موافقة مبدئية على انتخابات مبكرة تكسر جمود بريكست

في النهاية سيكون على الناخبين الاختيار بين جونسون الذي يسعى لإتمام صفقة الانفصال عن الاتحاد الأوروبي أو حكومة اشتراكية تحت قيادة زعيم المعارضة جيريمي كوربين الذي سيتفاوض مجددا بشأن الاتفاق قبل إجراء استفتاء ثان.

إذا لم يحقق جونسون أو كوربين فوزا حاسما في الانتخابات ستستمر أزمة بريكست
آخر انتخابات مبكرة في بريطانيا جرت في موسم عطلة عيد الميلاد عام 1923
جونسون يريد انتخابات مبكرة لكسب أغلبية تمكنه من تمرير اتفاق الانفصال

لندن - تتجه بريطانيا إلى أول انتخابات منذ نحو قرن في ديسمبر/كانون الأول بعد أن حصل رئيس الوزراء بوريس جونسون اليوم الثلاثاء على موافقة مبدئية من البرلمان بإجراء انتخابات مبكرة بهدف كسر الجمود الذي يعتري خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي.

وبينما وافق الاتحاد الأوروبي على تأجيل ثالث للخروج الذي كان مقررا في بادئ الأمر يوم 29 مارس/آذار، لا تزال المملكة المتحدة وبرلمانها وناخبوها في حالة انقسام حول كيفية الخروج أو ما إذا كان يتعين على البلاد المضي قدما نحوه.

وطلب جونسون الذي كان تعهد بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر/تشرين الأول، مرارا إجراء انتخابات لإنهاء ما يعتبره كابوسا يقوض ثقة العامة في الساسة.

ودون تصويت وخلال قراءة ثانية اليوم الثلاثاء لمشروع قانون في مجلس العموم يدعو إلى إجراء انتخابات يوم 12 ديسمبر/كانون الأول، حصل طلب رئيس الوزراء على موافقة مبدئية، وهو ما يرجح حصول المشروع على دعم كبير بينما يتجه إلى آخر مرحلة له في البرلمان.

ومن المقرر أن يصوت أعضاء البرلمان الساعة 19:45 بتوقيت غرينتش على تعديل لمشروع القانون يقضي بتغيير موعد الانتخابات إلى التاسع من ديسمبر/كانون الأول، ثم يخضع المشروع لقراءة ثالثة في وقت لاحق قبل رفعه إلى مجلس اللوردات.

ويرى بعض الساسة أن إجراء الانتخابات في موعد قريب جدا من عطلة عيد الميلاد ربما يثير قلق الناخبين في حين أنه من المتوقع أن يعرقل الطقس البارد وقلة ساعات النهار سير الحملات الانتخابية وإقبال الناخبين على التصويت.

وفي النهاية سيكون على الناخبين الاختيار بين جونسون الذي يسعى لإتمام صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أو حكومة اشتراكية تحت قيادة زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربين الذي سيتفاوض مجددا بشأن الاتفاق قبل إجراء استفتاء ثان. وإذا لم يحقق أي منهما فوزا حاسما في الانتخابات، ستستمر أزمة الخروج.

وأدى عجز بريطانيا عن فك ارتباط عمره نصف قرن مع الاتحاد الأوروبي إلى وقف الاستعدادات الباهظة لخيار الخروج بدون اتفاق ومن بينها مشروع لسك قطعة نقدية تذكارية للمناسبة بقيمة 50 سنتاً.

لقد نظمت بريطانيا انتخابات عامة مرتين في السنوات الأربع الماضية؛ في عامي 2015 و2017، وكان يفترض أن تجري الانتخابات التالية في عام 2022، لكن جونسون يحاول الفوز بأغلبية تسمح له بالمضي قدما في إقرار قوانين تفعيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وفشلت محاولته الثالثة للحصول على موافقة البرلمان على الانفصال مبكرا وإجراء انتخابات عامة يوم 12 ديسمبر/كانون الأول يوم الاثنين بعد أن ظل بعيدا تماما عن نيل التأييد المطلوب لثلثي النواب، لكنه قدم عرضًا جديدًا لنفس التاريخ الثلاثاء باستخدام إجراء برلماني مختلف لا يتطلب سوى أغلبية بسيطة.

