مهندس الإصلاحات السياسية يرفض الانضمام لمبادرة بن صالح

رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق مولود حمروش يتحدث عن تهديدات تتربص بالجزائر، داعيا السلطة الحاكمة إلى التفاعل مع مطالب الحراك الشعبي وتعبئة البلاد تفاديا لوقوعها في "فخاخ الفوضى".

مهندس الإصلاحات السياسية في الجزائر يحذر من الانزلاق في الفوضى
حمروش يرفض الانضمام لفريق الحوار الوطني
مبادرة بن عبدالقادر بن صالح للحوار الوطني تراوح مكانها

الجزائر - أعلن رئيس الوزراء الجزائري الأسبق مولود حمروش الذي ترأس الحكومة الجزائرية بين عامي 1989-1991، اليوم الاثنين رفضه الانضمام إلى فريق الحوار المكلف من قبل رئاسة الدولة بوضع خارطة طريق للخروج من الأزمة.

وقال حمروش في بيان نقلته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، إنه يؤكد مرة أخرى عدم ترشحه "لأية هيئة انتقالية ولأي انتخاب".

وكان فريق لجنة الحوار قد وجه الأحد "نداء" لـ 23 شخصية من بينها حمروش، من أجل الالتحاق بها والمساهمة في إدارة الحوار مع مختلف الفعاليات السياسية والاجتماعية للتوافق حول خارطة طريق تفضي إلى تنظيم انتخابات رئاسية في أقرب الآجال.

والخميس الماضي كشفت الرئاسة الجزائرية في بيان عن قائمة من 6 شخصيات مستقلة للإشراف على جلسات حوار لتهيئة الظروف لإجراء انتخابات رئاسية في أقرب وقت.

وقال حمروش في بيانه "أذكر أعضاء مجموعة الحوار والمنتديات الأخرى بتصريحي الصادر يوم 18 أبريل (نيسان) والذي أكدت من خلاله أنني لن أكون مرشحا لأية هيئة انتقالية محتملة ولأي انتخاب".

وفي تعليقه على الوضع السائد، اعتبر السياسي الملقب في بلاده بـ"مهندس الإصلاحات السياسية" أن البلاد "لازالت عرضة لتهديدات (لم يوضح طبيعتها)"، داعيا في الوقت نفسه صناع القرار إلى الاستجابة لمطالب الحراك الشعبي.

وأضاف حمروش "الحركة الوحدوية والسلمية للشعب ومنذ 22 فبراير(شباط) أبطلت، بصفة مؤقتة، مجموعة من عوامل زعزعة الاستقرار كما أوقفت تهديدات وشيكة".

وتابع "هذه التهديدات لم تزل بعد وهي في طور التكوين" لذلك استوجب "على من يمسكون بمقاليد الحكم، التحرك من أجل الاستجابة للحراك وتعبئة البلاد تفاديا لوقوعها في فخاخ الفوضى".

ويلقب حمروش في الجزائر بـ"مهندس الإصلاحات السياسية"، التي أطلقتها البلاد عام 1989 وأنهت فترة حكم الحزب الواحد واحتكار الدولة للاقتصاد كما أنه نفى في تصريحات سابقة، معلومات حول استعداده لخلافة بوتفليقة أو قيادة المرحلة الانتقالية.

وقاد حمروش الحكومة بين سبتمبر/أيلول 1989 ويونيو/حزيران 1991، قبل أن تدخل الجزائر في موجة عنف، إثر إلغاء الجيش لنتائج الجولة الأولى من انتخابات برلمانية فاز فيها حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ (الفيس) المحظور حاليا.

وترشح حمروش لانتخابات الرئاسة الجزائرية عام 1999، منافسا لبوتفليقة، لكنه انسحب رفقة 5 مرشحين آخرين من السباق في آخر لحظة بدعوى اكتشاف دلائل لتزوير النتائج لصالح بوتفليقة.

ومنذ ذلك الوقت بات حمروش (76 عاما) قليل الظهور إعلاميا، لكنه شارك في السنوات الأخيرة، في عدة اجتماعات للمعارضة من أجل بحث انتقال ديمقراطي في البلاد.