موت جماعي يحدق بالبشرية

دراسة جديدة تظهر أن أكبر انقراض في تاريخ الأرض قبل 252 مليون سنة، حدث بسبب ظاهرة مشابهة للاحترار العالمي أدت إلى ارتفاع نسبة الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي.
التغير المناخي يهدد بـ"الموت العظيم"
الظاهرة العالمية مسألة حياة أو موت
إنقاذ الأرض والبشر مرهون بخفض نسبة الكربون في الجو

لندن - تثبت دراسة جديدة أن التغير المناخي أصبح مسألة حياة أو موت كما وصفه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في كلمة أدلى بها في افتتاح مؤتمر أممي بشأن المناخ في بولندا.
وأوضحت الدراسة التي نشرت في مجلة العلوم الأميركية أن ظاهرة مشابهة للاحتباس الحاد اجتاحت كوكبنا في الحقبة البرمية أي قبل 252 مليون سنة وأدت إلى أكبر انقراض جماعي على وجه الأرض.
وأفادت أن الاحترار المناخي في تلك الحقبة قضى على 96% من جميع الأنواع البحرية، و70% من الفقاريات التي تعيش على اليابسة، وربط الباحثون ما أصبح يعرف باسم "الموت العظيم" بسلسلة من الانفجارات البركانية الهائلة في سيبيريا، ملأت الغلاف الجوي بغازات دفيئة.
وكان تقرير نشره العلماء في 5 ديسمبر/كانون الأول أكد أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية سترتفع بنحو ثلاثة بالمئة هذا العام بسبب استمرار استخدام الوقود الأحفوري، وهو ما يبدد الآمال في أن الزيادة التي حدثت في عام 2017 كانت مؤقتة بعد عامين من التراجع.
وقال التقرير السنوي لمشروع الكربون العالمي إن الانبعاثات العالمية زادت بنسبة 1.6 في المئة العام الماضي وستزيد بنسبة أكبر هذا العام بسبب الاستخدام المستمر للفحم والنفط والغاز الطبيعي.
وذكرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي أن العالم في طريقه إلى ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية في القرن الحالي بمقدار يتراوح بين ثلاث وخمس درجات مئوية. وأضافت أن الزيادة ستكون أكبر إذا تم استخدام جميع موارد الوقود الأحفوري المعروفة.

موت جماعي يحدق بالبشرية
التلوث يرسم مستقبلا قاتما للبشر

وتؤكد الدراسة الأخيرة أن الأرض تواجه مصيرا مماثلا إذا تحققت توقعات حدوث تغير مناخي جامح في العالم الحديث، خاصة وأنه مع ارتفاع الحرارة لن يعود بإمكان الماء الدافئ الاحتفاظ بما يكفي من الأوكسيجين لمعظم الكائنات البحرية، للبقاء على قيد الحياة.
وأشار فريق البحث وفقا لخبر نقله موقع روسيا اليوم، عن صحيفة ديلي ميل البريطانية، أنه في حال استمرار انبعاث غازات دفيئة دون رادع، فإن ارتفاع درجة حرارة المحيطات قد يزيد بنحو 20% عن المستوى الذي شهدته أواخر العصر  البرمي، بحلول عام 2100.
وكشف الباحثون عن مصير مرعب ينتظر البشرية ناتج عن ارتفاع حرارة الأرض إذا لم يتم السيطرة عليه بخفض نسبة غازات الدفيئة.
 وأظهرت سلسلة من المحاكاة الحاسوبية قام بها الباحثون احتمال الانقراض الجماعي الناشئ عن آلية مشابهة في ظل تغير المناخ الناتج عن الأنشطة البشرية.
وتسجل تقارير منظمة الصحة العالمية، وفاة سبعة ملايين شخص حول العالم سنويا جراء التعرض للكربون المنبعث عن احتراق الوقود الأحفوري، وتفيد بإمكانية إنقاذ أرواح نحو مليون شخص حول العالم سنويا بحلول عام 2050، إذا تم الوفاء بأهداف اتفاق باريس المناخي.