من أجل فهم أفضل لضخامة التعقيد

كتاب "كائن: فهم أفضل لضخامة التعقيد" يندرج في حقل دراسة الكائنات المجهرية وعلوم الأمراض.
كائنات لا تُرى بالعين المجردة ولكنّها تعيش في عالمها الخاص
العالم الميكروبي الذي لا يزال يرافقنا في حياتنا اليومية؛ سوف يحضر في هذا العمل الرائد 

بيروت ـ "في كل لحظة، وبغية أن نبقى أحياء، يتحتم على خلايانا أن تعرقل على نحو متواصل، بل متصاعد، شيئاً يريد أن يموت.
على الرف العلوي من خزانتي، وتحت زوجين من الجوارب الطويلة، تقبع كينونات مفزعة في صندوق بلاستيكي مهترئ. خلايا تكاثرية مدمرة لمريض يدعى آدم. مشهد تراجيدي مجمد على قطعة زجاجية رقيقة حادة الحواف. على مدى السنوات الماضية، ولغاية لا أعلمها، كنت لا أزال احتفظ بعينة آدم المشؤومة، إرثه الوحيد. إذا كان ثمة شيء آخر يمكن أن تقدمه إلينا تلك الكائنات القذرة غير المعاناة المروّعة والبؤس الإنساني، فهو التعريف الواضح للحياة عندما لا تكون هي الأصل، بل الموت".
يندرج كتاب "كائن: فهم أفضل لضخامة التعقيد" في حقل دراسة "الكائنات المجهرية" و"علوم الأمراض"، ويسعى مؤلفه يحيى عبيد إبراهيم الزعابي إلى إزاحة كل ما من شأنه أن يفصلنا عن رؤية الأشياء كما هي، خاصة تلك التي تشغل حيزاً صغيراً من الوجود... هي كائنات لا تُرى بالعين المجردة ولكنّها تعيش في عالمها الخاص إنّه "العالم الميكروبي"، الذي لا يزال يرافقنا في حياتنا اليومية؛ سوف يحضر في هذا العمل الرائد رِفقة جميع فيروساته التي أرعبت البشرية عبر العصور وأنهكت العلماء لإيجاد العلاج؛ كي يتمكن القارئ من استيعاب تلك المنهجية الفوضوية لآليات الجسم الدفاعية أثناء الغزو الفيروسي، وخاصة فيروس نقص المناعة البشري، ولهذا الغرض أحاط المؤلف بفروع العلوم المختلفة المتصلة بعلم الميكروبات ليتاح للقارئ رؤية المشهد الفعلي من خلال أعين الخلايا وليس وفقاً لِما يُمليه المتخصص فقط.
في ختام الكتاب يصل المؤلف إلى حقيقة مفادها: "نوعاً ما، قد يبدو أن فهم عمل الفيروسات المجهرية والخلايا البشرية أمراً يفوق قدرة استيعاب القارئ العام، وذلك لحاجته إلى بناء قاعدة علمية غزيرة تتماشى مع التعقيد البنيوي والوظيفي لتلك الكائنات الدقيقة. غير إن الإحاطة بعلوم الأمراض والمجهريات لن تغير من حقيقة التعقيد في شيء. ولأصدقكم القول: لن يظهر الفهم العميق وجهاً آخر غير الغموض".     
صدر الكتاب عن الدار العربية للعلوم ناشرون، وجاء في 264 صفحة.