منظمات روسية تتهم موسكو بارتكاب فظاعات في سوريا

منظمة ميموريال الروسية ومنظمات أخرى غير حكومية تدعو إلى التحقيق في انتهاكات واسعة ارتكبها الجيش الروسي في سوريا بشكل مباشر أو من خلال دعمه لنظام يرتكب فظاعات بحق شعبه.
منظمات غير حكومية تريد توعية الروس حول تجاوزات بلادهم في سوريا
أول تقرير روسي مخصص للنزاع في سوريا يسلط الضوء على "المحرمات"

موسكو - دعت عدة مجموعات مدافعة عن حقوق الإنسان في تقرير نشر الجمعة، الروس إلى أخذ العلم بالتجاوزات التي ارتكبتها بلادهم منذ التدخل العسكري في سوريا.

وهذا التقرير وهو الأول لمنظمات غير حكومية روسية مخصص للنزاع السوري، نشر في الذكرى العاشرة للحرب في هذا البلد بهدف تسليط الضوء على ضحايا العمليات العسكرية الروسية وهو موضوع يعد من المحرمات في وسائل الإعلام الموالية للكرملين.

ونتائج هذا التقرير تناقض الخطاب الرسمي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يقول إن جيشه يخوض معركة لإنقاذ نظام الرئيس السوري بشار الأسد من "إرهابيين".

والتدخل الروسي في سوريا في سبتمبر/أيلول 2015 أدى إلى تغيير مسار الحرب لكن الثمن كان سقوط العديد من الضحايا المدنيين كما اعتبر التقرير الذي أعدته أبرز منظمة غير حكومية روسية "ميموريال" مع عدة منظمات أخرى.

والنص الواقع في مئتي صفحة يستشهد بأكثر من 150 شاهدا على أحداث في سوريا.

وقالت هذه المنظمات إن "الغالبية الساحقة ممن تحدثنا معهم لا يرون أن روسيا منقذة وإنما كقوة أجنبية مدمرة ساهم تدخلها العسكري والسياسي في تقوية مجرم الحرب على رأس بلادهم".

وأضاف النص أن "بعض الذين ردوا على الأسئلة كشفوا أنهم هم أو أقاربهم كانوا ضحايا القصف الروسي". وحث التقرير موسكو على إجراء تحقيقات مستقلة في القصف الذي قام به جيشها في سوريا ودفع تعويضات للضحايا.

ولم يتمكن معدو التقرير من دخول سوريا، لكنهم استجوبوا سوريين فروا من الحرب في لبنان والأردن وتركيا وألمانيا أو روسيا.

والوثيقة التي استغرق إعدادها عامين، تتهم موسكو بارتكاب تجاوزات عبر قصف مدنيين بشكل عشوائي أو مساندة نظام متهم بارتكاب فظاعات مثل استخدام أسلحة كيميائية أو استخدام سلاح التجويع ضد مدن محاصرة.

وقالت سيدة من سكان حي الوعر الذي كان معقلا للمعارضة في حمص (شرق) وخضع لحصار بين 2013 و 2016 ، إنه "بعد ستة أشهر من بدء القصف الروسي، كان هناك عدد ضحايا أكثر مما سجل خلال عامين من القصف السوري". وتزن هذه المرأة حاليا 33 كلغ.

وقال معدو التقرير إنهم يريدون أن يقرأ أكبر عدد ممكن من الروس تقريرهم وأن "يدركوا مسؤولياتهم في ما حصل باسمهم في سوريا".، مؤكدين "نشعر بالمرارة والخجل في الوقت نفسه من الطريقة التي ينظر بها السوريون الذين قابلناهم إلى الروس".