موجة عنف تطرق أبواب أفغانستان قبل الانتخابات الرئاسية

الناخبون الأفغان يشككون في إمكانية إجراء انتخابات عادلة ويشعرون بالقلق من هجمات عنيفة كما حدث في عمليات تصويت سابقة قد يشنها مقاتلو طالبان أو مجموعات متمردة أخرى.

كابول تؤكد وطالبان تنفي بداية قريبة لمحادثات بين الطرفين
الرئيس الأفغاني يتحدث عن سلام قادم وسط تفجيرات تنذر بالأسوأ
جولة تفاوض جديدة بين واشنطن وطالبان في الدوحة


كابول - شهد افتتاح حملة الانتخابات الرئاسية في أفغانستان تفجيرات اليوم الأحد بعد ساعات من تأكيد الرئيس أشرف غني المرشح لولاية ثانية أمام أنصاره أن "السلام قادم"، مشيرا إلى أنه سيتم إجراء مفاوضات مع حركة طالبان.

وتشير تفجيرات الأحد على محدودية أضرارها إلى التهديدات التي تتربص بالعملية الانتخابية في أفغانستان وتنذر بموجة عنف خلال الاستحقاق الانتخابي الرئاسي بينما تقاوم السلطة الحالية بدعم غربي لإتمام العملية السياسية.

وقتل شخصان وأصيب 25 آخرون في هجوم استهدف مكتب المرشح لمنصب نائب الرئيس غني أمر الله صالح، فيما تأتي التفجيرات في بداية موسم حملات انتخابات الرئاسة لتذكر بالوضع الأمني المريع في أفغانستان وعمليات القتل والفوضى التي سادت الانتخابات السابقة.

ووقع أول انفجار قرب مكتب المرشح لمنصب نائب الرئيس قرابة الساعة 16:40 مساء ثم اقتحم عدد من المهاجمين المكتب. ولم يصب صالح بجروح خطيرة، بحسب مكتبه.

ولا يزال الهجوم مستمرا بعد ثلاث ساعات من بدئه. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه، بينما قال نصرت رحيمي المتحدث باسم وزارة الداخلية "طوقت قوات الأمن المنطقة وتحاول قتل المهاجمين في أسرع وقت".

وذكر المتحدث باسم وزارة الصحة وحيد الله مايار أن شخصين على الأقل قتلا وأصيب 25 آخرون.

وفي وقت سابق الأحد هز انفجار العاصمة الأفغانية بعد ساعات من بدء الحملات الانتخابية، ما أدى إلى إصابة ستة أشخاص.

وقال رحيمي أن الانفجار وقع بالقرب من قاعة أفراح معروفة شمال كابول قرب المطار قرابة الساعة 4:40 مساء (12:10 ت غ).

وفي وقت سابق الأحد افتتح غني الحملة الانتخابية بالتأكيد أن "السلام قادم". وحضر أول تجمع انتخابي غداة إعلان وزير الخارجية في حكومته عبدالسلام رحيمي أن مفاوضات بين السلطات الأفغانية وحركة طالبان ستعقد خلال أسبوعين "في بلد أوروبي".

وقال أشرف غني "السلام قادم والمفاوضات ستجري" مع الحركة المسلحة، فيما ذكرت مصادر دبلوماسية أن المحادثات يفترض أن تبدأ في السابع من أغسطس/اب في أوسلو.

ويمكن أن يشكل ذلك تطورا حاسما إذ أن طالبان التي تسيطر على حوالى نصف أفغانستان حاليا، كانت ترفض التفاوض مع حكومة غني وتعتبر إدارة كابول غير شرعية.

وإلى جانب الحرب، تواجه البلاد تحديات كبرى بينها ارتفاع معدلات الجريمة وتباطؤ الاقتصاد وتزايد البطالة وتقادم البنى التحتية.

ويشكك الناخبون في إمكانية إجراء انتخابات عادلة ويشعرون بالقلق من هجمات عنيفة كما حدث في عمليات تصويت سابقة قد يشنها مقاتلو طالبان أو مجموعات متمردة أخرى لتقويض الديمقراطية الهشة الناشئة في أفغانستان.

وأكد الناخب سيد جان (27 عاما) أنه لن يصوت لأنه لم يعد يثق بالانتخابات منذ تلك التي جرت في 2014 وتحدثت معلومات عن حدوث عمليات تزوير خلالها.

وقال "المرشحون خانونا في الماضي ولم نعد نثق بهم هذه المرة"، مضيفا "نحتاج إلى سلام أكثر مما نحتاج إلى انتخابات"، معتبرا أنه "ليس هناك أي مرشح يستطيع جلب السلام إلى أفغانستان وأن كل ما يفعله المرشحون هو إطلاق شعارات".

وانتشرت قوات الأمن في كابول حيث ينظم المرشحون وبينهم رئيس السلطة التنفيذية عبدالله عبدالله، تجمعاتهم الأولى وانتشرت إعلانات تحمل صورهم.

وقال عبدالله المنافس الرئيسي لغني في أول تجمع انتخابي له أيضا "من واجبنا الوطني والديني انتهاز كل فرص السلام. سلام مقبول من الجميع".

وكان عبدالله وقع اتفاقا لتقاسم السلطة تم تنفيذه بإشراف الولايات المتحدة بعد انتخابات 2014 التي يشتبه بأنها شهدت عمليات تزوير خطيرة.

ويبدو تنظيم هذه الانتخابات أمرا أساسيا بعدما تم إرجاؤها مرتين. وأي تأجيل جديد يمكن أن يؤدي إلى تفاقم انعدام الثقة.

ويأتي ذلك مع تكثيف الجهود الدبلوماسية منذ عام خصوصا عبر محادثات مباشرة بين الولايات المتحدة وطالبان.

ورغم حديث غني عن لقاء بين الحكومة وطالبان قريبا، قال المتمردون إنهم لن يتحدثوا إلى سلطات كابول قبل إعلان الولايات المتحدة برنامجا زمنيا لانسحاب القوات الأجنبية في البلاد، وهو مطلب أساسي للتوصل إلى أي اتفاق.

وقال ناطق باسم طالبان سهيل شاهين في تغريدة كتبها بلغة الباشتو على تويتر إن "المحادثات بين الأفغان لا يمكن أن تبدأ إلا بعد إعلان جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية"، مؤكدا أن "إدارة كابول ستعتبر طرفا سياسيا كغيرها من الأطراف وليس حكومة".

ويفترض أن يتوجه الموفد الأميركي زلماي خليل زاد الذي يدفع باتجاه التوصل لاتفاق سلام مع طالبان، إلى الدوحة الأسبوع المقبل للمشاركة في الجولة الثامنة من المفاوضات المباشرة التي تهدف إلى إنهاء التدخل العسكري الأميركي في أفغانستان الذي بدأ قبل 18 عاما.

وأكد السبت أن المفاوضات "بين الأفغان" لن تجرى إلا بعد التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان.

وهذا البرنامج الزمني للانسحاب الذي يعد المطلب الرئيسي لحركة طالبان سيوضع مقابل تعهدها بعدم استخدام أفغانستان ملاذا لمجموعات إرهابية.