مواجهات في القدس وغزة تهدد اتفاقا للتهدئة

اسماعيل هنية يدعو الفلسطينيين للتوجه الى القدس لحماية المسجد الأقصى بعد اقتحامه من قبل الشرطة الاسرائيلية.
اسرائيل تعتقل اكثر من 350 شخصا في الحرم القدسي
مصر تندد باقتحام الشرطة الاسرائيلية لحرم المسجد الاقصى
لأردن يدعو لاجتماع عربي طارئ لبحث الاقتحام الإسرائيلي للأقصى

القدس - اندلعت مواجهات عنيفة ليل الثلاثاء الأربعاء بعدما اقتحمت الشرطة الإسرائيلية الحرم القدسي في القدس الشرقية المحتلة، في ما اعتبرته حركة حماس "جريمة غير مسبوقة" بينما شهد قطاع غزة قصفا عنيفا بعد إطلاق صواريخ في اتجاه البلدات الإسرائيلية.
وأتت هذه المواجهات في خضم شهر رمضان وفيما يستعد اليهود للاحتفال اعتبارا من الأربعاء بعيد الفصح اليهودي وفي أجواء من التوتر المتنامي بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ مطلع السنة الحالية.

وتأتي هذه التطورات في خرق للاتفاق بين السلطة الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية في شرم الشيخ الشهر الماضي لإنهاء التوتر بمشاركة مصر والأردن والولايات المتحدة.
ونددت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بالخطوة التي وصفتها بأنها "جريمة غير مسبوقة"، ودعا اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة فجر الأربعاء الفلسطينيين للتوجه الى القدس "لحماية" المسجد الأقصى.
من جانبه، اعتبر زياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي أن "ما يجري في المسجد الأقصى المبارك يشكل تهديدا جديا على مقدساتنا، محذرا أنه على الشعب الفلسطيني "أن يكون حاضرا بكل مكوناته للمواجهة الحتمية في الأيام القادمة".
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية صباح الاربعاء توقيف "أكثر من 350" شخصا في الحرم القدسي.
ونشرت الشرطة الإسرائيلية مقطعا مصورا مدته أكثر من خمسين ثانية يظهر انفجارات ناجمة على ما يبدو من مفرقعات داخل الحرم القدسي وظلال أشخاص يرمون الحجارة.
وفي مقطع مصور آخر للشرطة يظهر عناصر من شرطة مكافحة الشغب يتقدمون في الحرم القدسي وهم يحتمون من المفرقات بدروع واقية.
خارجون عن القانون

الطائرات الإسرائيلية تطلق صاروخين على موقع تدريب تابع لكتائب القسام
الطائرات الإسرائيلية تطلق صاروخين على موقع تدريب تابع لكتائب القسام

وتظهر المشاهد أيضا بابا محصنا وكميات من المفرقعات على سجادة على الأرض فيما عناصر الشرطة يجلون خمسة أشخاص على الأقل مكبلي الأيدي.
وجاء في بيان للشرطة الإسرايلية "هذا المساء وفيما كانت الشرطة تعمل على السماح لعدد كبير من المسلمين الاحتفال بشهر رمضان والوصول إلى القدس القديمة وعلى جبل الهيكل أدخل شباب عدة من الخارجين عن القانون ومثيري الاضطرابات ملثمين إلى داخل المسجد (ألأقصى) مفرقعات وهراوات وحجارة".
وأضاف "تحصن هؤلاء لساعات عدة للمساس بالأمن العام وتخريب المسجد" وهم يرددون "شعارات تحض على الكراهية والعنف".
وأكد "بعد محاولات كثيرة وطويلة غير مثمرة لإخراجهم عبر الحوار اضطرت القوات الإسرائيلية (على التدخل) لإخراجهم بهدف السماح باستمرار الصلاة ومنع وقوع اضطرابات عنيفة".
وكتبت الشرطة أنه خلال تدخلها "أطلقت مجموعة كبيرة من مثيري الاضطرابات" مفرقعات والقت حجارة داخل المسجد باتجاه عناصرها مشيرة إلى أن أحدهم أصيب بحجر في الساق.
وأوقفت القوى الأمنية "مثيري شغب ألحقوا أضرارا في المسجد وخربوه" من دون أن يحدد البيان عدد الموقوفين.
وبعد الاعلان عن المواجهات في الحرم القدسي أطلقت صواريخ عدة من شمال قطاع غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية على ما أفادت مصادر امنية فلسطينية.
تصعيد خطر
وقال الجيش الاسرائيلي في بيان صحافي "أُطلقت خمسة صواريخ من قطاع غزة على المناطق الإسرائيلية وتم اعتراضها جميعا بواسطة منظومة الدفاع الجوي".
وفي وقت لاحق شنت طائرات حربية إسرائيلية غارات على قطاع غزة.
وأطلقت الطائرات الإسرائيلية صاروخين على الأقل على موقع تدريب تابع لكتائب عز الدين القسام (الجناح المسلح لحركة حماس) غرب مخيم النصيرات للاجئين في وسط قطاع غزة، بحسب مصدر أمني في غزة.
كذلك، أفاد شاهد عيان إن "طائرات الاحتلال أطلقت عدة صواريخ على موقع تدريب تابع لكتائب عز الدين القسام جنوب غرب مدينة غزة".
وتجدد إطلاق الصواريخ من قطاع غزة بعد الغارات الإسرائيلية فيما شن الطيران الإسرائيلي غارات مجددا قرابة الساعة 06,15 (03,15 ت غ). ولم يعلن أي فصيل فلسطيني مسؤوليته عن اطلاق الصواريخ حتى اللحظة.
ولم تسفر الغارات عن وقوع إصابات بحسب مصادر طبية.
وقد شارك عشرات الفلسطينيين في مسيرات انطلقت في مدن قطاع غزة، حيث أشعلوا إطارات السيارات ورددوا هتافات تنادي بضرورة "نصرة الأقصى".
ونددت وزارة الخارجية المصرية في بيان باقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى" داعية إسرائيل إلى "الوقف الفوري لتلك الاعتداءات التي تروع المصلين".
وحملت مصر إسرائيل "مسؤولية هذا التصعيد الخطير الذي من شأنه أن يقوض من جهود التهدئة".

