من الصعب السيطرة على انتقال العدوى بفيروس كورونا بين الأشخاص

أي شخص مصاب بفيروس كورونا الغامض والجديد ينقل المرض إلى شخصين وثلاثة في المتوسط، والسلطات الصحية تطالب بنشر بيانات حوله لمعرفة أكثر الإجراءات الملائمة للحد منه.
'كورونا الجديد' ينتقل عبر الجو في حالات التنفس والعطس والسعال
'فيروس ووهان' يسبب الالتهاب الرئوي وفشل الكلى

لندن - أي شخص مصاب بفيروس كورونا ينقل هذا المرض إلى ما بين شخصين وثلاثة أشخاص في المتوسط بمعدل العدوى الحالي وذلك طبقا لما ذكره تحليلان علميان منفصلان لهذا الفيروس.
وقال العلماء الذين أجروا هذه الدراسات إن استمرار تفشي المرض بهذه الوتيرة يعتمد على كفاءة إجراءات الحد منه. ولكن يجب أن توقف إجراءات السيطرة على المرض انتقال العدوى في ما لا يقل عن 60 في المئة من الحالات حتى يمكن احتواء الوباء ووقف انتقال العدوى .
وقفز عدد حالات الوفاة بسبب تفشي فيروس كورونا إلى 41 حالة السبت مع إصابة أكثر من 1400 شخص بالمرض في شتى أنحاء العالم معظمهم في الصين.

ليس من الواضح في الوقت الحالي ما إذا كان يمكن احتواء هذا التفشي داخل الصين

وقال نيل فيرجسون اخصائي الأمراض المعدية في امبريال كوليدج بلندن والذي شارك في رئاسة إحدى الدراسات " ليس من الواضح في الوقت الحالي ما إذا كان يمكن احتواء هذا التفشي داخل الصين".
ويشير فريق فيرجسون إلى أن أربعة آلاف شخص في ووهان أصيبوا بالفيروس الغامض والجديد بالفعل بحلول 18 يناير/كانون الثاني وإن كل مصاب ينقل العدوى إلى اثنين أو ثلاثة في المتوسط. وقال العلماء "إذا استمر انتشار الوباء بلا توقف في ووهان نتوقع أن يصبح أكبر بكثير بحلول الرابع من فبراير/شباط". وقدروا أن يبلغ عدد المصابين بالمرض في مدينة ووهان الواقعة بوسط الصين والتي بدأ ظهور الفيروس فيها في ديسمبر/كانون الأول نحو 190 ألف شخص بحلول الرابع من فبراير/شباط.
وقالت راينا ماكنتاير رئيسة برنامج أبحاث الأمن البيولوجي في معهد كيربي بجامعة نيو ساوث ويلز في استراليا السبت إن اتساع نطاق العدوى في الأيام الأخيرة أمر يثير قلقا كبيرا.
وقالت "كلما امتدت الإصابة إلى مناطق أخرى من الصين كلما زاد خطر انتشارها عالميا". وأكدت استراليا وهي مقصد شعبي للزائرين من الصين أول أربع حالات إصابة بالفيروس في مسافرين قادمين من الصين وكلهم زاروا ووهان.
وقالت ماكنتاير " ما نحتاجه هو نشر قدر أكبر من البيانات بشأن عوامل الخطر والعدوى وفترة الحضانة وعلم الأوبئة حتى نستطيع معرفة أكثر الإجراءات ملائمة للحد من المرض ".
أعلنت مدينة ملاهي "ديزني لاند" في هونغ كونغ أنّها ستُغلق أبوابها بدءًا من الأحد وحتّى إشعار آخر، بسبب فيروس كورونا المستجدّ، وهو قرار اتُخذ غداة إعلان حال الطوارئ الصحّية القصوى في المدينة.
