منبج تتهيأ لهجوم تركي كاسح بين لحظة وأخرى

الفصائل السورية الموالية لأنقرة تعزز مواقعها العسكرية عند خطوط التماس مع قوات سوريا الديمقراطية في محيط منبج.

الهدوء يخيم على منبج رغم استمرار الحشد العسكري
أيادي الجميع على الزناد مع استمرار الحشد العسكري على أكثر من جبهة

جرابلس (سوريا) - يخيم الهدوء على المناطق المحيطة بمدينة منبج على الرغم من استمرار الحشد العسكري على أكثر من جبهة ومن أكثر من طرف، إلا أنه الهدوء الذي قد يسبق أوسع وأعنف هجوم على المدينة الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

وفيما تستعد قوات سوريا الديمقراطية لصدّ هجوم تحضّر له تركيا بدعم من فصائل سورية موالية لها، فإن القوات التي يشكل المسلحون الأكراد عمودها الفقري تشعر بأن الولايات المتحدة خذلتها للمرة الثانية على التوالي، فقد تركت وحيدة في مواجهة هجوم تركي سابق أخرجها من مدينة عفرين قبل أشهر، وتواجه الآن هجوما أوسع نطاقا يستهدف اخراجها من منبج بعد أن قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب القوات الأميركية من سوريا.

وحال الوجود العسكري الأميركي في شمال سوريا دون هجوم تركي على قوات سوريا الديمقراطية، لكن الانسحاب الأميركي الذي يرجّح أن يكون تدريجيا، أعطى أنقرة فرصة كبيرة لتنفيذ هجوم طالما لوحت به.

وقد عززت الفصائل السورية الموالية لأنقرة مواقعها العسكرية عند خطوط التماس مع قوات سوريا الديمقراطية في محيط مدينة منبج، في الوقت الذي تهدد فيه تركيا بشن هجوم ضد مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد، وفق عدّة مصادر.

وتأتي تلك التعزيزات بعد أسبوع على إعلان ترامب أنه سيسحب نحو ألفي جندي أميركي منتشرين في سوريا لمؤازرة قوات سوريا الديمقراطية وهي تحالف فصائل كردية وعربية على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية، في معاركها ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وصعدت تركيا خلال الفترة الماضية تهديداتها بشن عملية عسكرية جديدة ضد المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، بدءا من مدينة منبج (شمال) وصولا إلى مناطق أخرى واسعة بشمال شرق البلاد.

وقالت مصادر في مناطق سيطرة الفصائل قرب منبج، إن الأخيرة ترسل منذ أيام المقاتلين إلى خطوط التماس في محيط المدينة، الخاضعة لسيطرة مجلس منبج العسكري المنضوي في قوات سوريا الديمقراطية.

وأشارت إلى أن الهدوء يسيطر على المنطقة برغم التعزيزات العسكرية، لافتا إلى أن معبر مرور المدنيين بين مناطق الفصائل وقوات سوريا الديمقراطية قرب منبج لا يزال مفتوحا.

وأرسلت تركيا خلال اليومين الماضيين تعزيزات عسكرية إلى المنطقة الحدودية مع سوريا، وأخرى دخلت إلى الأراضي السورية بالقرب من خطوط التماس مع قوات سوريا الديمقراطية في محيط مدينة منبج.

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن بدوره أن كلا من الفصائل الموالية لأنقرة ومجلس منبج العسكري يعززون مواقعهم، لافتا في الوقت ذاته إلى أن "العمليات العسكرية لم تبدأ وليس هناك حتى مناوشات".

وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قال الجمعة، إنه قرر على ضوء القرار الأميركي تأجيل العملية العسكرية ضد المقاتلين الأكراد، مؤكدا في الوقت ذاته أن "هذا التأجيل لن يكون لأجل غير مسمى".

وترى تركيا في الوحدات الكردية أبرز خصومها في سوريا وقد خاضت معارك دموية ضدها، وسيطرت في وقت سابق العام الحالي على منطقة عفرين التي كانت تعد أحد أقاليم الإدارة الذاتية الكردية الثلاثة في سوريا.

وكانت الوحدات الكردية التي تصنفها أنقرة إرهابية، انسحبت من منبج في يوليو/تموز الماضي بموجب اتفاق أميركي تركي، لتبقى المدينة تحت سيطرة فصائل أخرى منضوية في قوات سوريا الديمقراطية، لكن تركيا تصر على أن المقاتلين الأكراد لا يزالون موجودين.

وتنتشر في منطقة منبج أيضا قوات التحالف الدولي التي تقوم بدوريات في المنطقة، بينما يرجح محللون أن تبدأ العملية التركية من عدة محاور أبرزها مدينة منبج.

وقال يوسف حمود المتحدث باسم الجيش الوطني وهو تحالف للفصائل الموالية لأنقرة الأربعاء "اتخذنا كافة الترتيبات والتعزيزات اللازمة وأصبحت قواتنا في جاهزية كاملة من أجل تنفيذ المعركة" في منبج وشرق الفرات.

وأوضح "ننتظر التفاهمات الأميركية - التركية حول آلية الانسحاب"، مشددا "نحن مصرون على أن نكون البديل عن القوات الأميركية في المنطقة. المعركة محسومة".

وقال المتحدث باسم مجلس منبج العسكري شرفان درويش "منذ عدة أيام هناك ازدياد في الحشود العسكرية على الحدود. نحن نراقب الأمر وفي حالة استنفار".

وأشار إلى أن "دوريات التحالف لا تزال في مكانها ولم يتغير شيء بهذا الصدد"، مؤكدا "نحن جاهزون لصد أي هجوم" تشنه تركيا والفصائل الموالية لها.