من بنك الريان الى جيوب المتشددين في بريطانيا والعالم

بريطانيا تحقق مع مجموعات من زبائن البنك المملوك لقطر للاشتباه بتمويل جماعات وشخصيات متطرفة في المملكة المتحدة وخارجها.
منظمة تراست الاسلامية لديها حسابات في بنك الريان
اربع منظمات 'خيرية' تغلق حساباتها في بنوك بريطانية كبرى
من زبائن البنك صندوق انتربال المحظور في الولايات المتحدة منذ 16 عاما
بنك الريان مرتبط بشخصيات تدافع عن الاعدام في قضايا الردة والزنا وتشجع زواج الاطفال

لندن – كشفت صحيفة التايمز الاثنين عن تحقيقات تجريها الحكومة البريطانية مع مجموعات من المتعاملين مع بنك مملوك لقطر للاشتباه بتمويل ودعم التشدد في بريطانيا وخارجها.
ويقدم بنك الريان وهو من أكبر البنوك الاسلامية في بريطانيا والمملوك بالكامل لمصرف الريان والصندوق السيادي القطري خدمات لأكثر من ثمانين الف زبون من بينهم 15 منظمة اسلامية مرخصة في بريطانيا لكن تثار حولها الشكوك.
وذكر تقرير التايمز البريطانية عددا من اسماء زبائن البنك المتورطين في دعم منظمات مرتبطة بجماعات متشددة في بريطانيا.
ومن زبائن البنك الذي يقع مقرة في برمنغهام، الصندوق الفلسطيني للإغاثة والتنمية (إنتربال)، وهو مؤسسة محظورة في الولايات المتحدة منذ 2003 بسبب شبهة تمويل حركة حماس.
وتتعامل مع البنك البريطاني ايضا منظمة تراست الإسلامية، التي تسعى إلى إحداث نظام سياسي واجتماعي متشدد في أوروبا من خلال قلب بُنى المجتمع، بحسب التايمز.
كما يمول البنك القطري قناة السلام او "بيس" الفضائية التي يتولاها الواعظ المتشدد ذاكر نائيك الذي كان يدعو علنا الى تحول المسلمين الى ارهابيين.

ذاكر نائيك: على المسلمين ان يتحولوا الى ارهابيين!
ذاكر نائيك: على المسلمين ان يتحولوا الى ارهابيين!

لكن المثير للانتباه في تقرير التايمز هو الصلات التي تربط هؤلاء الزبائن بحسابات بنكية في دول غربية اخرى. وذكرت الصحيفة ان عددا من الحسابات المرتبطة بهؤلاء الزبائن في الخارج تم تجميدها أو إغلاقها ضمن عمليات تدقيق أمني في تلك الدول.
وذكر متابعون ان هذا النشاط هو جزء من واجهات مصرفية قطرية منتشرة حول العالم تمول التشدد وتقدم غطاء له. 
ومن المرجح ان تكشف التحقيقات البريطانية عن علاقات متشابكة بين الحسابات المشبوهة في بنك الريان وأخرى في بنوك داخل وخارج المملكة المتحدة.
وقالت التايمز ان أربع مؤسسات، هي مسجد وثلاث جمعيات مرخصة على أنها "خيرية"، أغلقت حساباتها في مصارف مثل "اتش اس بي سي" و"باركليز" و"لويدز تي اس بي".
ويرتبط البنك بجمعيات وشخصيات اسلامية متشددة تدافع عن عقوبة الاعدام للردة والزنا وتشجع على زواج الاطفال وختان الاناث.

من المرجح ان تكشف التحقيقات عن علاقات متشابكة بين الحسابات المشبوهة في بنك الريان وأخرى في بنوك داخل وخارج بريطانيا

وتعيش قطر منذ أكثر من سنتين ازمة مع محيطها العربي بسبب تورطها في دعم وتمويل الارهاب، حين قطعت السعودية والامارات ومصر والبحرين علاقاتها مع قطر وفرضت عليها حظرا جويا وتجاريا.
وكان ذلك بعد سنوات من الجهود التي بذلتها خصوصا الامارات والسعودية داخل مجلس التعاون الخليجي، لتغيير سياسة قطر في دعم وتمويل الجماعات المتشددة في المنطقة.
وتدعم قطر الاخوان المسلمين وتستخدم اذرعها الاعلامية في الدفاع عن الجماعة المصنفة ارهابية في الدول الاربع المقاطعة.
وفي ختام تحقيق حكومي موسع، اعلنت بريطانيا قبل اربع سنوات ان الانتماء لجماعة الاخوان يعد مؤشرا ممكنا للتطرف لكنها احجمت عن تصنيف الجماعة منظمة ارهابية.
وقال التقرير آنذاك ان "العديد من اوجه عقيدة الاخوان المسلمين ونشاطاتها تتعارض مع القيم البريطانية كالديمقراطية وحكم القانون والحرية الشخصية والمساواة والاحترام المتبادل والتسامح مع الاديان والمعتقدات المختلفة."
وذكر دبلوماسي بريطاني سابق الاحد إن قطر تعمل بشكل ممنهج على دعم أصوات متشددة في بريطانيا.
واضاف جون جينيكنز الذي عمل في السابق سفيرا في عدد من دول الشرق الأوسط، ان الدعم القطري لهذه التنظيمات دفع باتجاه التطبيع مع الخطاب المتشدد في بريطانيا، وهو أمر يتعارض مع القيم الليبرالية التي تسري في بريطانيا "وجودها في بلدنا من بين أكبر التحديات التي نواجهها".
وذكر نائب عن حزب المحافظين إنه قد يقوم ببحث الدعم القطري للتطرف على نحو عاجل مع وزير الداخلية البريطاني.