واستشار وزراء حكومته لوضع خطة إستراتيجية مسبقة قبل جلسة صعبة أخرى لمجلس العموم يمكن أن تمتد حتى الليل.

وتعدل محاولة جونسون الجديدة القوانين الحالية التي تتطلب أغلبية الثلثين من خلال اقتراح التصويت على مشروع قانون بسيط يتضمن موعد الانتخابات. وقال  للمشرعين بعد إسقاط مقترحه الاثنين "هذا المجلس لا يمكنه أن يبقي هذا البلد رهينة".

خيار الانتخابات المبكرة هل تكون آخر معارك جونسون على مسار بريكست
خيار الانتخابات المبكرة هل تكون آخر معارك جونسون على مسار بريكست

لكن خطة جونسون الانتخابية تلقت دفعة كبيرة عندما أعلن زعيم حزب العمال المعارض الرئيسي جيريمي كوربن دعمه لها.

وكان الاشتراكي المخضرم كوربين يتخبط بين التيارات المتنافسة داخل حزبه ويواجه تدني شعبيته في استطلاعات الرأي التي تظهر تقدم المحافظين.

وكانت حجته من قبل أنه لا يمكنه تأييد انتخابات مسبقة إلى أن يسحب جونسون خيار بريكست دون اتفاق تجاري جديد من على طاولة البحث، عندما تنتهي فترة الانتقال بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في نهاية 2020، فحتى ذاك التاريخ، ستواصل بريطانيا تطبيق أنظمة ولوائح الاتحاد الأوروبي.

وقال كوربين الثلاثاء "لقد قلت باستمرار إننا على استعداد لإجراء انتخابات، ودعمنا يتوقف على سحب خيار بريكست بدون اتفاق من على الطاولة".

وأضاف أن قرار الاتحاد الأوروبي بتأجيل خروج بريطانيا من التكتل حتى 31 يناير/كانون الثاني على أنه "خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، تمت تلبية شرطنا المتمثل في سحب (خيار) بدون اتفاق عن الطاولة".

وتابع "سنطلق الآن أكثر الحملات طموحا وراديكالية من أجل تغيير حقيقي لم تشهده بلادنا على الإطلاق"، فيما يفترض أن يتفق الأطراف الآن على موعد إجراء الانتخابات.

وفيما يصر جونسون على تاريخ 12 ديسمبر/كانون الأول، يقترح الليبراليون الديمقراطيون المؤيدون للبقاء في الاتحاد الأوروبي والحزب الوطني الاسكتلندي موعد 9 ديسمبر/كانون الأول.

ويفضل حزب العمال كذلك الخيار الثاني. ويقول البعض في الحزب إن التاريخ المتأخر يقلل من عدد الطلاب الليبراليين الذين يدلون بأصواتهم لأنه يأتي بعد انتهاء فصولهم الدراسية والعودة إلى بلادهم لقضاء عطلة الشتاء.

وقال باري غاردينر المتحدث باسم حزب العمل لهيئة الإذاعة البريطانية، "إن أول شيء فعله جونسون للحصول على دعم حزبه هو ضمان عدم حرمان الطلاب من الاقتراع في 12 ديسمبر/كانون الأول".

لكن كوربين لم يحدد تاريخا في بيانه، حيث قال مصدر في حزب العمال "ستكون انتخابات في ديسمبر/كانون الأول وهو أمر غير اعتيادي".

وتعافى الجنيه الثلاثاء مقابل الدولار واليورو على وقع الاتفاق على إجراء انتخابات عامة، مسجلا 1.28 دولارا و1.15 يورو.

ونظمت آخر انتخابات في شهر ديسمبر/كانون الأول في بريطانيا في 1923، عندما خسر مرشح حزب العمال رامزي ماكدونالد أمام المحافظين بقيادة ستانلي بالدوين. 

وحض زعيم كتلة الحزب القومي الاسكتلندي إيان بلاكفورد حزب العمل على عدم "الخنوع" لرغبات جونسون والإصرار على الموعد المبكر.

وجونسون قلق بشكل أساسي من التعديلات التي يمكن إرفاقها بمشروع القانون. ومن الخيارات المقترحة توسيع حقوق التصويت لمواطني الاتحاد الأوروبي وهي مجموعة تعارض بشدة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وخيار آخر سيخفض سن التصويت من 18 إلى 16 عاما.