من قال ان النوم في الفصل يعطل التعلم!

بيرن - يبحث متعلّمو اللغة على الدوام عن طرق جديدة لتطوير مهاراتهم وتسهيل عمليّة التعلّم عليهم. لكن هل خطر لك يومًا أنّك قادر على تعلّم لغة جديدة أثناء النوم؟!

ألم يحدث أن استمعت يومًا ما إلى أغنية قبل النوم، واستيقظت في اليوم التالي لتجدها ما تزال عالقة في رأسك؟

إن كان تذكّر كلمات أغنية سمعتها أثناء نومك أمرًا ممكنا، فلماذا إذن لا تستغلّ هذه الطريقة في تقوية لغتك الإنجليزية، أو تعلّم لغة ثانية مثلاً؟

الأمر ليس مزحة ولا ضربًا من الخيال، إذ أنّ العديد من الدراسات والبحوث، واخرها دراسة سويسرية، أجريت حول هذا الموضوع وأثبتت فعالية النوم في عملية التعلّم واكتساب المعارف الجديدة، خاصّة عندما يتعلّق الأمر بتعلّم اللغات.

وكشف باحثون في جامعة بيرن السويسرية أن البشر قادرون على استيعاب معلومات معقدة، مثل الكلمات ومعانيها، خلال النوم حين يكون العقل في حالة لا واعية.

وشرحوا ذلك بأنه بعد ساعة من الدخول في النوم، أظهرت تسجيلات التخطيط الدماغي أن أدمغة المشاركين في الدراسة لا تزال تظهر استجابات مميزة لكلمات حقيقية وأخرى وهمية.

وأسمعت البروفسور كاتارينا هينكه، أستاذة علم النفس بجامعة برن، وزميلاها مارك تسوست وزيمون روخ، أشخاصاً نائمين كلمات خيالية (ليس لها معنى ولا استخدام وليست موجودة في أي معجم) عبر سماعات، ونسبوا إلى هذه الكلمات معاني مختلفة.

استخدم الباحثون مع بعض المتطوعين كلمات معبرة عن شيء صغير مثل طائر، واستخدموا كلمات معبرة عن شيء كبير جداً مع أشخاص آخرين، مثل الفيل.

تبيَّن للباحثين أن الأشخاص الذين شاركوا في التجربة على سبيل التطوع، استطاعوا في 60% من الحالات، الإجابة عند استيقاظهم على الأسئلة عن معنى الكلمات الخيالية التي سمعوها في أثناء النوم.

ووصف رئيس الجمعية الألمانية لأبحاث النوم، بيتر يونغ، الدراسة بأنها رائدة، وقال إن أصحاب الدراسة برهنوا ولأول مرة على أن المخ يستطيع تعلم أشياء بشكل ترابطي خلال النوم ومن دون وعي.

ويمكن على ضوء هذه الدراسة تفسير سبب استيقاظنا عند سماع أسمائنا ونحن نائمون.