ودعا الأردن الأربعاء، إلى اجتماع "طارئ" لجامعة الدول العربية، على مستوى المندوبين الدائمين؛ لبحث الاقتحام الإسرائيلي للمسجد الأقصى.
وقالت الممكلة في بيان أن دعوتها للاجتماع جاءت بالتنسيق مع فلسطين ومصر.
وبحسب البيان، يأتي الاجتماع "في ضوء التطورات التي يشهدها المسجد الأقصى المبارك، جراء اقتحام شرطة الاحتلال الإسرائيلية للحرم القدسي الشريف، والاعتداء عليه وعلى الموجودين فيه".
وأكد استمرار التحرك على المستوى العربي ضمن سلسلة الإجراءات والاتصالات والتنسيق الذي تقوم بها المملكة، لوقف "الاعتداءات الإسرائيلية التي تعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني، وتصرفا مرفوضا ومدانا يستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها".
ولفت إلى أن المملكة ستستمر وبالتنسيق مع العرب على اتخاذ جميع الخطوات والإجراءات التي من شأنها "وقف هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير، والتحذير من مغبته، وتحميل إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال، المسؤولية الكاملة عن تبعاته، التي تهدد الأمن والسلم في المنطقة".
وأدان المغرب "بشدة" اليوم الأربعاء اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى و"الاعتداء على المصلين وترويعهم خلال شهر رمضان المبارك"، عقب صدامات عنيفة بين مصلين فلسطينيين والشرطة الاسرائيلية. وقالت وزارة الخارجية المغربية في بيان إن المملكة، التي ترتبط بعلاقات وطيدة مع إسرائيل، تؤكد "ضرورة احترام الوضع القانوني والديني والتاريخي في القدس والأماكن المقدسة والابتعاد عن الممارسات والانتهاكات التي من شأنها أن تقضي على كل فرص السلام بالمنطقة". وجدد البيان التعبير عن "رفض المملكة المغربية لمثل هذه الممارسات، التي لن تزيد الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلا تعقيدا وتوترا"، مشيرا إلى أن الملك محمد السادس يرأس لجنة القدس التي تعنى بالحفاظ على الطابع الإسلامي للمدينة. وكانت الرباط طبعت علاقاتها الدبلوماسية مع تل أبيب في ديسمبر/كانون الأول 2020، في إطار اتفاقات أبراهام التي شملت عدة دول عربية برعاية الولايات المتحدة، مقابل اعتراف الأخيرة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية المتنازع عليها مع جبهة بوليساريو. وتؤكد الرباط بشكل منتظم التزامها لصالح القضية الفلسطينية، التي ما زالت تحظى بتأييد شعبي في المملكة رغم تراجع الاستجابة للأنشطة النضالية المؤيدة للفلسطينيين. بدورها أدانت زارة الخارجية الإماراتية اليوم الأربعاء في بيان اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين واعتقال عدد منهم. ودعت الوزارة السلطات الإسرائيلية إلى وقف التصعيد وعدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، مؤكدة رفض دولة الإمارات لكافة الممارسات المخالفة لقرارات الشرعية الدولية والتي تهدد بالمزيد من التصعيد.

إطلاق صاروخين من غزة باتجاه إسرائيل

وأُطلق صاروخان مساء اليوم الأربعاء من قطاع غزّة باتّجاه الدولة العبرية، بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي وشهود عيان، في قصف يأتي غداة مواجهات عنيفة شهدها الحرم القدسي وصواريخ أُطلقت من القطاع ردّ عليها سلاح الجو الإسرائيلي بغارات.

وأفاد شهود عيان في غزّة أنّ صاروخين أطلقا من شمال القطاع باتجاه إسرائيل حيث أعلن الجيش أنّ أحدهما سقط داخل القطاع والآخر "في منطقة السياج الحدودي" الفاصل بين القطاع الفلسطيني والدولة العبرية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان نشره بحسابه على تويتر "تقرير أولي: تم تفعيل صافرات الإنذار في مناطق مفتوحة بمنطقة غلاف غزة..".