'منتدى التسامح' بالإمارات يؤسس لتعزيز التلاحم المجتمعي

من السلف إلى الخلف تستمر القيادة الإماراتية على خطى الأب المؤسس الشيخ زايد في تعزيز مسار قيم الاعتدال والتسامح والتصدي لخطابات الكراهية والتشدد والعصبية.

الإمارات تبني جُسور التواصل الحضاري وترسخ التلاحم المجتمعي
التسامح يحصن المجتمعات من التطرف والغلو
الإمارات اعتمدت مقاربة شاملة في نشر قيم الاعتدال والتسامح

أبوظبي - تُقدّم الإمارات نموذجا متميزا وتجربة رائدة في ترسيخ مفهوم التسامح والتعايش السلمي ضمن مقاربة فكرية شاملة لتحصين المجتمع من الغلو والتطرف ولتعزيز التلاحم الأسري والمجتمعي من خلال مبادرات وبرامج نوعية ومكثفة تصون الحريات وتعزز احترام وقبول الآخر.

و في هذا الإطار نظمت دار زايد للثقافة الإسلامية يوم الثلاثاء الدورة الثالثة لـ"منتدى التسامح" تحت شعار  "دور التسامح في التلاحم المجتمعي" وذلك على مسرح الأرشيف الوطني بأبوظبي، وفق وكالة الأنباء الإماراتية.

ويأتي تنظيم المنتدى الثالث للتسامح في إطار الجهود الإماراتية المستمرة لنشر قيم التسامح وترسيخ التعايش السلمي وتعزيز الترابط الاجتماعي.

وكانت الإمارات سباقة في نشر قيم التسامح ومكافحة التطرف والغلو وفق مقاربة استشرافية ركزت على تحصين المجتمع عبر ترسيخ قيم الاعتدال ونشر ثقافة الحوار وقبول الآخر في الوقت الذي تشهد فيه بعض دول المنطقة اضطرابات مدفوعة بالانغلاق والتشدد مع انتشار الفكر المتطرف الدخيل على الإسلام ومبادئ التعايش السلمي بين مكونات النسيج الاجتماعي.

كما عملت على توسيع جهودها بالشراكة مع محيطها الإقليمي والدولي في مواجهة التطرف للتصدي مبكرا للخطر الذي تمثله خطابات الكراهية والتشدد ونبذ الآخر على التعايش السلمي والأهلي بين مكونات المجتمعات، في الوقت الذي تستمر فيه منصات الإخوان الالكترونية ووسائل الإعلام القطرية في تأجيج الكراهية والدعاية للتشدد الديني.

وقالت الدكتورة نضال الطنيجي مدير عام دار زايد للثقافة الإسلامية إن هذا المنتدى يأتي استمرارا لسلسلة المنتديات المُتخصّصة التي تعقدها ضِمن مبادراتها ومشاريعها الإستراتيجية تَوافقا مع رؤية حكومة أبوظبي التي تهدف إلى إقامة مُجتمع آمن و واثق واقتصاد مستدام.

وأضافت أن منتدى التسامح لهذا العام يناقش دور قيم التسامح في تحقيق التلاحم المجتمعي وترسيخ هذا المفهوم من خلال ما يتمتّع به أفراد المُجتمع مِن مبادئ وقيم مرتبطة بالهوية الوطنية.

ويخوض المنتدى أيضا في مسائل تتعلق بدور الشراكة المجتمعية في تعزيز التلاحم وتعميق قيم التسامح والانفتاح لدى مُختلف شرائح المجتمع وإثراء المنصات الإعلامية والرقمية بقيم التّسامح والتلاحم المجتمعي بمشاركة نخبة مِن المتحدثين في مجالات التسامح والتلاحم المجتمعي يمثلون جهات حكومية وإعلامية عدة، بحسب مدير عام دار زايد للثقافة الإسلامية.

وقالت الطنيجي إن "التلاحم المجتمعي والتسامح الإنساني درع منيع يُحافظ به المجتمع على الرابط الذي يجمع شمله من خلال المعاني الإنسانية الإيجابية والتي تعتمد أساسا على روح المواطنة والولاء والتآخي والمرونة في العلاقات المتبادلة بين مُختلف أطياف المجتمع".

وأشارت إلى أن هذا "الأمر يستلزم الاتِّصاف بالتسامح والإيمان بالمستقبل المُشترك وقبول التعددية والانفتاح على الآخر وبذلك يُستدام فضاء مُشترك بين أطياف المجتمع كافة للعيش في وئام تام".

ومن السلف إلى الخلف تستمر القيادة الإماراتية على خطى الأب المؤسس الشيخ زايد آل نهيان في تعزيز مسار تعزيز قيم الاعتدال والتسامح والتصدي لخطابات الكراهية والعصبية وكل ما من شأنه أن يدفع للفرقة والفتنة وهي من مسببات زعزعة المجتمعات وتفكيك ترابطها.

و بحسب وكالة الأنباء الإماراتية فقد أعلن المنتدى توصياته حيث أكد المشاركون أن التسامح والتلاحم مفهومان متلازمان لا يتحقق أحدهما إلا بوجود الآخر.

 كما أكد المشاركون بالمنتدى أن التلاحم المجتمعي ما هو إلا نتيجة ومخرج من مخرجات التسامح كالسعادة والولاء والإنتاجية والازدهار، فالشعوب المتسامحة دينيا وثقافيا وعرفيا هي الشعوب الأكثر تطبيقا للتلاحم المجتمعي.