من يسمي الوزراء المسيحيين في حكومة الحريري

الحريري ينفي التفرد بتسمية الوزراء ويدعو الرئيس الى وضع المصالح الحزبية جانبا والتوقيع على مراسم تشكيل الحكومة.
مطالبة عون بـ"الثلث المعطل" تعطل تشكيل الحكومة
نبيه بري: دخلنا في النفق ولا أعرف كيف سنخرج منه. لقد أصبحنا في حال يرثى لها
مكتب الحريري: عون اختار اربعة اسماء لشخصيات مسيحية
الرئاسة اللبنانية: عون لم يسلم الحريري لائحة اسماء

بيروت – أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون الإثنين اعتراضه على "تفرد" رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بتسمية الوزراء وخصوصا المسيحيين، لكن الحريري نفى ودعا الرئيس الى وقف المطالبة بـ"ثلث معطل"، في اشارة الى موقف حزب الله حليف عون.
وياتي هذا التعثر في تشكيل الحكومة في وقت يعاني فيه لبنان من اخطر ازمة اقتصادية منذ عقود، وينتظر منه المجتمع الدولي المسارعة في تشكيل حكومة قادرة على اجراء اصلاحات تمهد لتدفق اموال المانحين التي يحتاجها هذا البلد بشدة.
 ووصف رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري في تصريحات نشرت الثلاثاء إن الطريق إلى تشكيل حكومة لبنانية جديدة مسدود بالكامل لكنه يأمل أن يتمكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من تقديم المساعدة في زيارته المرتقبة.
والأربعاء أعلن الحريري أنه قدم لميشال عون تشكيلة حكومية من 18 وزيرا من أصحاب الاختصاص بعيدا عن الانتماء الحزبي.
وأفادت الرئاسة اللبنانية في بيان ان "اعتراض الرئيس عون قائم على طريقة توزيع الحقائب على الطوائف ولم يجر البحث في الأسماء المقترحة".

 12 لقاء بين عون والحريري بلا جدوى
12 لقاء بين عون والحريري بلا جدوى

 وأضافت ان "عون اعترض على تفرد الحريري بتسمية الوزراء خصوصا المسيحيين دون الاتفاق مع رئيس الجمهورية والرئيس عون لم يطرح يوما أسماء حزبيين مرشحين للتوزير ولم يسلم رئيس الحكومة المكلف لائحة أسماء".

وأشار الرئاسة اللبنانية إلى أن "الصيغة الأخيرة التي طرحها الحريري لتشكيل الحكومة تختلف عن الصيغ التي سبق أن تشاور في شأنها مع عون".
لكن الحريري رد في بيان صادر عن مكتبه قائلا  ان رئيس الوزراء المكلف "تسلم لائحة من عون بأسماء المرشحين للتوزير في الاجتماع الثاني بينهما واختياره منها 4 أسماء لشخصيات مسيحية خلافا لما أورده بيان القصر عن تفرد الرئيس المكلف بتسمية الوزراء المسيحيين".

واضاف مكتب الحريري ان رئيس الوزراء المكلف "تسلم في الاجتماع الأخير مع فخامة الرئيس طرحاً محدداً لإعادة النظر في توزيع الحقائب والتواصل مع الكتل النيابية بما يفضي إلى تمثيلها في التشكيلة الحكومية".

الصيغة الأخيرة التي طرحها الحريري تختلف عن الصيغ التي سبق أن تشاور بشأنها مع عون

وأوضح البيان أن "الحريري التقى رئيس الجمهورية على مدى 12 مرة في محاولة حثيثة للوصول إلى تفاهم بشأن تشكيل الحكومة".
وقال البيان ايضا "ينتظر توقيع فخامة رئيس الجمهورية على مراسيم تشكيل الحكومة ووضع المصالح الحزبية التي تضغط عليه جانبا وأهمها المطالبة بثلث معطل لفريق حزبي واحد" في اشارة الى حزب الله الذي يهيمن وحلفاؤه على البرلمان.
من جهته، قال بري لصحيفة الجمهورية اللبنانية "دخلنا في النفق ولا أعرف كيف سنخرج منه. لقد أصبحنا في حال يرثى لها، والوضع الحكومي مسدود بالكامل".
واضاف بري وهو حليف لحزب الله المدعوم من إيران "أمّا لماذا هذا الانسداد؟ فبالتأكيد أنّ الجواب هو لدى رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، وإن شاء الله يتمكّن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من أن يفعل شيئاً في زيارته المقبلة، وما علينا سوى أن ننتظر".
ومن المقرر أن يزور ماكرون لبنان في وقت لاحق هذا الشهر في ثالث زيارة يقوم بها منذ انفجار المرفأ الذي فاقم الأزمة الاقتصادية. والانهيار الاقتصادي الناتج عن عقود من الفساد وسوء الإدارة تسبب في أسوأ أزمة يشهدها لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين 1975 و1990.
وفي 4 أغسطس/آب الماضي شهد مرفأ بيروت انفجارا كارثيا زاد الأوضاع سوءا في بلد يعاني أزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975: 1990) واستقطابا سياسيا حادا في مشهد تتصارع فيه مصالح دول إقليمية وغربية.
وكلّف عون في 22 أكتوبر/تشرين الأول الماضي الحريري بتشكيل حكومة عقب اعتذار سلفه مصطفى أديب لتعثر مهمته في تأليفها.
وستحل الحكومة المقبلة محل حكومة تصريف الأعمال برئاسة حسان دياب التي استقالت بعد 6 أيام من انفجار المرفأ.
وإذا تم تمرير حكومة الحريري فستكون هذه المرة الرابعة له على رأس الحكومة إذ تولى الأولى في 2009 والثانية عام 2016 بينما انهارت الثالثة في أكتوبر/تشرين الأول 2019 تحت ضغوط احتجاجات شعبية ليخلفه دياب.