مواجهات بين المحتجين والأمن في بغداد والجنوب يستعد للتصعيد

المتظاهرون يحرقون مقر ميليشيات حزب الله في النجف مهددين بالتصعيد مع قرب انتهاء المهلة التي أقرتها التنسيقيات للإستجابة لمطالبهم بتشكيل حكومة مستقلة.

بغداد - تجددت صباح اليوم الأحد الصدامات بين المحتجين العراقيين والقوات الأمنية في العاصمة بغداد وعدد من المحافظات وسط البلاد وجنوبها، حيث لجأ المتظاهرون إلى قطع الطرق وإغلاق أبواب المؤسسات الحكومية لتنفيذ إضراب عام تنديدا بعدم الاستجابة لمطالبهم لتشكيل حكومة مؤقتة تمهد لإجراء انتخابات عامة جديدة رغم أن المظاهرات اقتربت من شهرها الرابع على التوالي.

وقال شهود عيان في بغداد إن "المحتجين أحرقوا الإطارات في ساحة الطيران القريبة من ساحة التحرير، فيما ردت القوات الأمنية بإطلاق الغاز المسيل للدموع".

وأضافوا أن "محتجين تحدثوا عن إطلاق رصاص حي من قبل القوات الأمنية، وتعرض خمسة منهم للاختناق بسبب الغاز المسيل للدموع".

وردا على ذلك قام المحتجون بإغلاق الساحة بالكامل مهددين بتصعيد احتجاجاتهم على نحو غير مسبوق في حال عدم الإستحابة لمطالبهم بحلول الاثنين المقبل.

وفي محافظة النجف وسط البلاد أغلق المتظاهرون منذ الساعات الأولى من فجر اليوم الأحد أبواب الدوائر الحكومية كما أحرقوا الإطارات في الشوارع، بعد أن أقدم محتجون ليل السبت على إحراق أحد مقرات ميليشيات حزب الله العراقي في منطقة الإسكان، داعيين الأهالي إلى المشاركة الواسعة في المظاهرات الاحتجاجية التي تتواصل في البلاد منذ نحو أربعة أشهر.

وقال الملازم سميح الهلالي إن العشرات من المتظاهرين أغلقوا الطريق المؤدي إلى مطار النجف على مقربة من بوابة المطار.

وقال محتجو محافظة واسط في بيان السبت إن "الحكومة وأحزابها ما زالت مُصرة على المماطلة والتسويف وعدم احترام إرادة الشعب العراقي المطالب بحكومة وطنية حرة تحفظ للبلد سيادته وللشعب كرامته".
وتابع المحتجون في واسط أنهم سينضمون إلى نظرائهم في محافظة ذي قار الذين أمهلوا المسؤولين في البلد حتى الاثنين المقبل لتكليف مرشح مستقل لتشكيل الحكومة المقبلة، وإلا فإنهم سيصعدون الاحتجاجات على نحو غير مسبوق.
وأشاروا إلى أنهم سيعمدون إلى "قطع للطرق الرئيسية بين المحافظات بتوابيت الشهداء وبأجساد الثوار"، منوهين إلى أن "هناك خطوات أخرى يعلن عنها في حينه".
ودعا متظاهروا واسط نظراءهم في بقية المحافظات إلى "المشاركة الواسعة وإسناد هذا التصعيد السلمي ودعمه إجبار الحكومة وأحزابها على تنفيذ مطالب الشعب الحقة".
والأسبوع الماضي، أمهل متظاهرو ذي قار، السلطات، أسبوعاً تنتهي الاثنين المقبل للاستجابة إلى مطالبهم وبخلاف ذلك فإنهم يتركون ساحات الاعتصام والتوجه نحو تصعيد غير مسبوق.

مهلة المحتجين تتقلص
مهلة المتظاهرين تتقلص

من جانبها أصدرت تنسيقية المظاهرات الاحتجاجية في محافظة كربلاء الجنوبية بيانا دعت فيه أهالي المدينة للمشاركة الفعالة بالإضراب العام الذي سيبدأ يوم غد الاثنين الذي يتزامن مع انقضاء المهل الممنوحة للسلطات بتحقيق مطالب المواطنين، لا سيما في المحافظات الجنوبية.

ويشمل الإضراب الذي دعا إليه البيان غلق جميع الطرق المؤدية للمحافظة منها طريق بغداد والنجف وبابل وطريق معمل الإسمنت إضافة للطرق الداخلية وغلق جميع الدوائر الحكومية كافة والمدارس والجامعات باستثناء دوائر وزارة الصحة والمستشفيات.

وذكر البيان أن هذا الإجراء سيكون ساريا لحين الاستجابة لمطالب المتظاهرين.

وحث البيان القوات الأمنية على حماية المتظاهرين من المجاميع المسلحة التي تدخل بسياراتهم لساحة الاعتصام وتقوم بإطلاق النار لتخويف المتظاهرين.

وهدأت وتيرة الاحتجاجات، نوعاً ما، في الأسابيع القليلة الماضية، حيث تركزت في الساحات العامة وأماكن الاعتصام في العاصمة بغداد ومدن وبلدات وسط وجنوبي البلاد.

قبل ذلك، عمد المحتجون مراراً إلى قطع طرق رئيسية وإغلاق مؤسسات الدولة ومحاصرة منشآت اقتصادية حيوية مثل حقول النفط للضغط على الحكومة والأحزاب الحاكمة للاستجابة لمطالبهم أهمها تكليف شخص مستقل نزيه لتشكيل حكومة من اختصاصيين غير حزبيين تمهد لانتخابات مبكرة، فضلاً عن محاسبة قتلة المتظاهرين والناشطين في الاحتجاجات.

ومن المنتظر أن تنطلق اليوم الأحد مظاهرات احتجاجية وإضراب عن العمل في المحافظات التي تشهد مظاهرات في إطار دعوات أطلقتها اللجان التنسيقية في كل محافظة للتعبير عن السخط والإدانة لعدم جدية الأطراف السياسية بتسمية مرشح مستقل لتشكيل الحكومة.

ولازالت الأطراف السياسية في البلاد تخوض مفاوضات ومشاورات لتسمية مرشح مستقل، حيث فشلت جميع الجهود لطرح مرشحين يحظون بقبول من الشارع العراقي الذي يطالب بتسمية مرشحين مستقلين وليس ممن سبق لهم تسلم مناصب سابقا.

ويشهد العراق احتجاجات غير مسبوقة منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تخللتها أعمال عنف خلفت 504 قتيل وأكثر من 17 ألف جريح، معظمهم من المحتجين، وفق مصادر حقوقية وطبية وأمنية.