مهرجان المسرح بتطوان ينطلق بتكريم فناني 'أب الفنون'
تطوان (المغرب) - انطلقت بمدينة تطوان، الجمعة، فعاليات الدورة الرابعة والعشرين للمهرجان الوطني للمسرح والتي ستتواصل إلى غاية التاسع والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بحضور مسؤولين ومنتخبين وفاعلين ثقافيين.
وتميز حفل الافتتاح بتكريم ثلة من الفنانين الذين بصموا المشهد المسرحي المغربي على مدى عقود، ويتعلق الأمر بمحمد الشوبي ومحمد الدرهم وحجرية عمارة والزبير بن بوشتى وحسن بديدة، وكذا بتقديم لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان.
وأكد وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد في كلمة بالمناسبة أن المسرح هو قلب الثقافة النابض وأداة دبلوماسية لتصدير الثقافة المغربية إلى الخارج، قائلا إن المسرح المغربي "أب الفنون" الذي نعتبره قاطرة باقي الفنون، مبرزا أن "المسرح مرآة للمجتمع ويعالج قضايا المغاربة وهمومهم من زوايا مختلفة".
ولفت إلى أن المسرح "مشروع فني متكامل، يضم السينوغرافيا والكتابة والديكور والتشخيص والإخراج، مما يعني منظومة اقتصادية متكاملة في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية".
ومن هذا المنطلق، ذكر الوزير بأن "الاهتمام بتطوير المسرح المغربي كان دائما ضمن الأولويات حتى يكون مصدر إلهام لباقي الفنون"، مضيفا لقد "اشتغلنا مع الفاعلين والمهنيين على تقوية أسس صناعة ثقافية صلبة، تنتصر للموروث الثقافي المغربي بما قد نصطلح عليه بـ'تمغرابيت'، والذي يظل المسرح جزءا أساسيا منها، كمنظومة إبداعية شاملة، نراهن عليها لمواكبة كل التحولات التي تعرفها بلادنا".
وشدد على أن المسرح المغربي يعول عليه دوليا كأداة للدبلوماسية الثقافية لبلوغ نتائج إيجابية وتصدير الثقافة المغربية للخارج، منوها بأن المسرح المغربي يشهد تطورا ملحوظا سنويا، وانعقاد هذا المهرجان مناسبة للإشادة بعمل الفرق المسرحية وبجميع المتدخلين.
وأوضح أن المنجزات التي بات يحققها المسرح المغربي، إقليميا وعربيا ودوليا، تشكل حافزا للعمل وبذل المزيد من الجهود للحفاظ ولتطوير المسرح المغربي وإعطائه مكانته في الصناعات الثقافية والإبداعية.
وجدد بنسعيد التأكيد على أن الوزارة ستواصل "دعم المبادرات المسرحية الهادفة، وتشجيع إحياء مسرح الهواة، وتشجيع الأعمال المسرحية والفرق على مستوى دور الثقافة والشباب وغيرها من الأفكار التي أعطت أعلام مسرحية كبرى نفتخر بها"، داعيا إلى مواصلة الجهود لتطوير المسرح المغربي، من خلال التكوين والأبحاث المسرحية، لاسيما على مستوى السينوغرافيا والتشخيص.
ويعد المهرجان الوطني موعدا سنويا للاحتفال بالمسرح المغربي، والمسرحيين المغاربة، تحرص الوزارة على ضمان استمراريته، وفق بنسعيد، متابعا أن المهرجان فرصة أيضا لتقديم حصيلة العمل والتفكير في مستقبل المسرح المغربي عبر برنامج الأنشطة الغني خلال هذه التظاهرة.
ويشتغل المهرجان هذا العام على أرشيف المسرح المغربي انطلاقا من موقع الكتاب، وتنظيم ندوات فكرية بحضور نقاد ومختصين ومهتمين بالمسرح المغربي، وفق المدير الفني للمهرجان الوطني للمسرح محمود الشاهدي.
وقال الشاهدي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن دورة هذه السنة، وعلى غرار الدورات السابقة، فرصة للانفتاح على مسرح الشارع وعلى جمهور مدينة تطوان، والاشتغال على ورشات تكوينية، ومناسبة أمام الشباب لتقديم باكورة أعمالهم المسرحية الخاصة في مجال الإخراج.
وأعرب الفنان المحتفى به، محمد الشوبي، في تصريح مماثل عن سعادته بهذا التكريم إلى جانب وجوه أعطت الكثير للمسرح المغربي، معتبرا أن التكريم احتفاء بجميع الأجيال التي اشتغل إلى جوارها على ركح المسرح انطلاقا من جيل الرواد وصولا إلى الشباب الذي سكنه حب أب الفنون.
ووصف الفنان محمد الدرهم التكريم بـ"المفاجأة" لكونه كان دائم الاشتغال في الظل، مشيدا بتواصل انعقاد المهرجان الوطني للمسرح الذي كان دوما مطلبا للفعاليات الثقافية بالمغرب.
ويعرف برنامج عروض المسابقة الرسمية لهذه الدورة تقديم 12 عرضا مسرحيا، و4 عروض لمسرح الشارع بساحة الفدان الجديد وسط مدينة تطوان، و5 عروض مسرحية موازية في فقرة "أول إخراج"، و5 عروض بمسرح رياض السلطان بطنجة، فضلا عن تنظيم حفلات توقيع الإصدارات للمسرحية.
وعلى مستوى الندوات الفكرية، فقد تمت برمجة ندوة حول "السينوغراف وأسئلة الإبداع المسرحي بالمغرب"، والتي ستتوزع أشغالها على أربع جلسات فكرية تتمثل في "علاقة السينوغراف بالمخرج" و"علاقة السينوغراف بالمتفرج" و"علاقة السينوغراف بالكاتب" و"علاقة السينوغراف بالممثل".
وتتألف لجنة تحكيم عروض المسابقة الرسمية للمهرجان من أحمد بدري وعبدالكبير الركاكنة وبوسرحان الزيتوني وعز الدين بونيت وفؤاد أزروال وأمال بنعياد وأسماء لقماني، بينما ضمت لجنة انتقاء عروض المسابقة الرسمية كلا من الحسن النفالي واحمد طنيش وعادل مديح وسيدي رضوان الشرقاوي ورفيقة بنميمون ووسيلة صابحي ورحمة الناجي.