موجة الاحتجاجات المتسعة في إيران تتحدى محاولات القمع

السلطات الإيرانية تعمد لقطع خدمة الانترنت على الهواتف المحمولة في كامل البلاد في محاولة لمنع اتساع رقعة الاحتجاجات على نقص المياه أكثر والسيطرة عليها، بينما تتداعى بقية المحافظات للتظاهر أسوة بخوزستان غرب الجمهورية الإسلامية.
طهران تقود محاولات مضنية للحد من قدرة الشارع على التعبير عن السخط السياسي
عدد قتلى احتجاجات المياه برصاص الأمن الإيراني يرتفع إلى 6 ضحايا
روحاني يحذر من قتل المتظاهرين مؤكدا حقهم في التظاهر

طهران - اتسعت رقعة احتجاجات المياه المشتعلة منذ أسبوع في في عدد من مدن محافظة خوزستان جنوب غربي إيران، لتشمل مساء الأربعاء محافظتي أصفهان وبوشهر ومدينتي مسجد سليمان ودزفول، فيما عمدت السلطات الإيرانية يوم الخميس إلى تعطيل خدمة الانترنت عبر الهواتف المحمولة في كامل البلاد في محاولة لمنع تداعي بقية المناطق للتظاهر.

وعزت مجموعة الدفاع عن الوصول إلى الإنترنت "نتبلوكس دوت كوم" جزءا من الاضطراب إلى "ضوابط معلومات الدولة أو إغلاق الإنترنت المستهدف".

وحذّرت الشركة من أن تحليلها وتقارير المستخدمين كانت متسقة مع إغلاق إقليمي للإنترنت، يهدف إلى السيطرة على الاحتجاجات في إيران، فيما لا تزال الخطوط الأرضية تعمل بشكل اعتيادي.

 وحددت حالات الانقطاع بداية من 15 يوليو/تموز عندما بدأت الاحتجاجات في خوزستان، وسط جفاف أثر على المنطقة الغنية بالنفط المجاورة للعراق.

وحذّرت الشركة من أن تحليلها وتقارير المستخدمين كانت متسقة مع إغلاق إقليمي للإنترنت، يهدف إلى السيطرة على الاحتجاجات في إيران، فيما لا تزال الخطوط الأرضية تعمل بشكل اعتيادي.

وقالت إن التأثيرات تمثل "إغلاقا شبه كامل للإنترنت، من المرجح أن يحد من قدرة الجمهور على التعبير عن السخط السياسي أو التواصل مع بعضه البعض والعالم الخارجي".

واستمرت الاحتجاجات ليل الاربعاء الخميس في مدن الأهواز وشيبان وإيذه والخفاجية وشوشتر والشوش وشاوور وبهبهان والجراحي ومعشور، وفق ما أفاد به موقع 'إيران انترناشيونال عربي'.

وقوبلت الاحتجاجات في تلك المدن على مثل العادة بقمع السلطات، حيث ارتفع عدد القتلى إلى 6 قتلى برصاص قوات الأمن خلال محاولات تفريق المحتجين.

وتستمر الاحتجاجات في الشوارع الإيرانية التي اشتعل فتيلها الأسبوع الماضي على نقص المياه في جنوب غرب إيران لليلة السابعة وسط تصاعد أعمال العنف، فيما ردد سكان العاصمة طهران شعارات مناهضة للحكومة، بحسب مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي الأربعاء ووسائل إعلام إيرانية.

وتواجه إيران أسوأ موجة جفاف منذ 50 عاما وأثرت أزمة المياه على الأسر والزراعة وتربية الماشية وأدت إلى انقطاع التيار الكهربائي.

وأصيب الاقتصاد الإيراني بالشلل لأسباب منها العقوبات التي فرضها الرئيس الأميريكي السابق دونالد ترامب على صناعة النفط في عام 2018، فضلاً عن جائحة كوفيد-19. ويحتج عمال، بمن فيهم الآلاف في قطاع الطاقة الحيوي، ومتقاعدون منذ شهور مع تزايد السخط بسبب سوء الإدارة وارتفاع معدلات البطالة وزيادة معدل التضخم بواقع أكثر من 50 بالمئة.

وفي واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، إن "الولايات المتحدة تتابع الاحتجاجات عن كثب بما في ذلك تقارير عن إطلاق قوات الأمن النار على المتظاهرين".

وأضاف للصحفيين "نحن ندعم حق الإيرانيين في التجمع السلمي والتعبير عن أنفسهم. الإيرانيون يجب أن يتمتعوا بهذه الحقوق دون خوف من العنف ودون خوف من الاعتقال التعسفي من قبل قوات الأمن".

وقالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان المعارضة، إن ما لا يقل عن 31 احتجاجا نُظم في أنحاء إيران يومي الاثنين والثلاثاء، بما في ذلك مسيرات للعمال والمزارعين.

والخميس أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني الخميس أن الاحتجاج هو "حق طبيعي" لسكان محافظة خوزستان، قائلا إنه "لحق طبيعي (لسكان خوزستان) أن يتحدثوا، أن يعبروا، أن يحتجوا وحتى أن ينزلوا الى الشوارع في إطار القانون".

وحذّر روحاني من قيام بعض الأشخاص "باستغلال الوضع، والتقدم الى وسط كل هذا واستخدام سلاح ناري، وإطلاق النار وقتل أحد (المواطنين) الأعزاء".

واتهم مسؤولون محليون خلال الأيام الماضية "انتهازيين" و"مثيري شغب" بإطلاق النار على المتظاهرين وعناصر قوات الأمن على السواء.

وأظهرت الأشرطة مئات الأشخاص يتظاهرون في الشوارع مرددين هتافات تنتقد السلطات، بينما أحاط بهم عدد من رجال شرطة مكافحة الشغب. وفي بعض الأشرطة، يمكن سماع ما قد يكون صوت إطلاق رصاص.

وفي 2019، شهدت خوزستان احتجاجات مناهضة للحكومة طالت أيضا مناطق أخرى من البلاد.