مهرجان أفلام السعودية يسدل الستار على دورته السابعة

فيلم 'حد الطار' يحصد جائزة النخلة الذهبية لأفضل فيلم طويل بينما حصل فيلم 'الطائر الصغير' على جائزة أفضل فيلم قصير.

الرياض - اختتم مساء الأربعاء مهرجان أفلام السعودية في دورته السابعة الذي يأتي بتنظيم جمعية الثقافة والفنون بالدمام وبالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "اثراء" وبدعم من هيئة الأفلام بوزارة الثقافة.

واعلن المهرجان الذي استمر و سبعة أيام خلال حفله الختامي أسماء الفائزين بجوائز النخلة الذهبية.

وحصد النخلة الذهبية فيلم "حد الطار" لأفضل فيلم طويل، بينما حصل فيلم "الطائر الصغير" على جائزة أفضل فيلم قصير وحصد فيلم "حكاية روشانة" جائزة أفضل فيلم وثائقي. 

وفاز بجائزة جبل طويق لأفضل فيلم تعبيراً عن مدينة سعودية فيلم "حد الطار" عن مدينة الرياض للمخرج عبدالعزيز الشلاحي، أما جائزة عبدالله المحسين للفيلم الأول فذهبت للمخرج سلطان ربيع عن فيلم "بيضة تمردت"

وذهبت جائزة النخلة الذهبية لأفضل ممثل لمشعل المطيري بطل فيلم "أربعون عاماً وليلة"، وحصلت البطلة الصغيرة بسيمة الحجار بطلة فيلم "سيدة البحر" على جائزة النخلة الذهبية لأحسن ممثلة.

وفاز بجائزة النخلة الذهبية لأفضل موسيقى فيلم "أربعون عاماً وليلة"، وفاز بجائزة أفضل تصوير سينمائي فيلم "سيدة البحر" للمخرجة شهد أمين.

أما جائزة لجنة التحكيم فكانت من نصيب فيلم "أربعون عاماً وليلة" للمخرج محمد الهليل.

وتميّزت هذه الدورة بتجربة هجينة ببرامج على أرض الواقع وبرامج تبثّ على قناة المهرجان الرسمية على منصة اليوتيوب.

كرّم المهرجان في دورته الحالية المخرج والمنتج السعودي مأمون حسن والمخرج البحريني بسّام الذوادي وتم اصدار لكل منهما فيلم وكتاب يحكي سيرته الذاتية في صناعة السينما. 

ولاحظ المهرجان هذا العام قفزة في جودة المشاركات المتقدمة بالرغم من الظروف التي مرّ بها العالم العام المنصرم، حيث سجّل المهرجان 405 مشاركة ، ما بين 89 فيلم و 316 سيناريو غير منفّذ.

عرض المهرجان 14 فيلم مرشح للمسابقات و 22 عرض موازٍ قدّمها 27 مخرج و9 مخرجات بالإضافة إلى عروض الأفلام الخليجية وصنّفت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع جميع الأفلام، ليستمتع الحضور بثلاثين ساعة من الأفلام السعودية والخليجية، والتي قام على تقييمها لجنة التحكيم المختارة التي يرأسها المخرج السعودي علي الكلثمي بالإضافة إلى الممثلة والمنتجة المصرية بشرى والمخرجة التونسية كوثر بن هنيّة والممثل منذر الرياحنة والناقدة السينمائية الأمريكية ديبورا يونق.

وفي مسابقة أفضل 5 سيناريو تقدّم 254 سيناريو مرشح للمسابقة بإجمالي عدد صفحات 10817 حيث راجعت لجنة التحكيم يرأسها الروائي والكاتب السعودي سعد الدوسري وأعضاء اللجنة الكاتب السعودي محمد البشير والناقد السعودي رجا ساير المطيري 120 سيناريو قصير و 134 سيناريو طويل شاركها 195 كاتب و59 كاتبة.

وأشاد مدير المهرجان أحمد الملا بفريق العمل متعهدًا أن يظل المهرجان في صعود كما يليق بإنتاج المبدعين.

وقال "هذا التطور المشهود في الأفلام السعودية هو ما يحرضنا على تطوير أدوات المهرجان لنقترب من أحلامكم، فريق العمل المشترك بين جمعية الثقافة والفنون بالدمام برفقة مديرها يوسف الحربي وزملائه، ومركز إثراء بقيادة حسين حنبظاظة وفريق إثراء الثري، ومساندة فريق هيئة الأفلام بوزارة الثقافة بمتابعة دؤوبة من المبدع عبدالله آل عياف، ومنظومة تشاركت وقدمت خلاصة جهدها في مهرجان يعدكم بدورة ثامنة في لمح البصر".

وتابع "طاقة الحب تشبه النار، علامة أصيلة في علوم الصحراء السعودية، للنار دلالاتها، ونداؤها يستجلب التائه، ويدل الغريب ويستدرج الضيف ليكرمه دون سؤال، النار عمود الخيمة، هي البيت والمأوى، كأنما إبقاء النار وقّادة، هي إشارة إلى الترحال الأبدي".

وأضاف "من هذا المخيال ابتكر المهرجانُ ثيمته لهذه الدورةالسابعة، إشارة انتباه للقريب المتروك في عتمة الاعتياد، وكما هي شبة النار، أقول معكم لمهرجان أفلام السعودية الذي منحنا طاقة الحب وتلاقت فيه الأرواح الحرة: 'عسى نارك ما تنطفي'".

