مهرجان القاهرة السينمائي يناقش فرص الصناعة في السينما السعودية
القاهرة - في إطار فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما، أقام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الخامسة والأربعين ندوة بعنوان "التحديات والفرص في صناعة السينما السعودية" سلطت الضوء على التطور السريع لصناعة السينما في المملكة العربية السعودية وتناولت التحديات والفرص التي نشأت نتيجة لازدهار هذه الصناعة في السنوات الأخيرة.
واستعرض أبرز صناع السينما السعوديين منهم المخرجة هند الفهاد والكاتب والمخرج عبدالمحسن الضبعان والمخرج أسامة الخريجي والكاتبة والمخرجة جواهر العامري سبل التعامل مع التحديات الثقافية والرقابية في صناعة السينما السعودية، بالإضافة إلى موضوعات تمويل الأفلام والإمكانات المتاحة في الأسواق الدولية والمبادرات الحكومية السعودية الداعمة لصناعة السينما، وكيفية تأثيرها في تشكيل مستقبل السينما في المملكة.
المُخرجة هند الفهاد انطلقت من تجربتها في عالم الإخراج السينمائي في تحليلها للتحديات والفرص المهمة التي أثرت في مسيرتها وأبرزت نمو وازدهار هذه الصناعة، قائلة إنها من الجيل الأول الذي تعلم السينما بالطريقة الصعبة عن طريق التجربة ومواجهة الخطأ والمحاولة لإيجاد الحل.
وأضافت الفهاد أنها لم تدرس السينما وكان شغفها بالتصوير، حيث أنجزت مشروع صور فوتوغرافية بعنوان "من أنا" تعبر عنها، إلا أنها أدركت أن الصورة لم تعد تكفيها. وكانت أولى المصاعب التي واجهتها هي البحث عن فريق عمل، حيث كانت حينها المهرجانات السينمائية هي المكان الوحيد الذي يجتمع فيه كل عشاق السينما، بحسب مجلة سيدتي.
بدايات المخرجة السعودية كانت محفوفة بكثير من التحديات والانطلاقة كانت من خلال الأفلام القصيرة التي لا تتجاوز أحداثها 3 دقائق، وقامت لوحدها بالتصوير وتدريب الممثلة واختيار مكان التصوير، فكانت تبحث بنفسها عن تفاصيل صناعة الفيلم مما أخر دخولها المجال، وفق المصدر ذاته.
وأكدت هند الفهاد أنهم يمرون بمرحلة هامة وجادة في صناعة السينما، حيث تشهد السينما السعودية نقلة كبيرة ما بين الاستوديوهات وتهيئة الكوادر ما انعكس بشكل كبير على صناع الأفلام.
وناقش المنتج والمخرج السعودي أسامة الخريجي الجهات السعودية الداعمة لصناعة الأفلام ومن أبرزها وزارة الثقافة السعودية وهيئة الأفلام وعدد من الصناديق الداعمة لصناعة الأفلام السينمائية وأيضاً برنامج "ضوء" لدعم الأفلام و "اليوم"، بالإضافة الى صندوق مؤسسة البحر الأحمر و"إثراء" والعديد من الصناديق التي تكون حلقة الوصل بين صانع الأفلام والجهات الممولة.
وأوضح الخريجي أن سوق السينما السعودية تدرج في النمو ووصل منذ عودة افتتاح قاعات العرض في 2018 إلى تحقيق رقم مهم حتى للأفلام غير السعودية ولا سيما الأفلام المصرية التي حققت بين 30 و40 في المئة من إيراداتها في المملكة، كذلك أفلام هوليوود التي تراوحت إيراداتها بين 3 و7 في المئة في السوق السعودي، بالإضافة الى الأفلام الأميركية بـ7 في المئة.
وأشار إلى أن أسلوب الحياة في المملكة يدعو للتفاؤل بأن السينما مازال لديها حضورا سواء بدور العرض أو المنصات الرقمية، لافتا إلى أن هناك حماسا من المستثمرين والمُنتجين لإنتاج أفلام سعودية خاصة منذ طرح فيلم "سطار" في عام 2022.
وتعيش السينما السعودية انتعاشة كبيرة على ضوء الانفتاح الذي يقوده ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ضمن رؤية "السعودية 2030"، حيث انطلقت المملكة في السنوات الأخيرة في إصلاحات عديدة شملت دعم المبدعين السعوديين، بالإضافة إلى التوجه نحو رفع الحظر عن القاعات السينمائية وتأسيس دور عرض جديدة، إلى جانب تنظيم فعاليات ترفيهية وثقافية.
وكشفت بيانات رسمية في التقرير النصف سنوي لهيئة الأفلام السعودية في سبتمبر/أيلول الماضي عن تصدر قطاع السينما المراكز الأولى على مستوى الشرق الأوسط، موضحة أن 65 دور عرض سينمائي في السعودية موزعة على 21 مدينة حققت إيرادات بلغت 4.2 مليار ريال (1.12 مليار دولار)، منذ تدشين أول دار عرض في أبريل/نيسان 2018 حتى نهاية أغسطس/آب من العام الجاري.