مهاجمة قطر لرموز الإمارات قد تدفع أبوظبي للانسحاب من خليجي 24

السلوك القطري بمس رموز الإمارات سيعيد الدوحة إلى مربع التوتر ويبدد مساعيها لتبريد الخلافات.
مس قطر للرموز الإمارتية يبدد المساعي الخليجية لرأب الصدع
دعوات شعبية في الإمارات بالانسحاب من "خليجي 24' ردا على السلوك القطري "المشين"

لندن - ذكر مصدر دبلوماسي خليجي أن مهاجمة قطر لرموز إماراتية قد تدفع دولة الامارات العربية المتحدة الانسحاب من بطولة كأس الخليج العربي 'خليجي 24' المؤمل إقامتها في الدوحة الأسبوع المقبل.

وقال المصدر في تصريح لـ"ميدل ايست أونلاين" أن مس قطر الرموز الإماراتية يفند كل تعهدات الدوحة السابقة عن المصالحة الخليجية ويضع الجهود الخليجية لرأب الصدع في مهب الريح.

ويُذكر السلوك القطري الجديد بمواقف وتعهدات سابقة سعت إلى إعادة الدوحة للبيت الخليجي، بعد تعدها الالتزام بالوحدة وعدم دعم المجموعات المتطرفة والتدخل في الشأن الداخلي لدول الخليج، لكنها سرعان ما نكثت بوعودها، الأمر الذي دفع السعودية والإمارات والبحرين الى فرض قرار المقاطعة عام 2017.

مس قطر الرموز الإماراتية يفند كل تعهدات الدوحة السابقة عن المصالحة الخليجية

وتصاعدت المطالبات الشعبية في الإمارات بالانسحاب من البطولة، إثر السلوك القطري الذي وصفه النشطاء بالمشين.

وطالب نشطاء إماراتيون الانسحاب الفوري لمنتخب بلادهم من 'خليجي 24' ردا على المس  القطري لرموز تمثل الإماراتيين جميعا.

واعتبر المصدر الدبلوماسي أن السلوك القطري بمس رموز الإمارات سيعيد الدوحة إلى مربع التوتر، ويبدد مساعيها ووساطاتها لتبريد الخلافات مع دول المقاطعة، وخاصة مع السعودية، التي لا يمكن أن تقبل، بأي شكل، انزلاق قطر إلى مواقف تهدد الأمن القومي لدول مجلس التعاون.
وسيعطي موقف الدوحة زخما جديدا لخيار المقاطعة الذي اتخذته السعودية والإمارات ومصر والبحرين بسبب مواقف قطر المنافية للوحدة الخليجية فسواء ما تعلق بدعم الجماعات الإرهابية، أو في بناء علاقات خارجية (مع إيران وتركيا) تمس من أمن دول المجلس ومصالحها.

وقبلت الدول الخليجية المقاطعة لقطر (السعودية والإمارات والبحرين) المشاركة في كأس الخليج العربي لكرة القدم 'خليجي 24' التي تستضيفها الدوحة، في محاولة لدفع الدوحة الى المبادرة في اتخاذ خطوات جادة لإظهار حسن نواياها في ما يتعلق بتنفيذ الشروط الثلاثة عشر المطلوبة منها.

وتتهم دول المقاطعة الأربع، قطر بدعم الإرهاب والتقارب مع إيران. وكانت محاولات سابقة لحل الأزمة، قادتها الكويت والولايات المتحدة، قد باءت بالفشل في ظل استمرار الدوحة في مناوراتها لربح الوقت.

وسبق وأن أكدت السعودية أنه لن يكون هناك حلّ للأزمة الخليجية إلا عبر استجابة قطر لمطالب الدول الأربع وتوقّفها عن دعم الإرهاب واحتضان المتطرفين وكفّ تدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول الأربع لتصبح جارا وشريكا وثيقا.

واستغلت قطر قرار الدول الثلاث في المشاركة بخليجي 24، للإيحاء بانها في طريقها الى الخروج

من الإحساس بالإهمال، الذي كان أكثر ما يؤذيها، وهو ما يفسر “التنازلات” التي تقدمها بخفض التصعيد الإعلام، لكنها سرعان ما عادت إلى سلوكها الاستفزازي السائد، عبر مسها رموز إماراتية يكرر مواقف سابقة عن نكث تعهداتها بالالتزام باللحمة الخليجية وعدم التحريض على جيرانها.

وسبق لقطر أن تعهدت عام 2013 بالالتزام بالموقف الخليجي الموحد في اتفاق وقعه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بحضور العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لكنها تراجعت عن وعودها عبر قيامها بدعم مجموعات إرهابية والتحريض على حكومات السعودية والإمارات والبحرين. الأمر الذي دفع الدول الثلاث الى فرض قرار المقاطعة مطلع يونيو عام 2017.

وتقول أوساط خليجية مطلعة إنه إذا نظرت الدوحة إلى التظاهرة الرياضية على أنها "تنازل" أو "تطبيع" معها تحت مسوغ التحولات الإقليمية، فإنها تكون قد أخطأت الفهم، وأنها تعطي مبررا جديدا للاستمرار في المقاطعة بنفس الروح والأداء بعيد المدى.

وسبق وأن ذكر بيان رسمي سعودي إن الدوحة عملت سرا وعلنا منذ عام 1995 ضد السعودية، مشيرا إلى أن الرياض اتخذت قرار المقاطعة نتيجة الانتهاكات الجسيمة التي تمارسها السلطات في الدوحة، والدعوة إلى الخروج على الدولة، والمساس بسيادتها، واحتضان جماعات إرهابية، منها جماعة الإخوان وداعش والقاعدة، والترويج لأدبيات ومخططات هذه الجماعات عبر وسائل إعلامها بشكل دائم.