وقالت "ديزني لاند" في بيان "كإجراء احترازيّ، وتماشيًا مع جهود الوقاية في كلّ أنحاء هونغ كونغ، فإنّنا نُغلق حديقة ديزني لاند في هونغ كونغ موقتًا من أجل صحّة زوّارنا وموظّفينا واعلنت منافستها "اوشن بارك" أيضا إغلاق ابوابها.
وكانت رئيسة السلطة التنفيذية في المنطقة كاري لام أعلنت حالة الطوارئ القصوى في المدينة وأعلنت إجراءات مشددة للحد من انتشار الفيروس.
وجاءت هذه الإجراءات بينما ينتقد جزء من سكان هونغ كونغ إدارتها للأزمة، إذ دعا مسؤولون في المعارضة وخبراء إلى وقف أو على الأقل الحد من أعدادا القادمين من الصين القارية.
ولن تفتح المدارس والجامعات المغلقة حاليا بمناسبة عيد رأس السنة الصينية، أبوابها قبل السابع عشر من شباط/فبراير.
وألغيت سلسلة من النشاطات مثل الماراتون الذي كان يفترض أن ينظم في التاسع من شباط/فبراير.
ويشكل إغلاق مدينتي الملاهي ضربة قاسية لاقتصاد هونغ كونغ الذي يعاني أساسا من تبعات الأزمة السياسية التي تهز المنطقة منذ حزيران/يونيو، والحرب التجارية الصينية الأميركية.
وفي 2003، توفي نحو 300 شخص في هونغ كونغ بفيروس من السلالة نفسها ألحق اضرارا جسيمة باقتصاد المنطقة.
ووصف فلاديمير جيرينوفسكي، وهو نائب روسي، وزعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي، فيروس "كورونا الجديد" بأنه "استفزاز أميركي" للصين.
ويسمى فيروس "كورونا الجديد" بـ"فيروس ووهان"، لاكتشاف أول حالة إصابة به في هذه المدينة الصينية، يوم 12 ديسمبر/كانون أول.
وخلال اجتماع له مع طلاب ومدرّسين في معهد الحضارات العالمية بموسكو، قال جيرينوفسكي إن فيروس كورونا خطير، ويمتد بالفعل عبر جميع القارات، بحسب وكالة "سبوتنك" الروسية.
وينتقل الفيروس عبر الجو في حالات التنفس والعطس والسعال، وأول أعراضه هي ارتفاع درجة حرارة الجسم، وألم في الحنجرة، والسعال، وضيق بالتنفس، والإسهال، ثم في مرحلة متقدمة التهاب رئوي، وفشل في الكلى، وقد ينتهي بالوفاة.
ووضع جيرينوفسكي الفيروس في سياق الحرب الاقتصادية الراهنة بين البلدين، بقوله: "يخشى الأميركيون عدم قدرتهم على تجاوز الصين، أو على الأقل البقاء على قدم المساواة معها".
وتابع أن كل شيء سينتهي خلال شهر، معتبرًا أن هذا الفيروس "استفزاز أميركي" للصين.
وبينما لم يوضح ما يقصده بـ"الاستفزاز الأميركي"، اعتبر أنه ليس الأول من نوعه، مذكّرًا بـ"أنفلونزا الطيور" و"جنون البقر".
وقال إن أشخاصا، يعيش معظمهم في سويسرا، أصبحوا من أصحاب المليارات بفضل بيع علاج هذا الفيروس.
وحذّر الرئيس الصيني شي جينبينغ من أنّ الصين تواجه "وضعًا خطرًا"، عازيًا ذلك إلى "تسارع" انتشار وباء الالتهاب الرئوي الفيروسي رغم تعزيز الإجراءات المتخذة في سبيل كبحه.
وبدءاً من الإثنين، لن تتمكّن وكالات السفر الصينيّة من بيع حجوزات فنادق أو تنظيم رحلات جماعيّة، وفق ما أعلن التلفزيون الصيني.
وأعلنت سلطات أونتاريو الكنديّة السبت اكتشاف حالة يُشتبه بأنّها إصابة بفيروس كورونا المستجدّ، لدى رجلٍ في تورونتو عائد من الصين.
