مواجهات مسلحة تنهي سريعا هدنة الأضحى في أفغانستان

الاشتباكات المسلحة الأخيرة بين طرفي الصراع تعيد أفغانستان إلى مربع العنف بعد أن سادت آمال محلية ودولية بأن تمهد هدنة عيد الاضحى لإطلاق مفاوضات السلام.
بوادر سلام في أفغانستان لكن الكل يده على الزناد
كابول تؤكد مقتل 10 من مسلحي طالبان
كان متوقعا على نطاق واسع أن لا تصمد هدنة الأضحى طويلا
بوادر حسن النية لا تؤسس لهدنة دائمة

غزنة (أفغانستان) - قتل عشرة من مقاتلي طالبان في معارك مع القوات الأفغانية في شرق أفغانستان، كما أعلن مسؤولون الخميس، في أول تأكيد رسمي على وقوع مواجهات مباشرة بين الطرفين بعد انتهاء هدنة استمرت ثلاثة أيام كانت أعلنتها الحركة من طرف واحد بمناسبة عيد الاضحى ورحبت بها الحكومة الأفغانية التي أمرت قواتها بعدم شن أي هجمات.

وتعيد المواجهات المسلحة الأخيرة طرفي الصراع إلى مربع العنف بعد أن سادت آمال محلية ودولية بأن تمهد هدنة عيد الاضحى لاستئناف مفاوضات السلام تمهيدا لاتفاق ينهي أطول صراع في تاريخ أفغانستان ويؤسس لانسحاب القوات الأجنبية.

وأفاد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية فواد امان بأن معارك اندلعت في منطقتين الأحد في ولاية غزنة، مشيرا إلى مقتل عشرة من مقاتلي طالبان، مضيفا أنه "تم دحر هجومهم وتكبدوا خسارات". وأكد المتحدث باسم حاكم ولاية غزنة وحيد الله جم زاده وقوع المعارك.

وشنت القوات الأفغانية ضربات جوية خلال مواجهات قرب مدينة غزنة، عندما أطلق عناصر طالبان هجوما على قاعدة عسكرية تأوي 300 جندي.

وفي تطور آخر قُتل رجل شرطة، إثر هجوم مسلحي طالبان على مركز أمني بولاية بلخ شمالي البلاد. وقال المتحدث باسم مديرية أمن بلخ عادل شاه عادل في مؤتمر صحفي الخميس، إن مسلحي طالبان شنوا هجوما على مخفر قرية "ناكلين"، التابعة لمنطقة شولكرة، بولاية بلخ، مضيفا أن الهجوم أسفر عن مقتل شرطي واحد وإصابة 2 آخرين بجروح.

وأوضح أن اشتباكا نشب بين الشرطة والمهاجمين، أسفر عن مقتل عدد من عناصر طالبان أيضا، بينما لم تصدر الحركة المتشددة أي بيان حول الهجوم.

وكانت طالبان قد جددت مؤخرا التزاماها باتفاق الدوحة الذي وقعته مع واشنطن وينص على انسحاب القوات الأميركية وضمان أن تتعرض القوات الأجنبية في أفغانستان لهجمات.

وشكل الاتفاق خطوة نحو إنهاء أطول صراع في تاريخ الولايات المتحدة وأسس لمفاوضات أفغانية أفغانية لم تحدث بعد.

وكان متوقعا على نطاق واسع أن لا تصمد هدنة عيد الاضحى التي انتهت الأحد الماضي بالنظر لتعقيدات المشهد الأفغاني.

وخلال الهدنة بدت كل المؤشرات تشير إلى هدنة طويلة حين بادرت الحكومة الأفغانية بإطلاق دفعة جديدة من سجناء طالبان لديها باستثناء بضع عشرات قالت إنهم متورطون في جرائم خطيرة.

لكن الهدنة الهشة سرعان ما انهارت على وقع ضربات من الطرفين وهجوم دموي على سجن يضم معتقلين من تنظيم الدولة الإسلامية الفرع الأفغاني وهو الهجوم الذي تبناه التنظيم وتبرأت منه طالبان.