مواجهات مسلحة بين قوات حفتر ومتمردين تشاديين

الاشتباكات بين قوات شرق ليبيا ومتمردين تشاديين تسلط الضوء على مخاطر الاضطرابات في منطقة الساحل الأفريقي حيث تنشط عدة جماعات مسلحة عبر الحدود مما يفسح المجال لتسلل المنظمات المتشددة أو توسيع نفوذها.
جبهة التغيير والوفاق التشادية المتمردة تنشط في جنوب ليبيا
التنظيمات المتشددة تتغذى على الفوضى في منطقة الساحل الإفريقي

طرابلس - وقعت اشتباكات مسلحة بين قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر وقوات متمردة من تشاد في جنوب ليبيا لليوم الثاني على التوالي، وفقا لما ذكره الجانبان.

وذكرت بيانات صادرة عن الجيش الوطني الليبي الذي يسيطر على أغلب شرق وجنوب البلاد، أنه ينفذ عمليات عسكرية ضد ما وصفه بجماعات إرهابية والمعارضة التشادية.

وتسلط هذه الاشتباكات التي اندلعت الثلاثاء واستمرت اليوم الأربعاء، الضوء على مخاطر الاضطرابات في منطقة الساحل الأفريقي حيث تنشط عدة جماعات مسلحة عبر الحدود مما يفسح المجال لتسلل المنظمات المتشددة أو توسيع نفوذها.

وسبق للأمم المتحدة أن حذرت من شظايا الأزمة الليبية وخطر وجود مرتزقة أجانب بينهم آلاف من السوريين ممن جندتهم تركيا للقتال دعما لقوات حكومة الوفاق الوطني السابقة في مواجهة هجوم شنته قوات حفتر في 2019 بهدف ما قالت إنه تطهير للعاصمة طرابلس من الميليشيات الإرهابية.

وأشارت حينها إلى مخاطر توسع الصراع من محلي إلى إقليمي خاصة بعد أن قتل الرئيس التشادي إدريس ديبي على جبهة القتال في مواجهة جماعة تشادية متمردة.

كما تسد مخاوف من أن هذه الصراعات المتناثرة من شأنها أن تفتح منافذ واسعة للجماعات المتطرفة التي تتغذي من الفوضى والفراغات الأمنية.

وقالت جبهة التغيير والوفاق في تشاد (فاكت) عبر وسائل للتواصل الاجتماعي إن مواقعها على الخطوط الأمامية تعرضت لهجوم من قوات حفتر التي تقاتل إلى جانب من وصفتهم بمرتزقة سودانيين وقوات فرنسية.

وقال الجيش الوطني الليبي إنه نفذ ضربات جوية ويقوم أيضا بدوريات جوية. وقالت جبهة التغيير التشادية إن ضربات جوية فرنسية استهدفت مواقعها. وقال الجيش الفرنسي إنه ليس له قوات برية أو جوية في تلك المنطقة.

ويقول باحثون إن الجبهة لها وجود في ليبيا وقاتلت في صف الجيش الوطني الليبي في بعض فترات الحرب الأهلية وتلقت أسلحة ثقيلة من حفتر.

وفي أبريل/نيسان، تقدمت الجبهة صوب شمال تشاد وخاضت معارك مع الجيش هناك. وتقول السلطات التشادية إن الرئيس إدريس ديبي الذي حكم البلاد لمدة 30 عاما، قتل في تلك الاشتباكات. وتولى ابنه الرئاسة الانتقالية المؤقتة من بعده.

وقالت لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة إن الجيش الوطني الليبي، استعان أيضا بمقاتلين من السودان وسوريا إضافة لمن وفرتهم له مجموعة فاغنر الروسية المنظمة شبه العسكرية الخاصة.

كما نفذت الإمارات ضربات بطائرات مسيرة دعما للجيش الوطني الليبي خلال محاولته التي لم تكلل بالنجاح للسيطرة على طرابلس في حملة عسكرية دامت 14 شهرا وانتهت العام الماضي، وفق ما ذكرته مصادر عسكرية في حكومة الوفاق السابقة المدعومة من تركيا.

وقال الجيش الأميركي إن روسيا كان لها مقاتلات في الأجواء الليبية العام الماضي دعما لعمليات الجيش الوطني الليبي.

وتوقفت أغلب المعارك الكبرى في الحرب الأهلية الليبية منذ انتهاء حملة الجيش الوطني الليبي العام الماضي وقبول الجانبين بهدنة وتشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية والسعي لإجراء الانتخابات، لكن الجانبين لا يزال لديهما مرتزقة في البلاد.

وتدخلت فرنسا في منطقة الساحل الأفريقي في 2013 وأرسلت قوات لتساعد في قتال متشددين في مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد، لكن صبرها بدأ ينفد بسبب الاضطرابات السياسية هناك وقالت في يوليو/تموز إنها ستقلص قوام قواتها هناك إلى النصف. وكان عدد القوات الفرنسية في ذلك الوقت خمسة آلاف جندي في المنطقة.