات إسرائيلية من طراز 'اف-35' ستشارك للمرة الأولى في مناورات جوية مشتركة مع عدد من الدول ستنطلق يوم الأحد القادم، فيما تأتي هذه التمرينات العسكرية على وقع توتر لم يهدأ مع إيران وفي ظل تطورات متسارعة في كل من سوريا ولبنان.

وتشكل هذه المناورات أيضا استعراضا إسرائيليا للقوة حيث تحاكي في مجملها أكثر من سيناريو بما في ذلك مواجهة تهديد عسكري من الفضاء الجغرافي المضطرب، فيما سيجري اختبار المقاتلات 'اف 35' للأول مرة في المناورات التي أعدت لها إسرائيل تعزيزا لجاهزيتها في حال تعرضت لهجوم إيراني أو من حزب الله حليف طهران.

وتحفتظ إيران وكذلك حزب الله بوجود عسكري قوي في الأراضي السورية ولطالما هددت إسرائيل علنا بأنها لن تسمح لهما بتعزيز نفوذهما ونفذت عشرات الغارات الجوية على أهداف في سوريا قالت إنها لحزب الله وطهران.

وجاء في بيان الجيش الإسرائيلي أن "هذا العام ستشارك ألمانيا وإيطاليا واليونان والولايات المتحدة مع إسرائيل بطواقمها الجوية في مناورات العلم الأزرق في إسرائيل"، موضحا أن هذه التدريبات ستجرى من الثالث إلى الرابع عشر من نوفمبر/تشرين الثاني.

وأضاف أن هدف التدريبات هو "محاكاة سيناريوهات مختلفة"، مؤكدا أن "هذا التعاون سيمكن من تدريب دولي عالي الجودة وتبادل التعليم وتطوير تقنية الطيران".

وأشار كذلك إلى أن هذه ستكون أول تدريبات دولية "للجيل الخامس" تجري في إسرائيل. و"الجيل الخامس" مصطلح يستخدم لوصف الطائرات المقاتلة الأكثر تقدما والتي تستخدم عادة تكنولوجيا التسلل وإلكترونيات الطيران المتقدمة وأنظمة الكمبيوتر المتكاملة للغاية.

وقال البيان إن "هذه التدريبات تعتبر ذات أهمية إستراتيجية كبيرة وسيكون لها تأثير كبير على القوات الجوية الإسرائيلية..."، موضحا أنها ستجرى بمشاركة "أكثر من ألف طاقم فني وإداري من القوات الجوية المختلفة".

وستنتشر المقاتلات الإسرائيلية والدولية "وتتدرب على معارك في الجو وأخرى أرض جو ما سيؤمن فرصة للطيران المشترك عبر مجموعة واسعة من سيناريوهات التهديد المقترنة بالتكنولوجيا المتقدمة".

وكانت إسرائيل وقعت عقدا مع مجموعة 'لوكهيد مارتن' الأميركية لشراء خمسين مقاتلة من طراز 'اف-35' تسلمت أول اثنتين منها في ديسمبر/كانون الأول 2016. ومنذ ذلك الحين تسلمت المزيد من هذه الطائرات.

وكان قائد سلاح الجو الإسرائيلي اللواء عميكام نوركين أعلن في مايو/أيار 2018 أن إسرائيل هي أول من استخدم طائرات اف-35 أميركية في عمليات قتالية بعد بلد المنشأ، من دون أن يذكر المزيد من التفاصيل.

وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إيران في يوليو/تموز الماضي من أن الطائرات الحربية الإسرائيلية 'اف-35' قادرة على الوصول إلى أي مكان في الشرق الأوسط بما فيها طهران.

ونفذت إسرائيل مئات الضربات في سوريا المجاورة ضد ما تقول إنها أهداف عسكرية إيرانية ولحزب الله. وقد تعهدت بمنع إيران التي دعمت الرئيس السوري بشار الأسد ضد الفصائل المسلحة المعتدلة والمتشددة منها، من ترسيخ أقدامها عسكريا هناك.

كما تواجه إسرائيل حزب الله المدعوم من إيران عبر حدودها في لبنان. وتصاعد التوتر بعد أن استهدفت طائرتان بلا طيار مزودتان بالمتفجرات معقل الجماعة الشيعية اللبنانية في جنوب بيروت في أغسطس/اب. وتعهد حزب الله بإسقاط الطائرات الإسرائيلية بدون طيار اذا اخترقت الأجواء اللبنانية عقب الحادث.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس أنّ "صاروخا" أطلق باتجاه طائرة من دون طيار تابعة له كانت تحلّق في المجال الجوي اللبناني، من دون أن يصيبها.