'موازين' يحتفي بعشرينيته وسط مواجهته للأزمات

المهرجان المغربي يشهد قبل انطلاقه حملة من الانتقادات ارتكزت خاصة حول اختياراته للفنانين لهذا العام.

الرباط - يواجه مهرجان "موازين- إيقاعات العالم" الذي يحتفل هذا العام بمرور 20 عامًا على انطلاقه، عدة أزمات بينها حملة انتقادات شديدة بين عدد من الفنانين والجمهور، طالته بسبب ما اعتبره البعض إقصاء لأسماء مغربية بارزة لحساب أسماء فنية وقع اختيارها عن طريق العلاقات الشخصية والمحاباة.

وكان منظمو المهرجان أعلنوا في وقت سابق عن قائمة متنوعة من الفنانين العالميين والعرب الذين سيساهمون في إحياء ليالي هذه الدورة، التي ستقام في الفترة من 20 إلى 28 يونيو/حزيران الجاري في مدينتي الرباط وسلا.

ورغم أن القائمة كشفت عن حشد المهرجان لعدد ضخم من نجوم الطرب والغناء على مستوى الوطن العربي والعالم، فإن البعض أعرب عن استغرابه من من دعوة فنانين يفتقرون لقاعدة جماهيرية أو إنتاجات معروفة، في وقت يزخر فيه المشهد الفني المغربي بأسماء شابة تحقق ملايين المشاهدات وتصنف ضمن أنجح الفنانين على المنصات الرقمية.

وشاركت الفنانة المغربية الشابة ريم فكري في الحملة من خلال نشرها عبر خاصية الستوري على حسابها بإنستغرام صورة تضم الفنانتين يسرى سعوف وشذى حسون إلى جانب نجل الفنان فضل شاكر، وقد كتب على الصورة تعريف ساخر لكل شخصية، بالإضافة إلى تعليق جاء فيه "إدارة موازين تصدم المغاربة باختياراتها الغريبة للفنانين الذين سيحيون حفلات نسخة 2025".

واختارت المغنية رقية ماغي خاصة الستوري بحسابها على إنستغرام للتعبير عن استيائها من اختيارات إدارة مهرجان موازين التي ترى أنها لم تنصف بعض الأصوات الشابة من الذين يبذلون قصارى جهودهم لإنتاج أغان مغربية، مستعرضة نجاحاتهم بين جمهور عريض من المغاربة، مشيرة إلى أن أعمالهم تحقق نسب مشاهدات عالية على منصة يوتيوب، متسائلة عن أسباب عدم حضور هؤلاء الشباب في المهرجانات الكبرى والمنصات الفنية المهمة.

ولفتت إلى أنها لا تتحدث عن نفسها، بل عن الأشخاص المؤهلين عن جدارة للوقوف على مسارح كبيرة، بوصف الجمهور يحضر المهرجانات للاستمتاع بأصوات يحفظ أغانيها لا لمن يردد أغاني غيره.

وأكدت أن المغرب يزخر بأصوات فنية كبيرة بينها أسماء لمنور وسعد لمجرد، وهي أسماء وازنة تحظى بقاعدة جماهيرية واسعة يعتبر وجودها إضافة لأي مهرجان ولأي منصة، معربة عن أملها في الالتفات للأصوات الشابة، مؤكدة دعمها لهم.

وتتوالى الأزمات على الدورة المرتقبة للمهرجان، فقد أثار موجة من الغضب، بسبب غلاء أسعار التذاكر.

وتصل أسعار تذاكر بعض الحفلات كحفل الممثل الأميركي ويل سميث إلى ما يقدر بـ1200 دولار، كما أن المهرجان يوفر باقات مختلفة مثل "البطاقة السوداء" التي يصل سعرها إلى نحو 5200 دولار، وكذلك البطاقة الذهبية التي يتراوح سعرها من 620 إلى 850 دولارا، بحسب وسائل إعلام مغربية.

وشهد المهرجان كذلك جدلا واسعا بسبب إعلانه عن تنظيم حفل غنائي بتقنية الهولوغرام لعبدالحليم حافظ، حيث أظهرت عائلة الفنان المصري الراحل استياءها بسبب عدم التواصل معها بهذا الشأن، وقد برر القائمون على المهرجان ذلك بتعاقدهم مع المنتج محسن جابر "المالك لحقوق النشر".

ومن جانبها، أكدت جمعية "مغرب الثقافات"، الجهة المنظمة للمهرجان، أن "موازين - إيقاعات العالم" سيواصل خلال هذه الدورة أداءه بوصفه حدثًا ثقافيًا لا يمكن تفويته، حيث سيتمكّن الجمهور مرة أخرى من حضور 90 في المئة من العروض مجانًا.

وأوضحت أن الدورة العشرين تعد ببرنامج غني ومليء بالمفاجآت، يستضيف نخبة من النجوم العالميين والعرب، إلى جانب مواهب مغربية صاعدة، ووجوه موسيقية تمثل التراث الفني لمختلف قارات العالم.

وستحيي المطربة كارمن سليمان حفل افتتاح مهرجان موازين في العاصمة الرباط يوم الأربعاء 19 يونيو/حزيران على المسرح الوطني محمد الخامس. وقد أطلقت إدارة المهرجان على هذه الليلة اسم "أمسية الافتتاح"، ووصفتها بالقول "بصوتها الفريد وإحساسها الآسر، تفتتح كارمن سليمان مهرجان موازين في دورته العشرين، يوم الأربعاء 19 يونيو 2025، والمسرح الوطني محمد الخامس يحتضن أمسية غنائية مميزة لافتتاح لا يُنسى".

ومهرجان "موازين – إيقاعات العالم" تأسس سنة 2001، وفي عام 2019 صنّفت مؤسسة "ستاتيستا" العالمية مهرجان موازين في المغرب على رأس قائمة أكبر المهرجانات في العالم، متفوقا على العديد من الفعاليات الدولية، وخاصة في القارة الأوروبية.

وكانت الدورة التاسعة عشرة من المهرجان، التي أُقيمت عام 2024، استقطبت أكثر من 2.5 مليون متفرج خلال تسعة أيام من الحفلات الموسيقية على مختلف منصات الرباط وسلا.