منتجات العناية الشخصية تسمم حليب الأم

دراسة حديثة تجد ان موادا مثل المكياج وخيط الأسنان وصبغات الشعر لم تتسرب فقط الى الدم، بل وصلت إلى حليب الثدي، وبمستويات مرتفعة تُثير القلق.

لندن - كشفت دراسة حديثة أن الإفراط في استخدام منتجات العناية الشخصية، مثل المكياج وخيط الأسنان وصبغات الشعر، لدى النساء الحوامل يؤدي إلى ارتفاع مستويات "المواد الكيميائية الأبدية (PFAS)" السامة في دمائهن وحليب الثدي، مما يشكل خطراً صحياً جسيماً على الأطفال.

وبحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، شملت الدراسة ألفي امرأة، وتمت دراسة مدى استخدامهن لمنتجات العناية الشخصية مثل المكياج، وخيط الأسنان، وصبغات الشعر، ومنتجات العناية بالأظافر والعطور خلال فترة الحمل، مع فحص مستويات المواد الكيميائية الأبدية في دمائهن.

وأظهرت النتائج أن تلك المواد لم تقتصر على الدم، بل تسربت أيضاً إلى حليب الثدي، وبمستويات مرتفعة تُثير القلق.

ووصفت أمبر هول، الباحثة بجامعة براون والمشاركة في إعداد الدراسة، النتائج بأنها "مقلقة"، موضحة أن المستويات المرتفعة لهذه المواد خلال الحمل ترتبط بمشاكل مثل انخفاض الوزن عند الولادة، والولادة المبكرة، وقصر فترة الرضاعة، وتراجع القيمة الغذائية للحليب، واضطرابات في النمو العصبي، وضعف استجابة الأطفال للقاحات، وزيادة تعرضهم لمشاكل صحية مستدامة.

لا تتحلل بسهولة في البيئة

وأكدت هول أن النساء يمكنهن تقليل الخطر من خلال الحد من استخدام المنتجات غير الضرورية أثناء الحمل والرضاعة، واختيار منتجات خالية من المواد الكيميائية السامة، رغم صعوبة التعرف على وجود "المواد الكيميائية الأبدية" من الملصقات.

يُذكر أن "المواد الكيميائية الأبدية" هي مجموعة من حوالي 15 ألف مركب تُستخدم عادة في تصنيع المنتجات المقاومة للماء والبقع والحرارة. وقد سميت "الأبدية" لأنها لا تتحلل بسهولة في البيئة، وترتبط بأمراض خطيرة تشمل السرطان، وأمراض الكلى والكبد، واضطرابات المناعة، والعيوب الخلقية.

وحليب الأم يقلل من الالتهابات، ويقتل مسببات الأمراض، ويحسن صحة الجهاز المناعي لدى الأطفال. وفي الوقت الحالي، يتم دراسة بعض مكونات هذا الحليب البشري لعلاج بعض الحالات التي تصيب البالغين، مثل السرطان وأمراض القلب والتهاب المفاصل ومتلازمة القولون العصبي.

ولايزال التركيب الدقيق لحليب الأم غامضا بعض الشيء.