وقال مدير مركز "إثراء" حسين حنبظاظة "شهد المهرجان 7 أيام متواصلة مملوءة بتبادل الأفكار والخبرات والكثير من الشغف، بشراكة فريدة مع جمعية الثقافة والفنون بالدمام، وبدعمٍ كبير من هيئة الأفلام في وزارة الثقافة".

وأضاف "تشاركنا معكم روعة السرد وأبجديات المعرفة وجمالية الصورة، في أهم حدث ثقافي سنوي يلتقي فيه أجود صنّاع الأفلام، ويُحتفى بإنتاجهم تحت مظلة واحدة، فتنوُّع المضمون وزخمُ الفنون، بدءًا من العمل الفني المستوحى تفاصيله من جبل طويق الشامخ في قلب الصحراء والذي استقبل روّاد المهرجان لحظة وصولهم إثراء، انتهاءً بالقاعات المخصصة لعرض الأفلام في السينما والمسرح، لتتحول كل زوايا المركز إلى لوحةٍ فنيةٍ باذخة الجمال متخذةً السينما لغةً لها، جسّدتها عطاءات متدفقة ونهرٌ من الإبداع المتواصل قدمه المشاركون من فنانين ومخرجين ومصورين وكتّاب سيناريو وسوق إنتاج".

ووصف المهرجان بأنه "تظاهرة ثقافية فنيّة رائدة صارت تحجز مكانًا لها في جدول المهرجانات والفعاليات السينمائية الإقليمية، لتظهر ما يحمله الشباب السعودي من إبداع متجدد ونظرة فنيّة خلاّقة وتصوّرات عالية لأبعاد هذا الفن السابع في ترتيبه والأول في تأثيره، كأداة تشكيل وصياغة لوعي الأفراد والمجتمعات، راسمًا الإبهار في أعين متابعيه وناقلًا لحضارة وثقافة الشعوب، وهي النافذة التي نطل بها على العالم بثقافتنا الأصيلة وإرثنا العميق". 

وهنأ حنبظاظة الفائزين مشيرًا إلى أن "نتاجهم مشهود له بالجهد الدؤوب الذي بذله الروّاد والفنانون في صناعة الدهشة والمتعة بجميع أنواعها سمعية وبصرية، وذهنية وجمالية، مثمنًا هذه الخطوات التي باتت تسلك طريقها نحو النجومية والعالمية".

وأكد أهمية دعـم أي تجمع سينمائي سعودي خليجي، "يصبو إلى خلق صناعة سعودية واعدة في قطاع الأفلام، فالمهرجانات ليست فقـط لعرض الأفلام وإنما للتثقيف واكتشاف الآخر والتعاون معه ومحاكاة الثقافات الأخرى وسبر أغوارها." 

وأوضح مدير برنامج سوق الإنتاج عبدالجليل الناصر إن البرنامج استطاع أن يستقطب 24 جهة إنتاج محلية وإقليمية تبحث عن مشاريع وصناع أفلام طويلة من داخل المملكة ومن عمق ثقافتها مشيرًا إلى أنه نظم طوال أيام المهرجان 14 جلسة ربطت بشكل مباشر جهات الإنتاج بأصحاب المشاريع، قدم خلالها 80 عرضًا لمشاريع أفلام طويلة روائية وثائقية ومتحركة.

"وناقشت جهات الإنتاج الكتاب والمخرجين والمنتجين خلال هذه العروض لبحث الجدوى الفنية والاقتصادية واللوجستية لهذه المشاريع، وأسهمت إدارة برنامج سوق الإنتاج في تقريب وجهات النظر، وبحث فرص عقد اتفاقيات لتطوير أو إنتاج هذه الأفلام، كما عمل البرنامج أيضًا على بحث تسويق وتوزيع أفلام المهرجان".

و"يسرنا أن نعلن أنه تم توقيع عقود توزيع 10 أفلام عرضت في المسابقة الرسمية والبرنامج الموازي للمهرجان، كما وقعت عدة جهات شركات اتفاقيات تطوير مشاريع الأفلام للكتاب مشروع فيلم دم للكاتب طلال عواجي،مشروع فيلم ثارة صنوان ل عبدالله سالم، ومشروع فيلم 'أوان' لـ عبدالعزيز النجيم، واتفاقية تسويق حقوق الملكية الفكرية لمشروع فيلم النقطة العاشرة لـ عقيل الخميس، ومشروع فيلم 'سطحي' لـ منصور أسد، ومشروع فيلم "يأجوج و مأجوج" لـ فهمي فرحات".

وأضاف الناصر" عمل البرنامج على تأسيس شراكة استراتيجية مع الهيئة السعودية للملكية الفكرية، التي أسهمت بشكل كبير في برنامج سوق الإنتاج عبر حضور 45 جلسة عرض جمعت صناع الأفلام بجهات الإنتاج، واستطاعت الهيئة من خلالها فهم آلية التبادل الفكري والنقاشات التي تتم في المراحل الأولية في صناعة الفيلم".

كما وجه الناصر شكره لكافة الجهات التي أسهمت في نجاح البرنامج، مشيرًا إلى تطلعهم للعمل مجددًا.