وقالت إيلين دي فيلا، المسؤولة في القطاع الصحّي في مدينة أونتاريو، خلال مؤتمر صحافي "لدينا أوّل حالة يُشتَبه بأنّها (إصابة) بفيروس كورونا المستجدّ هنا" في تورنتو. والمريض رجل خمسينيّ كان موجودًا في مدينة ووهان الصينيّة وأدخِل مستشفى سانيبروك في تورنتو لدى عودته وتمّ حاليًا عزله. وقالت السلطات إنه تمّ إرسال عيّنات إلى المختبر قبل تأكيد إصابة الرجل بالفيروس.
من جهتها، أعلنت فرنسا الجمعة عن ثلاث إصابات مؤكّدة لديها، قُدّمت على أنّها الأولى من نوعها في أوروبا.
كما أعلنت السلطات الفرنسيّة عن إرسالها اعتبارًا من الأحد "فريق استقبال طبّي" إلى مطار رواسي، للاعتناء بأيّ شخص يُظهر أعراض الإصابة.
من جهتها، أبلغت أستراليا السبت عن أربع إصابات على أراضيها، لدى أشخاص عادوا مؤخّراً من الصين.
وسُجّلت إصابات في ستّ دول آسيويّة وتمّ تأكيد وجود إصابة ثانية في الولايات المتحدة.
غير أنّ فحص الحالات الاولى يُشير إلى أنّ نسبة الوفيّات بهذا الفيروس الذي أُطلِق عليه اسم "2019-إن كو في"، مِن فصيلة كورونا، هي نسبة ضعيفة.
وقال الخبير لدى منظّمة الصحّة العالميّة الفرنسي يزدين يندانباناه وهو مَن تَكفّل بالحالات المسجّلة في فرنسا، إنّ نسبة الوفيّات "هي حتّى الآن دون 5 بالمئة".
وأضاف "بشكل عامّ، المرضى (المصابون بهذا الفيروس) هم بوَضع أقلّ خطورة من مصابي سارس" الذي كان خلّف 774 وفاة في العالم في 2002-2003 مع نسبة وفيّات بلغت 9,5 بالمئة.
دخلت الصين في السنة القمريّة الجديدة، وهو عام الجرذ، في ظلّ انتشار فيروس كورونا المستجدّ الذي بدأ في كانون الأول/ديسمبر من مدينة ووهان التي وُضعت تحت حجر صحّي.
وعند حدود منطقة الحجر الصحي، على بعد عشرين كيلومتراً نحو شرق وسط المدينة، أُرغمت سيّارات كانت تحاول عبور مركز دفع رسوم الطرق السريعة، على أن تستدير وتعود أدراجها. وارتفع عدد السكّان المعزولين إلى أكثر من 56 مليون نسمة.
في مدن صينية أخرى، أُلغيت احتفالات العام الجديد خصوصاً في بكين. وبدت العاصمة ومطاعمها خالية تماماً.
وأُغلق عدد كبير من المواقع السياحية التي تلقى إقبالاً على غرار المدينة المحرّمة وهي القصر الإمبراطوري القديم، وأقسام من سور الصين العظيم، بغية تقليص مخاطر العدوى.
وكتب ترامب على تويتر "الصين تعمل بجدّ لاحتواء فيروس كورونا. الولايات المتحدة تُقدّر حقًا جهودهم وشفافيّتهم"، مبديًا قناعته بأنّ الأمور "ستسير على ما يرام".
ولدى انتشار وباء سارس في مطلع الألفية الثالثة، اتُهمت الصين خصوصاً من جانب منظمة الصحة العالمية، بأنها لم تبلغ عن أولى حالات إصابة، الأمر الذي فاقم الأزمة.
هذه المرة، امتنعت المنظمة الأممية حتى الساعة عن إعلان "حال الطوارئ الصحية الدولية".